ابتكر المحتجون في المدن العراقية طرقا عدة للتواصل خلال التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية لتجاوز مشكلات قطع خدمات الإنترنت والتشويش على الاتصالات الهاتفية من قبل الحكومة، وبين تلك الطرق استخدام الأبواق التي يطلقونها على شكل مجموعات لتعريف الناس بوجود تظاهرات في منطقة أو شارع، أو التحذير من خطر قادم خلال التظاهرة.
وبدأ المحتجون باستخدام الأبواق منذ قررت الحكومة العراقية قطع الإنترنت عن معظم مدن البلاد، وقامت بالتشويش على الاتصالات الهاتفية لتحجيم التواصل بين الناشطين، وقال الناشط نبيل عباس: "ابتكرنا وسنبتكر طرق تواصل مختلفة، ومنها الأبواق الهوائية التي يستخدمها مشجعو كرة القدم، والبعض يشتريها من الأسواق، أو يصنعها في المنزل من قناني المشروبات الغازية الفارغة، وباتت أصوات الأبواق وسيلة لإعلان انطلاق تظاهرة في مكان ما، أو الحشد للتظاهر، وتعريف المواطنين بوجود احتجاجات في الشوارع".
ومع انطلاق التظاهرات الشعبية في البلاد مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كان الناشطون يحشدون للاحتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما كانوا ينقلون عبرها أخبار التظاهرات وأماكن التجمع، لكن الحكومة لجأت إلى قطع خدمات الإنترنت بهدف منع تواصلهم.
وقال الناشط علي طعمة: "في مدينتي الناصرية، حجبت عنا الحكومة كل أشكال التواصل، فقطعت الإنترنت، وقامت بالتشويش على شبكات الهاتف، ومنعت أي تغطية إعلامية للاحتجاجات، فابتكرنا طرقا جديدة للتواصل من بينها استعمال الأبواق عند انطلاق التظاهرات".
وبين طعمة لـ"العربي الجديد"، أن "الأبواق مكنتنا من تجاوز عقبات التواصل، فعندما ننطلق للتظاهر في الشوارع يبدأ عدد من المجموعات الشبابية النفخ في الأبواق بشكل جماعي، فيكون الصوت عالياً، فيعلم الناس أن التظاهرات بدأت، فيخرجون للمشاركة".
وسخر متظاهرون وناشطون من قرارات الحكومة التي اضطرت العراقيين لاستخدام وسائل بدائية للإبقاء على ديمومة احتجاجاتهم، معتبرين أنها تحاول إعادة البلاد إلى عصر ما قبل وسائل التواصل.
وقال الناشط سيف علاء: "قطعوا الإنترنت، فصار الشباب يستخدمون البوق حتى يعلم الناس ببداية التظاهرات. الحكومة تريد أن تنتصر على الشعب لا أن تخدمه".
واعتبر الناشط جعفر العراقي أن الحكومة العراقية فشلت في مواجهة ابتكارات المتظاهرين الذين "صاروا يستعملون البوق لتنبيه الناس إلى التظاهرات لأن عدولي (عادل عبد المهدي) قطع الإنترنت، راح تنجلط الحكومة".
وترى شيماء الشمري ان الحكومة العراقية أعادت الشعب العراقي إلى العصر الحجري عندما أقدمت على قطع الإنترنت: "تخيلوا في عام 2019، العراقيون يستخدمون البوق حتى تعرف الناس أن هناك مظاهرات لأن الحكومة قطعت الإنترنت. رجعونا للعصر الحجري عدولي وربعه".