تواصلت الاحتجاجات الغاضبة في مناطق عدة من الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين، رفضا لتعذيب الأسير سامر العربيد على أيدي محققي المخابرات الإسرائيلية "شاباك"، والذي نتج عنه نقله إلى المستشفى في حالة غيبوبة، كما أقيمت صلوات في كنائس رام الله للدعاء للأسير بالشفاء.
وقالت وزير الصحة الفلسطينية، مي كيلة، إنها "سلمت اليوم رئيس الصليب الأحمر الدولي رسالة من أجل العمل على إرسال بعثة طبية دولية للكشف عن الحالة الصحية للأسير سامر العربيد، وننتظر رداً إن كان بإمكانهم ذلك".
وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إن "ما تعرض له سامر العربيد يثبت أن إسرائيل تعودت الوحشية ضد المناضلين والمناضلات الفلسطينيين، واليوم نقف تضامناً مع سامر كي يصل صوتنا إلى العالم الصامت على كل ممارسات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".
وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدري أبو بكر، إرسال الهيئة برقيات للأمم المتحدة، وقناصل الدول المعتمدين، ووزارة الخارجية الفلسطينية، ودعت الجميع إلى فضح جرائم الاحتلال بحق سامر العربيد، والذي تعرض للتنكيل والتعذيب منذ اعتقاله، مشيراً إلى وجود حراك من كل القوى المناهضة للاحتلال لمتابعة قضية سامر.
واستهجن رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، قيام القضاء الإسرائيلي باستصدار قرار تسبب بكسر عظام سامر العربيد، وأدخله في غيبوبة، وقال: "ما يجري هو تشريع لقتل الأسرى لانتزاع الاعترافات منهم بالقوة بما يخالف المواثيق الدولية".
وفي كنيسة "تجلي الرب" في مدينة رام الله، أقيمت صلوات من أجل الأسير سامر العربيد، كما أقيمت وقفة احتجاجية أمام الكنيسة رفضاً لما تعرض له ومطالبة العالم بالتدخل لإنقاذ حياته. وقال رئيس طائفة جفنا للروم الأرثوذكس، الأب جورج عواد، لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة: "من واجبنا التوحد من أجل تحرير كل فلسطين، واليوم مخصص للأسرى بسبب الظلم الذي يعانون منه، ونحن نطلب من كل العالم أن يقروا الحق بدلاً من أن يتفرجوا، فالهيئات الدولية عليها التحرك لنصرة الشعب الفلسطيني، وإن لم يفعلوا فسيكون ذلك وصمة عار على جبينهم".
من جانبه، قال راعي طائفة الروم الأرثوذكس في رام الله، الأب إلياس عواد، خلال الوقفة، إن "برنامج الصلوات لهذا الأسبوع في كنائس رام الله، والذي بدأ أول أمس الأحد، خصص للصلاة من أجل تحرير الأسرى، وإنقاذهم مما يتعرضون له من تعذيب، وآخرهم الأسير سامر العربيد، ونحن نرفع نداءنا للعالم أن ينظر إلى ما يتعرض له أسرانا في سجون الاحتلال، وعلى المجتمع الدولي أن يعمل على تحرير الأسرى ووقف تعذيبهم في سجون الاحتلال".
وشدد مدير دائرة الوعظ والإرشاد في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، ماجد صقر، على ضرورة تفاعل المجتمع الفلسطيني مع قضاياه الوطنية، وأن تتوحد الفصائل الفلسطينية، وترفع السلطة الفلسطينية اعتداءات الاحتلال إلى المحاكم الدولية.
على صعيد آخر، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، وقفة تضامنية مع الأسير سامر العربيد، أمام مستشفى هداسا - العيسوية بمدينة القدس المحتلة، وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال انهالت بالضرب على المشاركين في الاعتصام، ما أوقع عدة إصابات، خاصة في صفوف النسوة المشاركات.
واعتقلت قوات الاحتلال عدداً من المشاركين في الوقفة، ومن بينهم الناشطة صمود أبو خضير التي تعرضت للضرب العنيف من قبل عناصر الشرطة، كما اعتقل الناشط نضال عبود الذي أصيب بجروح في وجهه بعد ضربه وسحله، فيما لاحقت قوات الاحتلال الصحافيين في محاولة لمنعهم من تصوير المسيرة، والاعتداء على المشاركين بها.
Twitter Post
|
وشارك عشرات الفلسطينيين في وقفة تضامنية مع الأسير سامر العربيد وبقية الأسرى بمدينة نابلس، وطاف المشاركون ميدان الشهداء وسط المدينة حاملين صور الأسير، وسط هتافات تندد بالجريمة التي تعرض لها، وتواطؤ الجهات القضائية الإسرائيلية.
وقال الأسير المحرر مازن الدنبك لـ"العربي الجديد" إن "أهالي نابلس خرجوا للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وعلى رأسهم الأسير العربيد الذي يرقد حالياً في العناية المركزة بأحد المستشفيات الإسرائيلية بين الحياة والموت من جراء التعذيب الجسدي الذي تعرض له في أقبية التحقيق الإسرائيلية. ما جرى مع العربيد لا يمكن السكوت عليه، فهو انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية".
Twitter Post
|
وقالت الأسيرة المحررة ميسر عطياني: "كل من خاض التحقيق العسكري على أيدي عناصر مخابرات الاحتلال يعرف تماماً ما حدث مع الأسير سامر، ويتذكر من خاض التجربة من أسرى محررين الوجع وحجم الصراخ الذي كان يملأ المكان، والضرب والخنق والحرمان من النوم، وغيرها من الأساليب التي تجعل المعتقل يتمنى الموت".
ويرقد الأسير سامر العربيد في حالة صحية حرجة في مشفى هداسا على جبل المشارف بالقدس المحتلة، بعد تعرضه للتعذيب الوحشي عقب اعتقاله في 25 من الشهر الماضي، من قبل محققي جهاز المخابرات العامة "شاباك"، فيما يزعم الاحتلال أن سامر ضمن خلية تتبع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نفذت في أغسطس/ آب الماضي عملية تفجير عبوة ناسفة قتلت فيها مستوطنة قرب منطقة "عين بوبين" غرب رام الله.
Twitter Post
|