تزداد المخاطر المحدقة بمرضى السرطان في مدينة الحديدة اليمنية (غرب)، مع اشتداد المعارك في مداخلها وقطع الطرقات وتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية ونقص الأدوية.
وقال مدير مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية في الحديدة، ياسر نور، إنّ الأوضاع الأمنية والاقتصادية الأخيرة في الحديدة ضاعفت من معاناة 5400 مريض بالسرطان، وتسببت في عدم وصول الكثير من المرضى إلى مراكز علاج الأورام في المدينة.
وأكد نور لـ"العربي الجديد" أنّ عدد المرضى الذين يقصدون المركز في المتوسط 50 حالة يومياً من المدينة والمديريات الأخرى، "إلا أن انقطاع الطريق بسبب المواجهات المسلحة في منطقة كيلو16، تسبب في مضاعفة تكاليف أجور المواصلات بشكل كبير، ما جعل الكثير من المرضى غير قادرين على الوصول إلى المركز لتلقي العلاج". مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار صرف الدولار وانهيار العملة الوطنية، تسبب في ارتفاع أسعار الأدوية الكيميائية بشكل كبير، "في الوقت الذي انعدمت فيه إيرادات المركز وتوقف البنك المركزي عن صرف الميزانية التشغيلية للمركز التي أقرتها وزارة المالية في يناير/كانون الثاني من العام الحالي".
وأوضح نور بأن المركز يعاني من نقص كبير في عدة أصناف من الأدوية التي يستخدمها المرضى، وقد يتسبب ذلك في توقف أعمال المركز كنتيجة طبيعية لغياب الدعم الحكومي، "وهذا يعني الموت المحقق لعدد من المرضى". محذراً من "كارثة الانهيار الحاد في صحة مرضى السرطان نتيجة عدم القدرة على الوصول إلى المركز".
من جانبها، قالت أم عبد الرحمن والتي ترافق ولدها في مركز علاج الأورام في الحديدة، إنها اضطرت لبيع ما تملكه من مقتنيات ثمينة لتضمن استمرار تقديم العلاج لابنها المصاب بالسرطان.
وأكدت لـ" العربي الجديد" أن الحصول على علاجات السرطان صعب، "أما في حالة توفرها في الأسواق، فإن أسعارها مرتفعة جداً، ومثل هذه الأدوية لا تتوفر في المركز".
ولا تخفي المتحدثة التي تسكن في إحدى قرى محافظة الحديدة، مخاوفها من إغلاق المركز أبوابه أمام المرضى بسبب الحرب. "لن يكون أمامنا إلا الذهاب إلى صنعاء أو عدن وهذا يكلفنا أموالاً طائلة لا نستطيع توفيرها".
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أكدت في وقت سابق أنها أوصلت أكثر من 500 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية خلال شهر أغسطس/آب إلى مطار صنعاء، ليتم توزيعها للمحافظات المتأثرة، بما في ذلك محافظة عدن والمحافظات الجنوبية. وبحسب المنظمة فإن هذه الشحنات تحوي أدوية مضادة للسرطان منقذة للحياة لتغطية حوالي 50 بالمائة من الحاجة المُلحة لمرضى السرطان لمدة عام.
ووفقاً للمنظمة العالمية، فإن حوالي 35 ألف شخص مصابون بالسرطان في اليمن، ويتم تشخيص حوالي 11 ألف حالة جديدة كل عام.