اجتاحت أسراب الجراد الصحراوي خلال الأيام الثلاثة الماضية، مدريتي همدان وأرحب بمحافظة صنعاء، ملحقة أضراراً كبيرة بمزارعي القات، إلا أن هذه الأسراب كانت فرصة غذائية لكثير من سكان تلك المناطق.
وقال المواطن علي أمين، وهو من سكان مديرية همدان، "إن أسراباً كبيرة من الجراد تجتاح منذ يوم الجمعة الماضي مزارع المواطنين في منطقة بيت الدودة بقرية الجاهلية، ومناطق أخرى في مديرية همدان، وألحقت أضراراً كبيرة ولا سيما بمزارعي القات".
وأضاف أمين لـ"العربي الجديد"، أن سكان تلك المناطق خصوصاً الأطفال هرعوا إلى أماكن وجود الجراد لاصطياده، بغرض أكله أو بيعه في الأسواق، إذ يلقى رواجاً كبيراً في مختلف مناطق البلاد. وأشار إلى أن المواطنين في اليمن ينتظرون قدوم أسراب الجراد سنوياً بفارغ الصبر.
وأكد أمين أن "تناول الجراد عادة قديمة لدى غالبية اليمنيين، ويرجع ذلك إلى فوائده الكثيرة، إذ يعتبره كثيرون كالدواء، فضلاً عن مذاقه اللذيذ"، نافياً الشائعات التي يتناقلها البعض عن أضرار الجراد الصحية. وقال: "أتناول الجراد منذ الصغر مثل غيري ولم يحدث لي شيء".
ويخرج السكان لاصطياد الجراد بمجرد وصوله، ويعبئونه في العلب البلاستيكية أو الأكياس البلاستيكية الكبيرة، ليتم قليه بالزيت وتناوله أو بيعه في الأسواق.
وطالب المواطن حسين علي، وهو مزارع في منطقة الرحبة بصنعاء، وزارة الزراعة بالإسراع في إيجاد حلول لأسراب الجراد، التي بدأت بالوصول إلى مديرية أرحب.
وقال لـ"العربي الجديد": "الجراد يهدد المحاصيل الزراعية في المنطقة، ونحن لا نستطيع تحمل خسائر جديدة، ولا سيما مع ارتفاع تكلفة الزراعة من جراء الارتفاع المستمر بأسعار الوقود والأسمدة".
وأشار علي إلى أن أسعار الخضروات "سترتفع في حال اجتاح الجراد المزارع، ويضاف ذلك إلى معاناة الناس من تدهور المعيشة بسبب الحرب".
وأعلن مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي في صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) يوم السبت الماضي، وصول أسراب من الجراد الصحراوي إلى عدد من مناطق مديريات محافظتي عمران وصنعاء، قادمة من مناطق التكاثر الصيفية. وأكد أن الظروف البيئية الملائمة في مناطق التكاثر الصيفية للجراد الواقعة في محافظات مأرب، والجوف، وشبوة، وحضرموت الوادي، والصحراء، ساعدت في تشكل تلك الأسراب وانتقالها من منطقة إلى أخرى.