الجدة سناء البالغة من العمر 60 عاماً تراكمت عليها المصاعب، فهي مريضة بشلل الأحبال الصوتية الذي يسبب لها مشاكل في التنفس وأحياناً في الكلام، كما تراعي أحوال زوجها المصاب بمرض الزهايمر.
نقلت الصحافة حكاية الجدة التي ألقيت على عاتقها مسؤولية أحفادها الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و14 عاماً، الذين يتمتهم الحرب ودمرت طفولتهم وحرمتهم من حنان ورعاية آبائهم، وأمهاتهم اللواتي لاقين المصير ذاته.
بعد تحرير الموصل من قبضة "داعش" في تموز/يوليو العام الماضي، عادت الجدة إلى المناطق المدمرة في المدينة لتبحث عن أبنائها المفقودين علّها تجد لهم أثراً، أو تلتقي من يعرف عنهم شيئاً. وفجعت حين وجدت بين مجموعة من الجثث انتشلت من تحت الأنقاض ثلاث جثث عرفت أنها لأبنائها.
بحثها لم يتوقف وهي تعرف في قرارة نفسها أنها لن تطمئن حتى تكشف مصير ابنها الرابع، وستنتظر نتائج الكشف عن مقابر جماعية خلّفها التنظيم المتطرف.
لم تخبر الجدة سناء أحفادها عن مصير والديهم، الذين يمضون بعض أوقاتهم باللعب، لكنهم في أوقات كثيرة يبكون غيابهم ويؤلمهم الفقدان. وتلك اليوميات تزيد من ألم العجوز حين تقف عاجزة عن تأمين أبسط طلبات الصغار.
لم تترك باباً إلا وطرقته بحثاً عمن يساعدها في رعايتهم، وتردد دائما "أريد أن أضمن لهم مصدر قوتهم، أخاف أن أموت ويصبح مصيرهم التشرد".
مناشدةُ الجدة الحكومة العراقية عبر وسائل الإعلام كي ترعى أيتامها، لم تلق جواباً حتى اللحظة. عسى أن تجدي إثارة قضيتها مراراً وتكراراً النفع المطلوب، ويجد الأطفال جهة ترعاهم وتؤمن لهم ضرورات الحياة الأساسية من معيشة وطبابة وتعليم.