اشترك الخريجان الفلسطينيان باسل سمور وصالح فَنانة في حفر جوانب الحديقة العامة لمركز "هولست" الثقافي، ضمن نشاط شبابي لإعادة إحياء الأنشطة التي تأثرت نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة في قطاع غزة.
وعمل إلى جانب الصديقين ثلاث مجموعات شبابية تطوعية لإعادة إحياء المركز، وما يحتويه من أنشطة متنوعة تضم الحديقة العامة، وألعاب وأراجيح أطفال، ومسرحا، وناديا رياضيا.
وأوضح سمور، وهو خريج كلية الحقوق، ضرورة تعميم ثقافة الحفاظ على البيئة، وتفعيل الأنظمة الرادعة لحمايتها. بينما بيّن فَنانة أهمية العمل التطوعي للحفاظ على الأماكن والمقدرات العامة، إلى جانب تشجيع الجميع على رعايتها والاهتمام بها.
ووزعت الفرق الشبابية أعضاءها على مختلف زوايا المركز لحرث الأرض، وزراعة الأشجار، وطلاء الجدران، وتنظيف الممرات، وتسوية الكثبان الرملية، وتلوين بعض المرافق، علاوة على رسم جداريات فنية جمالية في المداخل والحديقة.
وأوضح محمد الشوبكي، وهو خريج كلية الحقوق في جامعة الأزهر، أن إعادة الروح إلى مركز هولست الثقافي تأتي بمبادرة شبابية لجمعية الخريجات الجامعيات، ومركز حكاية وطن، وفريق ارتقاء الشبابي، وفريق سواسية، مضيفاً: "لم يكن المركز صالحاً لممارسة الأنشطة للأطفال أو كبار السن، ما دفعنا ضمن مسؤوليتنا المجتمعية إلى وضع خطة لإعادة بث الروح فيه".
وبيّن لـ"العربي الجديد"، أن الفرق المشاركة أطلقت على النشاط اسم "المخيم التطوعي البيئي الأول"، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام، وعمل خلاله نحو 50 متطوعا ومتطوعة على التزيين والتلوين والتشجير ورسم الجداريات. "مرافق المركز تم تهميشها لسنوات، إلى جانب عدم وجود مساحة آمنة داخل الحديقة، وتشوه الملعب الرياضي. هدفنا من رعاية مركز هولست، وما يضمه من أنشطة ثقافية وفنية هامة، هو إيصال رسالة للعالم بأن غزة تستحق، وفيها فنانون ومبدعون".
وقال الناشط البيئي حَمّاد عاشور، والمشارك ضمن فريق ارتقاء الشبابي في حملة تأهيل وتطوير المركز، إن "الأنشطة تضمنت تنظيف المكان، وتقليم الأشجار، وتسوية الرمال، ودهان الأرصفة والأحجار والجدران والمرافق، علاوة على رسم جداريات جمالية، وتجديد أراجيح الأطفال المتآكلة بفعل الرطوبة".
وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "هدف المبادرة يتمثل في تشجيع المدارس المجاورة للمركز على تنفيذ أنشطة ثقافية داخله، ومنها الأنشطة الفنية، خاصة أنه يضم مسرحا ومكتبة عامة، ومتنزها عاما".
وقال أشرف سكر، من فريق سواسية لحقوق الإنسان والتنمية المجتمعية، إن "الحملة تحاول إعادة ترميم مرافق وزوايا المركز بما يتواءم مع مصلحة أهالي الحي، إذ يعتبر المتنفس الوحيد لهم، حتى يمكنهم أن يمارسوا داخله الأنشطة والفعاليات التي أنشئ من أجلها".
وأكدت المُشارِكة مريم الفيومي، من جمعية الخريجات، أن المتطوعين اجتمعوا لإعادة إحياء المركز من خلال الألوان، مضيفة لـ"العربي الجديد": "نسعى إلى تطوير مدينتنا بأيدينا، وستشجع هذه الأنشطة أفراد المجتمع على الاهتمام، وتخلق لديهم مسؤولية مجتمعية للتطوع في جعل المرافق العامة متاحة للجميع".
وقال مدير قسم الأنشطة العامة في مركز هولست الثقافي، أسامة العالول، إنه تم تأسيس المركز عام 1989، وهو يضم قاعة رياضية، ومسرحا، ومكتبة، ومركزا للحاسوب. مبيناً تأثر الأنشطة في المركز نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة في قطاع غزة، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "المبادرة الشبابية التطوعية لها تأثير إيجابي على المركز عبر الصيانة والزراعة والدهان والتشجير والنظافة".