شكا "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، عشية انطلاق محاكمة رئيسه المعتقل، منذ الأحد، في بيان، ما قال إنّها "محاولات الاستدراج إلى العنف وتصيّد المناضلين واعتقالهم ومتابعتهم"، مؤكداً أنّ ذلك "لن يعدو أن يكون ضريبة من ضرائب النضال الميداني الشريف ضد التطبيع والصهيونية".
واعتقل رئيس المرصد أحمد وايحمان، الأحد، بتهمة الاعتداء على رجل سلطة إثر الاشتباك الذي حصل، السبت الماضي، خلال احتجاج نشطاء ضد مشاركة شركة إسرائيلية في معرض التمور، الذي نظّم قرب مدينة أرفود جنوب شرقي البلاد.
وأوضح المرصد، في بيان، اليوم الثلاثاء، أنه توقّف عند "واقعة الملاحقة والاستهداف والاعتداء الشنيع، الذي تعرض له رئيس المرصد، برفقة نشطاء حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، وعدد من المناضلين، الذين تواجدوا في المعرض، لرصد وتوثيق الجريمة التطبيعية المتكررة في دورات المعرض المتتالية في السنوات الأخيرة" .
وفي مقابل التهم الموجهة رسمياً إلى وايحمان، بالاعتداء بالضرب على أحد رجال السلطة خلال الاشتباك، قال بيان المرصد إنّ "السلطات واجهت النشطاء المدنيين بالضرب والسحل فوق أرضية رواق الشركة الإسرائيلية".
وشدّد البيان على أنّ اعتقال رئيس المرصد "جاء بعد احتجاجات همّت الجريمة التطبيعية التي شهدها المعرض، بالاستضافة المكشوفة لمنتجات شركة إسرائيلية تدعى "نتافيم" (NETAFIM) مرتبطة بجيش الحرب الصهيوني".
Facebook Post |
وكانت السلطات المغربية قد أوقفت وايحمان، يوم الأحد الماضي. وظهر وايحمان في مقطع فيديو لواقعة الاحتجاج، التي شهدها المعرض السنوي الأكبر لعرض منتوجات التمور في المغرب، وهو يخوض مواجهة مع أحد رجال السلطة الذين تدخلوا لفض احتجاج نظمه نشطاء داخل رواق مخصص للشركة الإسرائيلية "نتافيم"، ويوجد مقرها في تل أبيب.
وبعدما تعرّض لكسر في يده نقل على إثره إلى المستشفى، السبت، جرى توقيف وايحمان من طرف السلطات المغربية، يوم الأحد، وخضع للحراسة النظرية، قبل أن تقرر النيابة العامة متابعته في حالة اعتقال، الاثنين.
نشطاء ينتمون إلى "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، والفرع المغربي من حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، كانوا قد رصدوا مشاركة الشركة الإسرائيلية في المعرض، حيث قامت الشركة بالدعاية لنفسها عبر شريط فيديو بثته عبر شبكة الإنترنت.
دعاية دفعت نشطاء مناهضة التطبيع في المغرب إلى الانتقال لأرفود، للمطالبة بطرد الشركة الإسرائيلية، بعدما كانت احتجاجات السنة الماضية قد أدت إلى منعها من المشاركة.
وجرى الاحتجاج، السبت، داخل أروقة المعرض، وشبّ الخلاف حين حاول النشطاء تصوير منتوجات الشركة الإسرائيلية وتوثيق مشاركتها، وهو ما واجهه ممثلو الشركة بالمنع، ثم تدخّلت السلطات لفض الاحتجاج، وهو ما تحوّل إلى مواجهة نُقل على إثرها وايحمان إلى المستشفى، لكنه اعتقل، الأحد، خلال استعداده لمغادرة المعرض.
وفيما يوثّق مقطع فيديو، جرى نشره عبر الشبكات الاجتماعية، لقطة توجيه وايحمان لكمة إلى أحد رجال السلطة، تقول مصادر حضرت الواقعة إنّ الأمر جرى بعد تعرّض الناشط ضد التطبيع للضرب والركل والطوح به أرضاً.