ثلاثة أيّام تفصلنا عن العام الجديد... عام 2020. نتأمّل بالرقم عشرين المكرّر ونستبشر خيراً. ربّما يكون في ذلك التكرار فألاً طيّباً. واحد من معتقدات كثيرة. أمّا في علم الأرقام، فثمّة من يرى من خلال الرقم عشرين إشارة إلى تغيير وتحوّل نحو الأفضل، ويُحكى عن تطوّر في اتّجاه السعادة. قد يُعِدّ بعضنا ذلك ضرباً من "ضروب التنجيم"، فيما يتمسّك بعض آخر منّا بأمل ما. بعيداً عن الأرقام، وكما في نهاية كلّ عام، نرجو أن يكون التالي أكثر خيراً. فنودّع الذي يأفل مع أحلام ومخطّطات وقرارات. ثمّة من يحتفظ بها لنفسه، ظنّاً منه أنّ الإفصاح عمّا نرنو إليه قد يكون نذير شؤم. بعضنا يبوح بها لأقرب المقرّبين، حصراً. أمّا آخرون فلا يتردّدون بالإفصاح عنها في العلن.
بهدف رفع "حظوظ" تحقّق ونجاح تلك الأحلام والمخطّطات والقرارات وغيرها، يُنصَح بتدوينها باليد. هذا ما خلص إليه بحث أعدّته الدكتورة غييل ماثيوز، وهي أستاذة محاضرة في علم النفس في جامعة دومينيكان - كاليفورنيا الأميركيّة ومتخصّصة في علم النفس العياديّ. هي تناولت في بحثها الذي شمل 267 مشاركاً، موضوعَ تحديد الناس أهدافاً لهم، وبيّنت أنّ الإفصاح عن أهدافنا شفهيّاً أو كتابتها إلكترونيّاً قد يتسبّبان في "فشلها" بخلاف تدوينها باليد. وكشفت ماثيوز أنّ احتمالات تحقيق أهداف المشاركين الذين دوّنوها باليد كانت أكثر بنحو 42 في المائة، موضحة أنّ استخدام الورقة والقلم يولّد عشرة آلاف حركة ويخلق آلاف عمليات الترابط بين الخلايا العصبيّة. وفصّلت ماثيوز أنّ الالتزام والشعور المتعلّقين بالتدوين باليد يسهّلان عمل جهاز التنشيط الشبكيّ في الدماغ، ما يساعدنا على تحقيق أهدافنا وإن كان ذلك في لاوعينا. وهذا الأمر يختلف عند الكتابة إلكترونيّاً، عبر النقر على لوحات المفاتيح، إذ إنّ المشاعر والخيال أقلّ حضوراً.
من هنا، يبدو من المفيد القيام بتمرين يعزّز التفاؤل لدينا، لا سيّما قبيل العام الجديد، ويساعدنا في التقدّم في مخطّطاتنا. والتمرين سهل يأتي في خطوتَين اثنتَين: الأولى وضع قائمة بكلّ ما نرغب في القيام به، والثانية قراءة القائمة مراراً وتكراراً فتنغرس جيّداً في نفسنا وتُختلَق بالتالي صور ذهنيّة موحية ومحفّزة. من شأن هذا التمرين البسيط أن يقلّص الضغط النفسيّ لدينا ويرسل أوامر ذات صلة إلى لاوعينا. بذلك، كأنّما نحن نعمل على برمجته لنبلغ الوجهات التي نبتغيها. وفي الأمر كذلك وسيلة لتخطّي مخاوفنا. كم من مرّة منعتنا تلك المخاوف من القيام بما نرغب فيه بحقّ؟! فليجهّز كلّ واحد منّا ورقة وقلماً ويدوّن ما يرجوه أو يطمح إليه في العام الجديد... لعلّه يكون سعيداً.