لم يتغيّر سوق الحلال لدى سكان قطاع غزة تاريخياً، وقد بلغ عمره أكثر من ألف و400 عام، كما يشير المؤرخ الفلسطيني سعد أبو جامع. هو إرث قديم انتقل من الحجاز إلى بلاد الشام، واشتهر في غزة تحديداً كونه عدّ أقدم ممر تجاري. واشتهر السوق في كل من شرق مدينة غزة، وجنوباً في مدينة خانيونس.
وسوق الحلال هو سوق أسبوعي يبيع كل ما هو حلال، كـالمواشي وأنواعها والطيور للتجارة والتربية، ومنتجات الحيوانات من ألبان وأجبان، وطعام الحيوانات والطيور. كما يوجد في السوق الأطباء البيطريون.
ويعدّ سوق الحلال من الأسواق المتنقلة في قطاع غزة، فيكون يوم الجمعة في مدينة غزة، ويوم السبت في مدينة رفح، والأحد في شرق مدينة خانيونس، والإثنين في النصيرات. ويتنقل بعض التجار من مكان إلى آخر سعياً لكسب الرزق وتسويق ما يملكونه من مواش على أنواعها، كالأغنام والخراف والأبقار والحمير والخيل والأبقار.
يقول المؤرخ أبو جامع لـ"العربي الجديد": "أسواق الحلال في غزة كانت من أشهر الأسواق التاريخية المتنقلة وعمرها 1400 عام، باعتبار أن غزة كانت مركزاً تجارياً مهماً، وكان يحضر تجار من بلاد الشام ومصر للتجارة فيها وكسب رزقهم في غزة التي أصبحت اليوم من أفقر المدن العربية".
يضيف: "مع مرور الزمن، أصبحت فيها مواش وخيول وحمير وأبقار وأعلاف وتبن وعيادات بيطرية متنقلة ومستلزمات للمواشي والأدوات اللازمة لتربيتها. لكن كانت غزة مدينة التجارة وكسب الرزق بالنسبة للكثير من العرب والقبائل العربية، خصوصاً البدوية في بلاد الشام ومصر".
داخل بلدة عبسان الكبيرة، شرق مدينة خانيونس، يعد أبو إبراهيم النجار (77 عاماً)، أحد أقدم تجار المواشي في السوق منذ كان شاباً في العشرين من عمره، وقد ورث هذه المهنة عن والده الذي كان تاجراً في سوق الحلال في مدينة غزة ومدينة الرملة، حيث كان يقام أيام الإثنين بالقرب من دوار الساعة قبل الهجرة من مدينة يافا المحتلة عام 1948.
قرب منزله، يربي النجار 10 خراف وثلاثة رؤوس ماعز. لكن قبل 10 أعوام، كانت لديه مزرعة كبيرة يربي فيها عدداً من الأبقار وجاموستين إضافة إلى الخراف والماعز. ونتيجة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها سكان قطاع غزة، تقلصت تجارته وبقي يبيع منها لمحاولة تفادي أي أزمة وإعالة أسرته وأبنائه الثمانية، خصوصاً أن ستة منهم عاطلون من العمل ولديهم أطفال.
يوضح النجار لـ"العربي الجديد"، أن "سوق الحلال هو سوق الحياة في غزة، وعادة ما يبدأ العمل فيه مع شروق الشمس، والهدف منه تبادل الخراف أو بيعها أو فحصها. ويمكن أن تكون أمام التجار فرصة لشراء أنواع جيدة من المواشي أو غيرها من الطيور البلدية التي يرغب فيها سكان قطاع غزة أكثر من الطيور البيضاء".
ويلفت النجار إلى أن أسواق الحلال في غزة كانت مميزة باعتبار أن المواشي والطيور تربى ضمن مزارع بيتية. لذلك يقبل عليها سكان قطاع غزة الذين يبحثون عن حيوانات أو طيور جيدة لشرائها. يضيف أن الخراف المتوفرة في الوقت الحالي من أنواع البلدي والعساف، وهي الأكثر رواجاً.
