وهاجم مستوطنون مسلحون من مستوطنة "بيت عاين" المقامة على أراضي بيت لحم جنوب الضفة الغربية، اليوم، مزارعي قرية الجبعة جنوب غرب بيت لحم أثناء قطافهم الزيتون في الأراضي المحاذية للمستوطنة صباح الأربعاء.
وقال المواطن الفلسطيني وجيه حمدان لـ"العربي الجديد": "إنّ 40 من مستوطني بيت عاين كانوا مسلحين بالمسدسات عند مهاجمتهم قاطفي الزيتون في منطقة شعب السكمجي والجسور في القرية، ورغم ذلك لم يغادر المواطنون أراضيهم وتصدوا لهم بالحجارة".
وأشار حمدان إلى وصول عدد كبير من أبناء قرية الجبعة لإغاثة المزارعين، وقال: "أنا توجهت إلى المكان للاطمئنان على أبنائي هناك، وكانت عائلات من كل القرية موجودة في المكان"، فيما يؤكد حمدان أن دوريات من جيش الاحتلال قدمت إلى المنطقة، بالإضافة إلى ضباط ما يُسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية.
من جانب آخر، اقتحم المستوطنون منطقة نبع الحَنية في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم، وأدوا طقوساً تلمودية، بحماية من قوات الاحتلال، إذ أوضح المزارع صلاح أبو علي من قرية الولجة لـ"العربي الجديد"، أن اقتحامات المستوطنين لمنطقة العين غير مرتبطة بالأعياد اليهودية فقط، فقد جرى الاستيلاء على عين الحَنية منذ سنوات، وأصبحت معزولة خلف جدار الضمّ والتوسع العنصري، وقد أقام المستوطنون حديقة تلمودية على أرضها، بعد مصادرتها من أصحابها ومنعهم من الوصول إليها.
من جانب آخر، اقتحم مستوطنو مستوطنة "أفرات" المقامة على أراضي بيت لحم، منطقة برك سليمان الأثرية الواقعة بين قرية أرطاس وبلدة الخضر غرب مدينة بيت لحم، وأدّوا طقوساً تلمودية، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وإلى الشمال من الضفة الغربية، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، ولليوم الثاني على التوالي، الأهالي في بلدة سبسطية شمال نابلس من قطف ثمار الزيتون، من أراضيهم القريبة من المواقع الأثرية، لتأمين اقتحامات المستوطنين لتلك المواقع بحجة الاحتفال بالأعياد اليهودية، وفق ما أكد رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لـ"العربي الجديد".
وقال عازم إنّ مجموعات من المستوطنين اقتحمت اليوم، وأمس، المواقع الأثرية بحماية من جيش الاحتلال، وقد طُرد الأهالي والسياح، ومُنعوا من التواجد في المواقع الأثرية حتى يقتحمها المستوطنون بحجة احتفال أولئك المستوطنين بالأعياد اليهودية، علاوة على منع الطواقم الصحفية من التواجد وتغطية ما يجري"، مشيراً إلى أن نحو 3 آلاف مستوطن اقتحموا سبسطية أمس واليوم، ومن المتوقع أن يقتحم عدد آخر المواقع الأثرية في سبسطية يوم غد.
من جهة أخرى، أصيب، اليوم الأربعاء، عدد من المتضامنين الأجانب وقاطفي الزيتون، بكسور ورضوض، بينهم متضامن إسرائيلي، خلال قطفهم ثمار الزيتون في المنطقة الجنوبية الشرقية من قرية بورين جنوب نابلس والقريبة من مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي نابلس، إثر مهاجمتهم من قبل مجموعة من المستوطنين والاعتداء عليهم بالضرب، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ"العربي الجديد".
وأشار دغلس إلى أن أولئك المستوطنين أضرموا النار في حقول الزيتون في بورين، ما أدى إلى احتراق 450 شجرة زيتون، قامت طواقم إسرائيلية بإخمادها، فيما نُقل أحد المتضامنين بطواقم إسعاف إسرائيلية إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية لتلقي العلاج. وأشار دغلس إلى رَصد نحو 30 اعتداءً للمستوطنين بحق قاطفي الزيتون منذ بداية موسم الزيتون الحالي، وستّ حالات اعتداء جرت في بورين.
إلى ذلك، أغلقت قوات الاحتلال، اليوم، منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل لتأمين وصول عشرات المستوطنين لأداء شعائر توراتية في بيت قديم وسط مدينة الخليل يزعم المستوطنون وجود قبر لأحد أجدادهم فيه، وذلك بحجة عيد العرش اليهودي.
والبيت القديم والموقع الأثري الذي اقتُحم في شارع بئر السبع وسط مدينة الخليل، وأُقيمَت شعائر توراتية وتلمودية بداخله، تسميه الجماعات اليهودية قبر "عتنائيل بن قناز"، ويزوره المستوطنون خلال موسم الأعياد اليهودية.
على صعيد منفصل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مدرسة الأيتام الثانوية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، حيث أوضح مدير التربية والتعليم في القدس سمير جبريل للوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية، أن 11 عنصراً من قوات الاحتلال اقتحموا ساحة المدرسة، وسط تجمع عدد كبير من الطلبة أثناء عملية الاقتحام، ما أدى إلى إثارة حالة من الخوف والرعب في صفوفهم، مشدداً على أن استهداف مدارس البلدة القديمة من القدس يهدف إلى إفراغ البلدة من طلابها بحجة الأمن والأمان، وطالب الجهات الدولية كافة بحماية التعليم في القدس، وعدم إبعاد التعليم عن أيدي الطلبة المقدسيين.