وقال رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى في هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء الدكتور مجاهد البطاحي، إنّ "الفريق الطبي الذي يرأسه الدكتور إبراهيم النونو، تمكّن من إجراء عملية زراعة الكلى، الأحد الماضي، في مستشفى الثورة، وهي أول عملية من هذا النوع تتم منذ خمس سنوات في بلد يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب توصيف الأمم المتحدة"، مذكّراً بوفاة المئات من مرضى الفشل الكلوي لعدم توفر الأدوية والمستلزمات الخاصة بهذه العمليات.
وأوضح البطاحي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ العملية "التي استمرت ثلاث ساعات نجحت، حيث أصبح المريض بصحة جيدة، بعدما تأكد اليوم عمل وظائف الكلى بشكل طبيعي". وأشار إلى أنّ "المريض يمكنه أن يمارس حياته وينجب الأطفال ويعمل بشكل طبيعي بعكس المريض بالفشل والمداوم على الغسيل، والذي لا يستطيع العمل بشكل جيد ولا يمكنه إنجاب الأطفال". ولفت إلى أنّ المستشفى "جاهز لإجراء عمليتي زراعة كلى، كل أسبوع".
بدوره، قال رئيس جمعية زراعة الكلى في اليمن الدكتور أمين محرم، إنّ أكثر من 2000 مريض يمني بحاجة إلى زراعة الكلى.
وبيّن، لـ"العربي الجديد"، أنّ تكلفة العملية في المستشفيات الخاصة تصل إلى 11 مليون ريال يمني (نحو 22 ألف دولار) بينما حددت السلطات الصحية في صنعاء تكلفة العملية في المشافي الحكومية بسعر 2 مليون ريال (نحو 4 آلاف دولار).
ويبلغ عدد مراكز غسيل الكلى في اليمن 32 مركزاً، أُغلقت أربعة منها جراء الحرب، في وقت يكافح 28 مركزاً لتوفير الخدمات الصحية للمرضى، رغم العجز الدائم في المستلزمات الأساسية، وعدم دفع رواتب الموظفين.
وكان قسم زراعة الكلى في مستشفى الثورة العام، قد أجرى حوالي 300 عملية زراعة كلى، منذ تأسيس المركز برئاسة الدكتور إبراهيم النونو عام 1998، إلا أنّ عمليات الزراعة توقفت مع تصاعد الحرب.
ويواجه مرضى الفشل الكلوي الذين يبلغ عددهم حوالي 5200 مريض في اليمن، خطر الموت؛ بسبب النقص الشديد في إمدادات غسيل الكلى التي لا تكفي البتة لتغطية احتياج 700 ألف جلسة غسيل سنوياً.
ويستمر النزاع في مفاقمة الوضع الصحي، حيث تم إغلاق 4 مراكز من أصل 32 مركزاً في البلاد، تاركاً بقية المراكز تعاني من نقص حاد في المعدات والإمدادات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.