وفي ما يتعلق بالأغنام، هناك ما هو بلدي وروماني وأخرى شامية حلابة. وشهدت غزة خلال فترة اعتماد سكان القطاع على إدخال بضائعهم عبر الأنفاق الحدودية بين قطاع غزة ومصر، وجود مواش مصرية وأخرى ليبية وسودانية. لكن في الوقت الحالي لا تتوفر الكثير من الأنواع وسط تراجع في كسب الرزق بالنسبة للتجار، كما يشدد النجار.
ويوضح الطبيب البيطري فؤاد أيوب، وهو صاحب عيادة متنقلة، أنه يتنقل بين أسواق قطاع غزة الحلال منذ أكثر من 14 عاماً، لبيع أدوية ولقاحات الحيوانات والطيور، إضافة إلى فحصها. ويشير إلى أن رزقه الكامل هو من سوق الحلال، علماً أن لديه عيادة بيطرية لكنها تشهد إقبالاً ضعيفاً، إضافة إلى عدم الاهتمام بالطب البيطري من قبل المؤسسات الصحية.
اقــرأ أيضاً
أما محمد النمس (55 عاماً)، فهو تاجر أعلاف وشعير وتبن، ولا يعمل سوى في أيام أسواق الحلال، ويحاول في كل منطقة أن يكون موجوداً عند الساعة الخامسة صباحاً حتى يجد مكاناً يصطف فيه، ويجد في السوق رزقاً جيداً بالنسبة لأسرته على الرغم من أن الإقبال على الشراء خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة تراجع بالمقارنة مع السنوات السابقة، فهو يعمل في الأسواق منذ 30 عاماً.
يقول النمس لـ"العربي الجديد": "سوق الحلال سوق تاريخي عمل فيه والدي وأعمامي وكانوا يتنقلون من سوق إلى آخر. كل شيء فيه مميز كتربية المواشي والطيور عبر الأساليب القديمة بشكل أساسي. هنا يبيعون الحمير والخيول، حتى أن أنواع الأعلاف والشعير تصنع من مواد طبيعية. هنا، المئات في السوق يعملون منذ عشرات السنين ويجدون حياتهم في سوق الحلال".
وسوق الحلال هو سوق أسبوعي يبيع كل ما هو حلال، كـالمواشي وأنواعها والطيور للتجارة والتربية، ومنتجات الحيوانات من ألبان وأجبان، وطعام الحيوانات والطيور. كما يوجد في السوق الأطباء البيطريون.
ويعدّ سوق الحلال من الأسواق المتنقلة في قطاع غزة، فيكون يوم الجمعة في مدينة غزة، ويوم السبت في مدينة رفح، والأحد في شرق مدينة خانيونس، والإثنين في النصيرات. ويتنقل بعض التجار من مكان إلى آخر سعياً لكسب الرزق وتسويق ما يملكونه من مواش على أنواعها، كالأغنام والخراف والأبقار والحمير والخيل والأبقار.
يقول المؤرخ أبو جامع لـ"العربي الجديد": "أسواق الحلال في غزة كانت من أشهر الأسواق التاريخية المتنقلة وعمرها 1400 عام، باعتبار أن غزة كانت مركزاً تجارياً مهماً، وكان يحضر تجار من بلاد الشام ومصر للتجارة فيها وكسب رزقهم في غزة التي أصبحت اليوم من أفقر المدن العربية".
يضيف: "مع مرور الزمن، أصبحت فيها مواش وخيول وحمير وأبقار وأعلاف وتبن وعيادات بيطرية متنقلة ومستلزمات للمواشي والأدوات اللازمة لتربيتها. لكن كانت غزة مدينة التجارة وكسب الرزق بالنسبة للكثير من العرب والقبائل العربية، خصوصاً البدوية في بلاد الشام ومصر".
