وكتبت ماري دانيال عبر "فيسبوك" صباح الإثنين: "إحنا مش معانا فلوس حتى لغداء الأطفال، وفضينا كل البيوت، وياريت أي حد عارف يتواصل معنا"، مستطردة "يموتونا هنا وخلاص، وإحنا مافيش اللي نبكي عليه". وأظهرت بعض الصور المرفقة بحديثها، تعرض بعض أفراد عائلتها للضرب من الأمن الكوري.
ونشرت ماري مقطع فيديو لعائلتها، وهي محاصرة من قوات الشرطة الكورية في المطار، أوضحت فيه أنهم جميعاً ممنوعون من العمل منذ عامين ونصف العام، ولا يستطيعون إيجاد المأكل أو الملبس، على الرغم من قبول الحكومة الكورية طلب اللجوء الخاص بهم، هرباً من ممارسات القمع في مصر.
واتهم شقيق ماري كوريا الجنوبية بأنها "دولة ليست على قدر اللجوء"، قائلاً: "لم تتكفل الحكومة هنا بحاجاتنا شأن أي دولة أخرى... ونحن لا نملك سكناً أو أموالاً، فلماذا وافقوا على طلب اللجوء من البداية؟".
وأضاف: "طلبوا الشرطة من أجل عزلنا عن الركاب، وتفويت موعد الطائرة المقررة لنا. إحنا بعد ما تعبنا في كوريا الجنوبية كان من الطبيعي أن نتركها إلى مكان آخر... قطعنا التذاكر، وفي المطار قالوا لنا ماينفعش تسافروا طيران!". وتساءل: "هذا بأي حق؟ لا نملك إلا شنط السفر، ومعنا أطفال، ولا يوجد مع أحد منا مال لإطعامهم".
وتضامن العديد من الناشطين المصريين مع عائلة مينا دانيال التي تتعرض للانتهاكات في سيول، مؤكدين أن العائلة سبق أن طلبت اللجوء إلى كوريا الجنوبية، والسلطات هناك وافقت على طلبهم، إلا أن التضييق عليهم ازدادت حدّته خلال الفترة الأخيرة، وصولاً إلى منعهم من السفر، ومحاصرتهم في المطار، من أجل إجبارهم على العودة إلى مصر.
في سياق ذي صلة، تداول ناشطون واقعة مشابهة تتعلق بالمصرية سارة مهنا، المحاصرة كذلك في كوريا الجنوبية، بعدما طلب النظام المصري من نظيره الكوري وضع "فيزا" خاصة بالمصريين للحدّ من طلبات اللجوء، على الرغم من أن عدد طالبي اللجوء إلى سيول من المصريين يعدّ بسيطاً مقارنة بالدول الأخرى.
Twitter Post
|
وقالت مهنا في تسجيل لها: إن "سيول لا ترغب في إغضاب النظام المصري، وقفلت موضوع اللجوء تماماً، من دون اكتراث بتقنين أوضاع المصريين الموجودين على أراضيها"، موضحة أنها ممنوعة من العمل منذ ستة أشهر، ولا يوجد لها أي حقوق، بالرغم من أن كوريا الجنوبية موقعة على اتفاقية اللاجئين".
وأضافت: "مسؤول في أحد مكاتب العمل قال لي اخلعي الحجاب، وإحنا هانشغلك... ومنذ ثلاثة أشهر سُحبت إقامتي من دون سبب واضح، وبات وضعي غير قانوني.. وإحدى الناشطات الكوريات تواصلت مع السلطات هنا، وسألوها بعض الأسئلة على غرار أسئلة جهاز أمن الدولة في مصر"، مختتمة: "النظام الكوري يرغب في ترحيلنا إلى مصر، بدلاً من الذهاب إلى أي دولة أخرى".
واستشهد مينا دانيال بقذيفة نارية اخترقت صدره ونفذت من ظهره، خلال هجوم قوات من الشرطة العسكرية على المتظاهرين أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، أسفر عن مقتل 27 مواطناً من الأقباط، بعدما نجا من رصاص القناصة حين قاد مسيرة سلمية خرجت من أحد مساجد الجيزة في "جمعة الغضب" إبان الثورة المصرية، وكذلك من رصاصة أصابته يوم "موقعة الجمل".
كان دانيال، الناشط بحركة "شباب من أجل العدالة والحرية"، في الصفوف الأولى للمتظاهرين المصريين، الذين خرجوا في مسيرة انطلقت من دوران شبرا في اتجاه ماسبيرو، للمطالبة بعزل محافظ أسوان على خلفية أزمة كنيسة "الماريناب" بأسوان، والاحتجاج على فض اعتصام الأقباط بالقوة من قوات الجيش، إلا أن الشرطة العسكرية باغتت المشاركين في المسيرة بإطلاق الرصاص الحيّ صوبهم.
ارتبط اسم مينا دانيال بعدد كبير من الهتافات الحماسية في معظم الفعاليات الاحتجاجية التي أعقبت "أحداث ماسبيرو"، كأحداث "محمد محمود" و"مجلس الوزراء"، ومنها: "مينا دانيال مات مقتول... والمجلس (المجلس العسكري) هو المسؤول"، و"اقتل خالد (خالد سعيد) اقتل مينا... كل رصاصة بتقوينا"، و"مينا دانيال يا ولد... دمك بيحرر بلد".