أنقذت المعلمة التونسية الشجاعة هاجر تلمودي تلاميذها الصغار في قسم التحضيري (5 سنوات) بمدرسة السعادة بقربة في الساحل الجنوبي لمحافظة نابل، من هجوم شرس لكلب من فصيلة "بيتبول" مساء أمس، على الصف الدراسي.
وتسبب هجوم الكلب في إصابة 7 أطفال بإصابات مختلفة في الوجه والساق، ووُصفت حالة بعضهم بالخطيرة بسبب النزيف، فضلاً عن إصابة في وجهها بعدما تعرضت إلى عضة من الكلب خلال محاولاتها لإبعاده عن التلاميذ.
وقالت المعلمة هاجر في حديث مقتضب مع "العربي الجديد"، إنها لا تزال تحت تأثير الصدمة مما حدث أمس بعد أن هاجم الكلب الصف، مشددة على أنها قامت بواجبها تجاه التلاميذ الصغار الذين تعتبرهم مثل أبنائها.
وقال المعلم شكري التومي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحادثة وقعت قبل موعد خروج التلاميذ من المدرسة، واستعداد آخرين لدروس التدارك. أفلت الكلب الشرس من قبضة صاحبه، ولم يكن مكمماً، وأمام فزع التلاميذ وصراخهم ركض باتجاه المدرسة. كان الباب مفتوحاً بحكم أن الحارس كان يستعد لقرع جرس المغادرة، فتوجه الكلب إلى أحد أقسام التحضيري، وبدأ في الهجوم على التلاميذ الصغار، وبعضهم تعرض لإصابات في الوجه وآخرون في الساق".
وأوضح شكري أنّ "المعلمة بدأت في إخراج التلاميذ من الفصل، ولكن طفلاً صغيراً لم يتفطن لما حصل لأنه كان منهمكاً في الرسم، وكان الكلب يركض باتجاهه، وعندما جذبته المعلمة تعثرت لتسقط معه أرضاً، فحاولت تطويقه لتحميه من الكلب الذي حاول مهاجمته، ثم هاجمها لتنال بدورها نصيبها من الإصابات".
وأضاف المعلم أن "المأساة لم تقف عند هذا الحد، إذ وصلت ابنة المعلمة، وعمرها 15 سنة إلى الفصل بحكم أنها تعودت مرافقة والدتها إلى البيت، لتجد والدتها منبطحة أرضاً وتحتها الطفل الصغير، وهي تصارع من أجل إبعاد الكلب الهائج عنه، وساعتها ركضت الطفلة وهاجمت الكلب بأحد المقاعد لإبعاده عنهما، فركض مسرعاً نحوها وهاجمها قبل أن يغادر مخلفاً العديد من الإصابات، وحالة من الهلع".
وكشف المعلم أن كارثة كبيرة كانت ستقع بالمدرسة لولا شجاعة المعلمة وابنتها في إنقاذ الأطفال، وأنه "حان وقت حماية المدارس من هذه الهجمات، وغيرها من النقائص كغياب الأسوار والحراس".
وأضاف أنّ مختصين نفسيين زاروا المدرسة لمباشرة الأطفال، خاصة وأن بعض الأطفال يرفض الذهاب إلى المدرسة بسبب الخوف، وآخرون في حالة صدمة.
ويشار إلى أنه تم إيقاف صاحب الكلب للتحقيق، كما لا تعتبر الحادثة الأولى التي تتسبب فيها الكلاب التي كثيراً ما تهاجم الأطفال في طريقهم إلى مدارسهم.