شاركت الحاجة الفلسطينية أم أحمد زهران، في تجربة ثانية خلال ثلاثة أشهر، في اعتصامات مساندة لابنها المضرب أحمد (42 عاما) ضد اعتقاله الإداري، إذ كانت تجلس في باحة مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، ضمن الاعتصام الأسبوعي الذي تنظمه الهيئة العليا للأسرى وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، حاملة صورة ابنها الأسير.
تؤكد أم أحمد لـ"العربي الجديد"، أن ابنها، وهو من بلدة دير أبو مشعل غربي رام الله وسط الضفة الغربية؛ عاد للإضراب قبل 45 يوما بعد أن علّقه، في شهر يوليو/ تموز الماضي، لوعد بأن يفرج عنه عقب انتهاء حكمه الإداري، لكن ما حصل أنه تم جديد اعتقاله الإداري لأربعة أشهر إضافية.
وتوضح أن المحامي الذي زار ابنها أحمد أمس، نقل عنه عدم قدرته على الوقوف، متخوفة من آثار تتابع الإضراب خلال أشهر قليلة، مطالبة كل من يستطيع التدخل لمساعدة ابنها بعدم الإبطاء في ذلك.
وبحسب مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة، فإن جلسة محكمة لتثبيت الاعتقال الإداري لزهران عقدت الخميس الماضي، وقالت سراحنة لـ"العربي الجديد": "إن المحكمة لم تصدر قرارها حتى اللحظة"، مشيرة إلى أن الوعود التي تلقاها زهران سابقا كانت من مخابرات الاحتلال، دون أن يكون الاتفاق مكتوبا عبر المحامي.
وفي الاعتصام أمام مقر الصليب الأحمر في البيرة، حضرت قضية الأسيرة الأردنية الفلسطينية هبة اللبدي، حيث احتفى المشاركون بما عدوه إنجازا لها بعد تعليق إضرابها، عقب اتفاق أردني إسرائيلي على الإفراج عنها وعن الأسير عبد الرحمن مرعي.
وأكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدري أبو بكر لـ"العربي الجديد"، أن الخارجية الأردنية أبلغت محامي اللبدي بالاتفاق، وطلبت منه إبلاغها بذلك لتفك إضرابها بناء على الاتفاق، مشيرا إلى مواصلة ثلاثة أسرى للإضراب ضد الاعتقال الإداري، واصفا حالتهم بالسيئة، وأقدمهم إسماعيل علي من بلدة أبو ديس شرقي القدس منذ 105 أيام، مشيرا إلى أنهم معزولون كجزء من الضغط عليهم لفك إضرابهم، ويتم نقلهم للمشفى عند سوء حالتهم الصحية وإعادتهم إلى العزل بعد ذلك.
وقال أبو بكر: "حتى اللحظة؛ كل المضربين السابقين عن الطعام من الأسرى الإداريين، فكوا إضرابهم ضمن شروطهم هم، وهذا يسجل لهم".
ويواصل الأسير مصعب الهندي، من بلدة تل غربي نابلس شمالي الضفة، الإضراب عن الطعام منذ 43 يوما ضد الاعتقال الإداري، وكانت قد عقدت له جلسة للنظر بالاستئناف المقدم باسمه ضد الاعتقال الإداري، وقالت سراحنة: "إن عائلته أكدت صدور قرار اليوم، من محكمة عوفر العسكرية برفضه، والإبقاء على أمر اعتقاله الإداري ومدته ستة أشهر".
وأكد بيان صادر عن نادي الأسير، استمرار الأسير يعقوب حسين (26 عاماً) من مخيم الجلزون شمالي رام الله، في إضرابه عن الطعام منذ 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رفضا لعزله الانفرادي، حيث احتجز في عزل الرملة من تاريخ 15 من الشهر ذاته، ولغاية 28 من الشهر ذاته، ونقل لاحقاً إلى عزل معتقل "مجيدو"، واعتقل في 21 إبريل/ نيسان من العام الجاري، وأصدرت سلطات الاحتلال بحقه أمري اعتقال إداري، الأول مدته ستة أشهر، والثاني صدر في 4 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ومدته ستة أشهر.
هيئة شؤون الأسرى والمحررين أكدت في بيان لها، اليوم، تدهور الحالة الصحية لكل من الأسرى المضربين إسماعيل علي وأحمد زهران ومصعب الهندي، والقابعين حالياً في عزل "نتيسان الرملة" بظروف قاسية.
وأشارت إلى أن الأسير علي يعاني من عدم وضوح في الرؤية وأوجاع قوية بمختلف أنحاء جسده، ولا يستطيع المشي ويستخدم الكرسي المتحرك للتنقل، وخسر من وزنه أكثر من 20 كغم، والأسير زهران تشهد حالته الصحية تراجعا ويشتكي حالياً من ضعف وهزال عام، ومن وجود حبوب منتشرة بجسده وظهور فطريات بلسانه، بينما يعاني الأسير الهندي من تعب وإرهاق مستمر ويشتكي من دوار ويصاب بحالة تقيؤ بشكل متواصل، ويرفض إجراء الفحوصات الطبية ويقاطع عيادة المعتقل.
ووفق الهيئة، فإن الأسرى الثلاثة يواجهون أوضاعاً صحية غاية في الصعوبة وتسوء بشكل يومي، وأن إدارة معتقلات الاحتلال لا تكترث لمعاناتهم وآلامهم، وتواصل تعنتها ورفضها لمطلبهم بإنهاء اعتقالهم الإداري.