وشهدت البلدات العربية في الأسبوعين الأخيرين اعتداءً من عصابات "تدفيع الثمن الإرهابية" الاستيطانية اليهودية أيضا على بلدتين وهما الجش في الجليل وبلدة كفر قاسم في المثلث الجنوبي.
وفي السياق قال معين نجار من حي النجاجرة بجسر الزرقاء:" وجدنا أن جميع سيارات العائلة وسيارتي الخاصة معطوبة، لقد قام أفراد هذه العصابات بثقب الإطارات، وأيضا كتبوا على الحائط شعارات عنصرية وقد قمنا بإبلاغ الشرطة بذلك". وتابع "نجم عن كل هذا ردود فعل غاضبة من أهالي جسر الزرقاء، ولا أحد يعرف ما هي الأسباب التي دفعت هؤلاء المتشددين إلى دخول بلد وتخريب ممتلكاته بهذه الطريقة".
بدوره قال سعيد جربان من جسر الزرقاء: "استيقظنا هذا الصباح على خبر اعتداء عصابات تدفيع الثمن على قرية جسر الزرقاء، وهو بهذا ينضاف إلى سلسلة ما وقع خلال الأسبوعين الأخيرين من طرف أفراد هذه العصابات داخل القرى العربية من قرية الجيش وكفر قاسم واليوم جسر الزرقاء، وبدون أدنى شك، يشعر الأهالي بغياب الأمن وبتهديد سلامتهم وممتلكاتهم في عقر دارهم"، مناشدا السلطات بوضع حد لمثل هذه العمليات وتوخي المزيد من الحيطة والحذر من نشاط هذه العصابات.
وفي السياق قال سامي العلي رئيس اللجنة الشعبية من جسر الزرقاء لـ "العربي الجديد": "عصابات تدفيع الثمن الفاشية الاستيطانية العنصرية خطّت شعارات عنصرية معادية للعرب باللغة العبرية وترجمتها إلى العربية "في يتسهار لن ننسى ولن نغفر"، وذلك في أعقاب الحديث عن أوامر لإخلاء هذه المستوطنة القائمة جنوب نابلس والتي يقوم أعضاؤها وأفرادها بارتكاب جرائم واعتداءات يومية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية من اقتلاع الأشجار والكروم وكذلك المزروعات والمحاصيل، إضافة الى تحطيم شواهد القبور واعتداءات أخرى".
ومن جهته قال مراد عماش رئيس مجلس قرية جسر الزرقاء: "من المحزن والمقلق أيضا أن يقوم أفراد عصابات بالوصول إلى هذه القرية الهادئة وحاراتها، وزعزعة أمنها واستقرارها وزرع الخوف في نفوس الأهالي، عبر تخريب السيارات وكتابة عبارات عنصرية، هذا إرهاب ضد الإنسانية ولا يمكن السكوت عليه، ويمكن القول إن هذا العنف مدعوم أيضا من قوات وجهات سياسية، ويجب التصدي له".
وتابع "لا يجب أن نسمح بأن يصبح الوضع خارج السيطرة، فهذا يعني انتظار الأسوأ على الجميع وليس فقط على سكان جسر الزرقاء، بل على سكان الجوار من قيساريا وأور عكيفا، ومعجان ميخائل".
من جهته قال النائب عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في القائمة المشتركة يوسف جبارين: "خلال أسبوعين فقط تنفذ هذه الهجمة المكثفة على بلداتنا العربية من عصابات تدفيع الثمن الإرهابية، قبل أسبوعين في قرية الجيش وقبل عدة أيام في كفر قاسم واليوم في جسر الزرقاء، ولا يمكن إلا أن نسجل هذا التخاذل والتواطؤ لأجهزة تنفيذ القانون للشرطة الإسرائيلية، فلا يعقل أن تستمر مثل هذه الأعمال الإرهابية ولم يسجل اعتقال أي مسؤول عنها، لو كانت موجهة للطرف اليهودي لكانت المسألة ساعات فقط من أجل القبض على كل من يتم عمليا الاشتباه بهم".
وأضاف جبارين: "أما عندما يكون المستهدف عربي فلسطيني فنرى أن المجرم اليهودي يبقى حرا طليقا ويواصل عملياته الإرهابية، هنا نحن على مقربة من بلدة قيساريا قد تكون هذه المنطقة الأكثر أمانا في الدولة، هنا يسكن بنيامين نتنياهو وعلى بعد مسافات فقط، هناك الفوضى واستباحة ممتلكات العرب، في غياب أي تنفيذ للقانون"، محملا مسؤولية ما يقع بشكل مباشر للشرطة وحكومة نتنياهو.