تعيش بلدة كفرزيتا في ريف حماة، منذ ثلاثة أشهر تحت وابل من القصف الشديد، تسبب في شلل تام للحياة داخلها، إذ تمّ تدمير منشآتها الحيوية وغالبية بنيتها التحتية، إضافة إلى تهجير معظم سكانها، ليعاني من تبقى من تدهور الوضع الإنساني وعدم توفر الحدّ الأدنى من الحاجات المعيشية، في وقت يحول الفقر وغياب البدائل دون نزوحهم.
وقال عبد الله مرعي من كفرزيتا لـ "العربي الجديد"، إنّ "الوضع في البلدة منذ ثلاثة أشهر يسير من سيئ لأسوأ، ولا ندري إلى متى سيستمر هكذا، فالدمار في كل مكان، وحتى الحركة في الشوارع خطيرة جداً، حيث يتم استهداف البلدة بمختلف أنواع الأسلحة، ما يجعلنا نقضي يومنا كاملاً في المنزل أو ما تبقى منه، حتى الحصول على الماء أو القليل من الطعام، يعني الدخول في مغامرة قد يفقد الشخص حياته مقابلها".
وأضاف: "نعاني من عدم توفر حليب الأطفال، وقوت غالبية العائلات يقتصر على الخبز مع قليل من الأرزّ أو البرغل، ونعتمد في الطهو على إشعال نار ما قد يتوفر من المنازل المجاورة المدمرة".
من جانبه، قال مصطفى حسن العموري من كفرزيتا لـ "العربي الجديد"، إن "الوضع الإنساني في أسوأ حالاته، اليوم من يصاب من جراء القصف لا يجد من يعالجه، بعد أن تم تدمير المشافي والمستوصف الصحي، وحتى السيارات التي تنقل الجرحى إلى الشمال يتم استهدافها، وفي الأمس فقط قتل ثلاثة مسعفين من جرّاء استهداف سيارتهم من قبل الطيران الحربي".
وأضاف: "حتى الحصول على الأدوية أصبح أمراً بالغ الصعوبة، ومن يحتَج إلى علاج فعليه أن يخاطر بحياته للوصول إلى الشمال، علّه يجد العلاج والدواء".
ولفت إلى أنه فكّر في النزوح عن البلدة كثيراً، لكن ليست لديه القدرة المالية لتحمل تكاليف النقل أو استئجار منزل، "ما يعني أنني سأفترش العراء ككثير من العائلات التي سبقتني، والمشكلة الأخرى أن الشتاء على الأبواب، لكن لا يزال لدي أربعة جدران تحميني من العراء لم تهدم بعد".
من جهته، قال رئيس المجلس المحلّي في كفرزيتا مدين خليل لـ "العربي الجديد": "كفرزيتا تتعرض لقصف شديد منذ أربعة أشهر، ما تسبب في تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير من كافة النواحي، فقد تأذت شبكة المياه بنسبة 80 بالمائة، في حين لا يتوفر لدينا كهرباء بشكل نهائي، والقمامة تملأ الشوارع، وسيارات نقلها لا تستطيع القيام بدورها بسبب الطيران والقصف شبه الدائم، في وقت يرصد الطيران حركة أيّ آلية في البلدة، كما تضرر نحو 70 بالمائة من شبكة الصرف الصحي".
وأضاف: "أما مسألة الموادّ الغذائية، فتوفيرها لمن تبقى في البلدة صعب جداً، في حين تم خلال الفترة الماضية تدمير جميع المشافي، ومؤخراً قصف المستوصف الوحيد في البلدة عدة مرات، ولا يوجد أطباء أو أدوية، كل ما هنالك ممرض يحاول تقديم الإسعافات الأولية بما يتوفر من إمكانيات، حتى فرن الخبز الوحيد في كفرزيتا دمر بشكل كامل، إننا نعاني من شلل كامل للحياة في البلدة".
ولفت إلى أنهم "سبق أن أعلنوا عدة مرات بأن كفرزيتا منطقة شبه منكوبة، ومن ثم منطقة منكوبة لكن دون أي جدوى"، موضحاً أن "عدد سكان البلدة كان قبل أربعة أشهر فقط أكثر من أحد عشر ألف شخص، اليوم تبقى في البلدة نحو ألف شخص فقط، ويمنعهم من النزوح وضعهم المادي السيئ للغاية، فلا مكان يذهبون إليه، ونحاول عبر عمل شعبي تأمين مخيم على قطعة أرض مساحتها 24 دونماً لا يزال قيد الإنشاء لمن دفعتهم كل هذه الظروف للنزوح".
وبين أن "كفرزيتا شبه محاصرة حالياً، إذ إن النظام يقطع طرقات البلدة نارياً، إن كان من الأرض أو السماء".