تستمر قوات النظام السوري باستهداف المدن والبلدات في المنطقة المنزوعة السلاح المتفق عليها بين تركيا وروسيا، ما أوقع ضحايا في مدينة معرة النعمان أمس الجمعة بينهم خمسة أطفال.
المواطن من مدينة معرة النعمان عمر السعود، يوضح لـ"العربي الجديد" أن "المدينة لم تشهد حركة نزوح لأهاليها حتى الوقت الحالي، لكن بعض عائلات المهجرين والنازحين من مناطق أخرى خرجت من المدينة نحو مناطق أكثر أمناً، وأهالي معرة النعمان أخذوا احتياطاتهم من القصف، فهم متمسكون بالبقاء رغم الظروف الحالية الصعبة".
وبالنسبة للمصابين والجرحى في المدينة، يقول السعود: "تشرف منظومة الدفاع المدني على عمليات نقل وإسعاف المصابين إلى المشفى المركزي في المدينة، والإصابات الخطيرة والصعبة يتم نقلها لمشافي الحدود أو تركيا".
وعن احتياطات الأهالي، يوضح السعود أن "شوارع المدينة شبه خالية لأن القصف عشوائي في حدّ كبير، ولا يستهدف نقاطاً محددة فيها، وليس هناك أي تجمعات للناس أو حركة في الأسواق، فتوقيت القصف غير معروف ولا يمكن توقعه. ولا يخرج إلا صاحب الحاجة الضرورية جداً والملحّة، وحالياً لا تعمل سوى الأفران في المعرة، فالخبز حاجة أساسية وملحّة للناس ولا يمكنهم التخلي عنها مهما كانت الظروف".
وبلغ عدد سكان مدينة المعرة قرابة المائة ألف نسمة إبان انطلاق الثورة السورية، وتقع في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، وتشتهر بكونها مسقط رأس الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، وهي قريبة من آثار مدينة إيبلا التاريخية. وتعرف بأنها من أولى المدن السورية التي انتفضت على النظام السوري، وخرجت عن قبضته الأمنية وسيطرته العسكرية. كما تعد المدينة مركزاً لمنطقة المعرة التي تضم قرابة 400 ألف نسمة.
وتشهد مباني المدينة على القصف والغارات الجوية، ومن يمرّ من شارعها الرئيس يرَ آثار القصف على جانبيه.
مدير المركز الصحّي في المدينة محمود المر، يقول لـ" العربي الجديد": "بالنسبة لنا نحن الكوادر الطبّية والعاملين، نحاول أن نخلي المركز نحو الملجأ، فالمخاطر كبيرة والقصف يتركز على الدفاع المدني والمنشآت الطبّية، وفي حال استمر القصف نحاول إخلاء المركز من المراجعين والكوادر بالكامل، فليس لدينا جرحى ونضطر إلى خفض ساعات العمل حرصاً على سلامة الكادر".
ويضيف المر: "في الوقت الحالي هناك حديث عن تسيير دوريات تركية في المدينة بغاية إيقاف القصف عنها، وهذا الحديث لا نعلم مدى صحّته لكننا نتمنى أن يكون صحيحاً، فالأمر يعطي الأهالي أريحية ويوقف القصف عن المدينة".
ويعرب أيمن أبو هادي (37 عاماً) عن أمله توقف القصف عن المدينة، لكون الأمر بدأ يفوق قدرة الأهالي على تحمله. ويقول لـ "العربي الجديد": "الحركة أصبحت صعبة جداً بهذا الوقت، والأطفال تركوا المدارس، فالمدينة تعيش حالة شلل تقريباً، وكل المصالح فيها توقفت منذ اشتداد القصف عليها".