أكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، اليوم الخميس، إرسال مجموعة من الرسائل المتطابقة إلى المقررين الخاصين والإجراءات الخاصة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لإطلاعهم فيها على ما تعرض له الأسير سامر العربيد، الذي يقبع بين الحياة والموت بسبب التعذيب ومحاولة قتله، وحرمانه من الحق في الحياة بشكل تعسفي.
وأشار المالكي في بيان لوزارة الخارجية الفلسطينية وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد"، إلى أن تلك الرسائل وجّهت من خلال بعثة دولة فلسطين في جنيف، إلى المقرر الخاص بالتعذيب، والمقرر الخاص بالحق في الصحة، ومجموعة العمل الخاصة بالاعتقال التعسفي، والمقرر الخاص بالعدالة، والمقرر الخاص بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأشارت الخارجية في رسائلها إلى الممارسات والسياسات، والجرائم التعسفية الممنهجة وواسعة النطاق التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال.
وطالب المالكي، المقررين الخاصين بالعمل على كشف وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وإيجاد آليات لمساءلة ومحاسبة المجرمين المسؤولين عن جريمة تعذيب الأسير العربيد، التي تمت بالتنسيق والقبول الكامل من الجهات الحكومية بما فيها القضاء المنحاز وإحدى أدوات الاحتلال.
وشدد المالكي على أن وزارة الخارجية الفلسطينية ومنذ اليوم الأول لاعتقال الأسير سامر العربيد، تعمل مع كافة الجهات الدولية، والأممية، بما فيها الصليب الأحمر الدولي، لمطالبتها بالتدخل وحمايته وحماية المؤسسات الأهلية ومؤسسات حقوق الإنسان، كالضمير وغيرها من المؤسسات غير الحكومية التي استهدفتها قوات الاحتلال.
الصليب الأحمر
في المقابل، أبدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الخميس، أسفها بسبب الضغط المُمارس عليها في قضية متابعة ما يجري بحق الأسير الفلسطيني سامر العربيد، واعتبرت أن الضغط "جاء في غير محلّه، ووُجّه نحو مكاتبها وموظفيها على مدار الأيام الماضية، مما أدى إلى إلغاء عدد من الأنشطة بما في ذلك الزيارات العائلية للمعتقلين عموماً".
وقال مدير بعثة اللجنة الدولية في القدس، دافيد كين: "في الأيام الأخيرة، رأينا اعتصامات خارجة عن نطاق السيطرة أمام بعض مكاتبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتعرّض الموظفون للإهانة، واتُهموا بعدم بذل ما يكفي للوفاء بالتزامهم تجاه المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وبينما نتفهم غضب الشارع وإحباطاته فيما يتعلق بقضية سامر العربيد، فإننا نؤكد للجميع أننا تابعنا القضية مع السلطات الإسرائيلية منذ اللحظة التي علمنا فيها بإدخاله إلى المستشفى، وبفضل هذه المتابعة أجرى طبيب اللجنة الدولية زيارة إلى سامر في مستشفى هداسا أمس، كما أُبلغت زوجة سامر بذلك".
وتابع كين: "منذ أكثر من خمسين عاماً، وزيارة المعتقلين في السجون الإسرائيلية تمثّل حجر الزاوية في عمل اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي الوقت الحالي، لا تزال اللجنة هي الكيان الوحيد المكلف والقادر على زيارة جميع المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل. دائماً نتحمّل مسؤولياتنا في ما يتعلق بالمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لا تمكننا مبادئ عملنا، وبالتحديد مبدأ عدم العلنية، من التحدث بالتفصيل عما نفعله، لكننا نفي بالتزاماتنا وننفذ المهام الموكلة إلينا".
وأشارت اللجنة الدولية إلى أنها "تنتهز هذه الفرصة لدعوة الرأي العام والجهات كافة إلى منحها المساحة الكافية لتأدية عملها واحترام سلامة موظفيها وأمنهم، ففي ظل غياب ذلك، سيتضرر الأشخاص الذين هم بأمس الحاجة إلى خدمات اللجنة الدولية أكثر من غيرهم".
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أكدت أمس الأربعاء، أن الأسير سامر العربيد تعرض لتعذيب شديد أثناء الاعتقال وخلال التحقيق معه، ما أدى إلى إصابته بنزيف رئوي وكسور في الأضلاع، ورضوض في جميع أنحاء جسده، إضافة إلى إصابته بفشل كلوي، على إثره تم نقله إلى المستشفى وهو في حالة إغماء تام، فيما حذرت من استكمال التحقيق معه بهذه الطريقة.
وبينت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية مارست جريمة حقيقية ومكتملة الأركان بحق الأسير العربيد وبغطاء قضائي فاضح، بعدما تم استصدار قرار من العليا الإسرائيلية باستخدام أساليب تحقيق استثنائية وتعذيب العربيد بشكل وحشي، ما يؤكد أن القضاء الإسرائيلي حلقة إجرام أخرى في سلسلة الإرهاب الإسرائيلي تجاه الأسرى الفلسطينيين.
وكانت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان أكدت مساء يوم الأربعاء، أن المحكمة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي رفضت الطلب المقدم لإطلاق سراح المعتقل سامر العربيد، فيما أشارت إلى أن الوضع الصحي له مستقر وطرأ تحسن طفيف على صحته.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الأربعاء الماضي، سامر العربيد، وحولته للتحقيق ونقل بعد يومين للمستشفى بوضع صحي خطير، فيما تتهم قوات الاحتلال الأسير العربيد بالانتماء لخلية تتبع للجبهة الشعبية نفذت عملية تفجير عبوة ناسفة في شهر أغسطس/ آب الماضي، قرب منطقة عين بوبين غرب رام الله وقتلت فيها مستوطنة إسرائيلية.