داخل بلدة عبسان الكبيرة، شرق مدينة خانيونس، يعد أبو إبراهيم النجار (77 عاماً)، أحد أقدم تجار المواشي في السوق منذ كان شاباً في العشرين من عمره، وقد ورث هذه المهنة عن والده الذي كان تاجراً في سوق الحلال في مدينة غزة ومدينة الرملة، حيث كان يقام أيام الإثنين بالقرب من دوار الساعة قبل الهجرة من مدينة يافا المحتلة عام 1948.
قرب منزله، يربي النجار 10 خراف وثلاثة رؤوس ماعز. لكن قبل 10 أعوام، كانت لديه مزرعة كبيرة يربي فيها عدداً من الأبقار وجاموستين إضافة إلى الخراف والماعز. ونتيجة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها سكان قطاع غزة، تقلصت تجارته وبقي يبيع منها لمحاولة تفادي أي أزمة وإعالة أسرته وأبنائه الثمانية، خصوصاً أن ستة منهم عاطلون من العمل ولديهم أطفال.
يوضح النجار لـ"العربي الجديد"، أن "سوق الحلال هو سوق الحياة في غزة، وعادة ما يبدأ العمل فيه مع شروق الشمس، والهدف منه تبادل الخراف أو بيعها أو فحصها. ويمكن أن تكون أمام التجار فرصة لشراء أنواع جيدة من المواشي أو غيرها من الطيور البلدية التي يرغب فيها سكان قطاع غزة أكثر من الطيور البيضاء".
ويلفت النجار إلى أن أسواق الحلال في غزة كانت مميزة باعتبار أن المواشي والطيور تربى ضمن مزارع بيتية. لذلك يقبل عليها سكان قطاع غزة الذين يبحثون عن حيوانات أو طيور جيدة لشرائها. يضيف أن الخراف المتوفرة في الوقت الحالي من أنواع البلدي والعساف، وهي الأكثر رواجاً.
وفي ما يتعلق بالأغنام، هناك ما هو بلدي وروماني وأخرى شامية حلابة. وشهدت غزة خلال فترة اعتماد سكان القطاع على إدخال بضائعهم عبر الأنفاق الحدودية بين قطاع غزة ومصر، وجود مواش مصرية وأخرى ليبية وسودانية. لكن في الوقت الحالي لا تتوفر الكثير من الأنواع وسط تراجع في كسب الرزق بالنسبة للتجار، كما يشدد النجار.
ويوضح الطبيب البيطري فؤاد أيوب، وهو صاحب عيادة متنقلة، أنه يتنقل بين أسواق قطاع غزة الحلال منذ أكثر من 14 عاماً، لبيع أدوية ولقاحات الحيوانات والطيور، إضافة إلى فحصها. ويشير إلى أن رزقه الكامل هو من سوق الحلال، علماً أن لديه عيادة بيطرية لكنها تشهد إقبالاً ضعيفاً، إضافة إلى عدم الاهتمام بالطب البيطري من قبل المؤسسات الصحية.
أما محمد النمس (55 عاماً)، فهو تاجر أعلاف وشعير وتبن، ولا يعمل سوى في أيام أسواق الحلال، ويحاول في كل منطقة أن يكون موجوداً عند الساعة الخامسة صباحاً حتى يجد مكاناً يصطف فيه، ويجد في السوق رزقاً جيداً بالنسبة لأسرته على الرغم من أن الإقبال على الشراء خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة تراجع بالمقارنة مع السنوات السابقة، فهو يعمل في الأسواق منذ 30 عاماً.
يقول النمس لـ"العربي الجديد": "سوق الحلال سوق تاريخي عمل فيه والدي وأعمامي وكانوا يتنقلون من سوق إلى آخر. كل شيء فيه مميز كتربية المواشي والطيور عبر الأساليب القديمة بشكل أساسي. هنا يبيعون الحمير والخيول، حتى أن أنواع الأعلاف والشعير تصنع من مواد طبيعية. هنا، المئات في السوق يعملون منذ عشرات السنين ويجدون حياتهم في سوق الحلال".