وقالت العراقية حليمة عواد الجبوري (53 سنة)، من حي أور، شرقي بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن أولادها شاركوا في التظاهرات وأنها لم تمنعهم. وتضيف: "عسى أن يسترجعوا حقهم وحقوق أقرانهم. كل الفقراء يتمنون أن تجبر التظاهرات الحكومة على القيام ببعض الإصلاحات. نريد مياه شرب نظيفة، وكهرباء لا تنقطع، ومستشفى يحترمنا كبشر، ومدرسة تعلم أطفالنا".
ويؤكد كثير من العراقيين أن أسباب التظاهرات ليست سياسية، وأنها قامت ضد فساد الأحزاب وفساد السلطة، ويعتبرها البعض أول تظاهرات تؤيدها كل شرائح الطيف المجتمعي العراقي كونها تطالب بحقوق الفقراء والعاطلين، وترفض الفساد.
وقال عضو التيار المدني العراقي، علي السراي، إن "ضحايا التظاهرات من الفقراء، ولذا يجب أن يحصد الفقراء ثمارها، وأن يتم إجبار الحكومة على إنهاء مسلسل اللعب بمعاناة تلك الشريحة"، مضيفا لـ"العربي الجديد"، أن "الفقراء هم الكتلة السياسية الأكبر في العراق، وقمعهم بهذا الشكل الوحشي يثبت أن التظاهرات لا تقف وراءها أي جهة سياسية، والفقراء لا يريدون للتظاهرات أن تتوقف حتى تتحقق الوعود التي أطلقتها الحكومة".
وأوضح عضو اللجنة الأمنية في العاصمة بغداد سعد المطلبي، في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن المتظاهرين غير مؤدلجين، وغالبيتهم شبان عاطلون يطالبون بحقوقهم".
يسكن أبو سبأ مع زوجته وأطفاله الثلاثة في إحدى المناطق العشوائية بشرقي بغداد، ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "التظاهرات فرصة لاستعادة الكرامة لأنها حركت المياه الراكدة، ونفضت التراب، وأنا أشجع جيراني على المشاركة فيها، فلا يمكن أن يستمر الوضع الحالي، فنحن نسحق وكلنا بلا عمل ولا خدمات بينما الطبقة السياسية تهدر أموال الشعب".
وأضاف أنه "يجب أن تستمر التظاهرات إلى حين انتزاع الحقوق، ويجب ألا نصدق وعود الحكومة التي تكررت وعودها. أشارك في التظاهرات في أي منطقة، ولن أتوقف حتى أحصل على حقوقي المسلوبة".
ويؤكد الطبيب أيهم حسين، وهو أحد المتطوعين لإسعاف الجرحى، أن "أغلب الضحايا من البسطاء. يمكن معرفة ذلك من طبيعة ملابسهم ونحول أجسادهم ومحتويات جيوبهم. للأسف يتم قمعهم بوحشية، لكن العوائل تنظر إلى التظاهرات باعتبارها تمنحهم أملا في تحصيل الحقوق".
وقال عضو التيار الصدري حاكم الزاملي، لـ"العربي الجديد"، إن "غالبية المتظاهرين من فقراء الشعب، ولا يجب تحميلهم أكثر من ذلك. سكان المناطق الفقيرة يدعمون التظاهرات طلبا لحقوقهم، ولا هدف لهم غير ذلك، ولا تعنيهم السياسة ولا الصراع على السلطة".