يعيش عشرات آلاف المدنيين السوريين في مدينة أريحا بريف إدلب، وسط مخاوف من ارتكاب الطيران الحربي مجزرة جديدة في المدينة كالتي وقعت أمس الإثنين، وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
وقال عمر بدوي، من أريحا، لـ"العربي الجديد": "لا نزال مصدومين من مجزرة أمس، ولا يزال هناك أناس تحت ركام المنازل التي دمرت. لا يوجد مكان آمن في أريحا، فالقنابل التي ترميها الطائرات تدمر البناء بشكل كامل، وتصل حتى إلى الأقبية. خرجت اليوم من المنزل لأجلب قليلا من الخبز، وكانت الحركة محدودة وعدد الناس في الشارع يكاد يعد على أصابع اليد. ومحال كثيرة أغلقت أبوابها".
وقالت أم جابر عواد، النازحة من درعا مع عائلتها إلى أريحا، لـ"العربي الجديد": "لا أعلم إلى أين يمكننا النزوح مجددا، ومتى سنجد مكانا لا نقتل فيه بسبب القصف. اليوم زوجي وابني لم يخرجا إلى العمل، وهما يعملان باليومية، واليوم الذي لا يعملان فيه لا نستطيع شراء الطعام".
وأضافت أن "صوت الطيران لا يغيب عن آذاننا، وكلما انطلقت صفارة الإنذار نركض إلى القبو. ليلة أمس لم نذق طعم النوم".
وقال ابن أريحا، أبو أنس، لـ"العربي الجديد": "نعيش حاليا في ترقب وخوف، وحركة النزوح خفيفة حتى الآن، لكن الوضع مختلف عمّا كان عليه قبل الاستهداف الأخير الذي أوقع عددا كبيرا من الشهداء والجرحى، فقد كانت حركة السوق جيدة، لكن اليوم الحركة ضعيفة والناس تشتري الأشياء الضرورية وتعود سريعا إلى منازلها خوفا من أي قصف جديد".
وأضاف أن "الناس تترقب صفارات الإنذار المحذرة من الطيران، وعند سماعها يتوجه الجميع مباشرة إلى الملاجئ والأقبية. أريحا استقبلت كثيرا من المهجرين من ريف درعا وريف دمشق وريف حمص وحماة، ويقدر عدد سكانها اليوم بنحو 100 ألف شخص".
ولفت إلى أن "الحي الذي وقعت به مجزرة الأمس شهد حركة نزوح كبيرة، والغالبية توجهت إلى شمال إدلب، وهناك مخاوف من بقاء الكوادر الطبية في المشافي والنقاط الطبية بعد أن تحولت إلى أهداف للقصف، والناس تخشى من القصف العشوائي الذي يدفن الناس في منازلها، ولا تدري إلى أين تذهب، والطيران الحربي لا يغادر الأجواء لإرهاب الناس".
وراح ضحية مجزرة أمس الإثنين في أريحا 11 قتيلا، بينهم 6 أطفال، وأصيب نحو 20 آخرين، في حين لا تزال امرأة وابنتها في عداد المفقودين بعد غارة جوية من الطيران الحربي التابع لقوات النظام السوري.