حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، المشاركين في منتدى سياسي رفيع المستوى في نيويورك أمس الثلاثاء، من أن تزايد عدم المساواة في العالم يقوض فرص النمو على المدى الطويل، لافتاً إلى أن "الناس يتساءلون بحق، عن عالم تملك فيه حفنة من الرجال ما يعادل ثروة نصف البشرية".
جاءت كلمات غوتيريس في المنتدى السياسي رفيع المستوى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، والذي يشارك به وزراء وممثلون دوليون كبار من كافة أنحاء العالم، في نيويورك. وحث خلاله حكومات الدول الأعضاء على التفكير جدياً في عقد اجتماعات حاسمة على مستوى عال خلال الجمعية العامة في سبتمبر/أيلول القادم.
ورغم تثمينه لإنجازات عدد من الدول وقادة المجتمع المدني ومجتمعات الأعمال في النهوض إلى مستوى تحديات التنمية لعام 2030، حسب تعبيره، قال غوتيريس: "ما زلنا لسنا على المسار الصحيح". وحذر الأمين العام من أن معدلات الفقر المدقع لا تتراجع بالسرعة الكافية، مذكرا بأن "التنمية لن تكون مستدامة إن لم تكن عادلة وشاملة للجميع".
كذلك شدد على أنه لا توجد دولة في العالم تسير على الطريق الصحيح في ما يتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين، كهدف من أهـداف التنمية المستدامة. وأضاف بالقول "لا تزال القوانين التمييزية وعدم المساواة في الوصول إلى الفرص والحماية، وارتفاع مستويات العنف، وطرق التفكير السائدة المضرة" تعيق تقدم المرأة.
ووصفت الرئيسة الإيرلندية السابقة ماري روبنسون، التي تشغل منصب رئيسة لجنة الحكماء، وهي مجموعة مستقلة من القادة يعملون معا من أجل السلام والعدالة وحقوق الإنسان، وأسسها رئيس جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا عام 2007، المنتدى السياسي المنعقد في نيويورك بأنه لحظة تتطلب الجرأة من قادة يعملون بطموح حقيقي، مضيفة أن ممارسة "العمل كالمعتاد" لن يحقق النتائج التي يحتاجها العالم. وقالت: "نحن بحاجة إلى أن نرى استثمارا أكبر بكثير في العدالة، كمانع لحدوث النزاعات وكداعم للنمو الاقتصادي".
وأضافت "نحتاج إلى تقدير وحماية أولئك الذين يعملون من أجل تحقيق العدالة نيابة عن الآخرين، بمن فيهم القضاة والمحامون والمدعون العامون، ولكن أيضا المساعدون القانونيون والمستشارون وقادة المجتمع ومجموعات المجتمع المدني - حتى يكونوا شركاء أساسيين في هذه المعركة".
وتحدث إلى الحاضرين أيضا منتج وكاتب ومخرج الأفلام البريطاني ريتشارد كورتيس، أحد المدافعين الناشطين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مركزا على ثلاث عبارات وصفها بالأساسية لضمان وصول العالم لأهدافه: "الشراكة، والحس بإلحاح الوقت الضاغط علينا، وإدراك الفرصة الذهبية".
وأضاف "حان الوقت، في عامي 2019 و 2020 للانطلاق بإلحاح شديد، وبشراكات جذرية، وبإحساس بهذه الفرصة الإنسانية الفريدة. وأنتم الجيل الذي يمتلك السلطة في الأمم المتحدة والقوة في كل بلد في العالم، والذي يمكنه ويتوجب عليه تحقيق الأهداف التي يسعى إليها العالم".