شكا يمنيون من ذوي الإعاقة في صنعاء مصادرة الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) السلال الغذائية الرمضانية المخصصة لهم، دون إبداء أي مبررات لذلك.
وقال وليد محمد، وهو مصاب بإعاقة جسدية، أن "الهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الانسانية أقدمت على مصادرة السلال الغذائية المخصصة لذوي الإعاقة من مخازن إحدى الجمعيات، الواقعة في منطقة شملان بصنعاء، بحجة أنها المعنية بتوزيعها، على الرغم من أنها مُقدمة من فاعلي الخير ولا يحق لأي جهة أخذها".
وأوضح محمد لـ"العربي الجديد"، أن "جمعية السلام دأبت خلال السنوات الماضية على توزيع السلال الغذائية المقدمة من فاعلي الخير على ذوي الإعاقة البالغ عددهم 6500 معوق في صنعاء خلال الفترة من 5 إلى 10 رمضان، والآن نحن في آخر أيام الشهر المبارك ولم نحصل على أي شيء".
وأضاف: "نزل خبر مصادرة السلال الغذائية على المعوقين كالصاعقة، إذ تسبب بحرماننا من الفرحة المعتادة خلال شهر رمضان المبارك"، مؤكداً أن المعوقين يعتمدون بشكل رئيس على المساعدات الإغاثية المقدمة من المنظمات والجمعيات الخيرية منذ بدء الحرب.
وأشار محمد إلى أنه اضطر قبل فترة إلى بيع منزله وسط العاصمة صنعاء، وشراء آخر بدلاً عنه في ضواحيها، وهو غير مُكتمل البناء حتى الآن، لتوفير الفارق بينهما من أجل سداد ديونه المتراكمة، داعياً السلطات المحلية في صنعاء إلى سرعة صرف تلك المساعدات، للتخفيف من معاناة المعاقين التي وصلت حدها الأقصى.
أمة الله الصنعاني (اسم مستعار) أكدت عدم حصولها على مساعدات كتلك التي يحصلون عليها سنوياً في شهر رمضان. وقالت لـ"العربي الجديد" أن كثيرين من فاعلي الخير باتوا يفضلون عدم تقديم مساعدات بسبب الرقابة المشددة التي تفرض عليهم، مشيرة إلى أن هذه الرقابة غير مبررة.
وتابعت: "نحن معوقون ولسنا جماعات مسلحة أو إرهابية كي يتم وضع الرقابة على المساعدات التي نحصل عليها أو يتم حرماننا منها".
وبحسب المنتدى اليمني للأشخاص ذوي الإعاقة، فإن إجمالي عدد المراكز والجمعيات التي أغلقت أبوابها أمام الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن منذ بدء الحرب بلغ 300 مركز وجمعية، وكانت جميعها تُقدم الخدمات لنحو 130 ألف معوق.
ويعتمد سكان اليمن على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني منذ بدء الحرب في مارس/ آذار عام 2015، بحسب الأمم المتحدة. وتشير إلى أن اليمن يمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويحتاج 80 في المئة من سكانه (24 مليون شخص) إلى المساعدات الإغاثية العاجلة.