وقال مدير الحرم الإبراهيمي الشيخ حفظي أبو سنينة لـ"العربي الجديد": "إنّ نحو 10 آلاف مصلٍ أمّوا الحرم الإبراهيمي الشريف بصلاة فجر اليوم، وهذا العدد آخذ بالتزايد منذ نحو شهر ونصف، بعد الدعوات التي وجهتها عائلات الخليل لإعمار الحرم لأداء صلاة فجر الجمعة في الحرم، إلى جانب تنفيذ أنشطة وفعاليات لتفعيل هذه الفكرة".
وشدد على أن الأهالي أدركوا حاجة الحرم الإبراهيمي إلى مرابطة ودعم في ظل ما يشهده من إجراءات أمنية مشددة ومن اقتحامات للمستوطنين على مدار العام، وإغلاقه في أوقات محددة في وجه المصلين المسلمين وفتحه أمام المستوطنين.
ومع ازدياد هذه الأعداد بشكل لافت، إذ لم تتعد قبل شهر ونصف أكثر من ألف مصلٍ، تعمل إدارة الحرم الإبراهيمي على إجراء ترتيبات لتنظيم واستقبال وفود المصلين، وتهيئة الحرم بالإنارة ونظافة حدائقه ومرافقه لاستيعاب كل هذه الأعداد، وتوفير طواقم طبية بالتعاون مع مؤسسات عدة في مدينة الخليل، وفق أبو سنينة، الذي يشير إلى أن الأهالي كذلك يقدمون وجبات مختلفة للمصلين دعما وتشجيعا لهم، وتقدم تكية سيدنا إبراهيم الشوربة الشعبية المتوارثة لأجل ذلك.
ووفق أبو سنينة، "فإنه في هذه الأيام لا يتعدى أداء الصلوات العادية أعداد صلاة فجر الجمعة، فصلاة الجمعة مثلا هذه الأيام لا تتعدى أكثر من 1200 مصل، وقبل مجزرة الحرم الإبراهيمي كانت الأعداد تصل إلى نحو 5 آلاف مصل في صلاة الجمعة، أما بقية الصلوات فإن الأعداد لا تتعدى المئات، باستثناء شهر رمضان إذ كانت الأعداد كبيرة قبل مجزرة الحرم الإبراهيمي".
وبعد أن وقعت مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 واستشهد فيها عشرات المصلين، بعدما قتلهم مستوطن وهم يؤدون صلاة الفجر، سعت سلطات الاحتلال إلى تقسيم الحرم، وفرض السيطرة عليه، ولا يسمح لأحد بدخوله إلا بعد مروره عبر حواجز أقامتها على مداخله.
وتغلق سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي كل عام 10 أيام بشكل كامل ولا تسمح لأحد بدخوله وتطرد موظفيه وسدنته، وتفتح المجال أمام اقتحامات المستوطنين، بحجة احتفالهم بما يسمى الأعياد اليهودية، لكنها ومنذ مطلع هذا العام أغلقته بشكل كامل 12 يوماً لغاية الآن أمام المصلين، وجرى اقتحام الحرم من قبل آلاف المستوطنين، وسط اعتداءات على أهالي البلدة القديمة من الخليل وبحماية قوات الاحتلال.