وتتوفر مدينة بنش التي تبعد عن مدينة إدلب بحوالي 7 كيلومترات على 14 مدرسة، منها 12 تعمل بدوام كامل أو جزئي.
ويقول المدرس مصطفى رجب من مدينة بنش لـ"العربي الجديد": "مدرسة نجدت سلّات ليست تطوعية بشكل كامل، بل هي مؤسسة تابعة لمديرية التربية والتعليم في إدلب، والكادر فيها من تجمع غوث التطوعي، وقد عملت منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم "إسلاميك ريليف" على إعادة تأهيل المدرسة، وأمنت المستلزمات الأساسية لها من ألواح للطلاب ومعدات إدارية وخدمية وغيرها".
وبحسب إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، فإن واحدة من أصل أربع مدارس تعرضت للضرر بسبب استهدافها، أو تحولها لمركز إيواء للنازحين، في حيث أكد نشطاء بمجال التربية والتعليم في إدلب، أنّ عدد المدارس المتضررة والخارجة عن الخدمة تجاوز 300 مدرسة.
المواطن يونس أحمد يقول لـ"العربي الجديد": "من الجيد أن تعود المدارس للعمل من جديد، ونحن كأهال ندعم جهود إعادة تأهيلها، فمستقبل الأطفال يبدأ من التعليم الجيد وبقدر الحرص على توفره في ظروف مناسبة تكون النتيجة مرضية لنا وللمجتمع".
ويضيف: "بعد اتفاق التهدئة الذي حصل في إدلب، أصبحنا نعيش بأريحية، وبوسعنا إرسال أبنائنا للمدارس دون خوف مسبق من غارات الطيران الحربي أو الصواريخ، والأطفال كذلك زال عنهم هذا الهاجس نسبيا، فزاد تركيزهم على التعليم.
ورغم الهدوء النسبي التي تمر بها محافظة إدلب، يبقى مستقبل آلاف الأطفال السوريين مهددا
ومحاصرا بكثير من المعوقات، كقلة الكوادر المؤهلة، والدعم الهزيل لقطاع التعليم من المنظمات المحلية أو الدولية، وعمالة الأطفال، والعدد الكبير من الأطفال المهجرين في الشمال السوري.
ويوضح ياسر صالح المهجر من ريف حمص، أنه وجد في التأهيل الذي تعرفه المؤسسات التعليمية، فرصة لأولاده لمتابعة الدراسة وتعويض ما فاتهم، خاصة أن ابنه البكر الذي تجاوز العشرين عاما ويعمل حاليا في تركيا، لم يحالفه الحظ بمواصلة تعليمه وهو يعيل أسرته وإخوته على مواصلة تعليمهم.
ويقول صالح لـ"العربي الجديد": "ليست لديّ القدرة على تأمين كافة متطلبات أسرتي وحدي،
ووجود ابني الكبير في تركيا أزاح عني عبئا كبيرا، خاصة في قضية تعليم بقية أولادي، فالمصاريف كبيرة، ولا أريدهم أن ينقطعوا عن الدراسة، حتى أشعر بالخزي والحزن كما حدث معي بانقطاع ابني الكبير عن التعليم".