يتواصل الاحتقان في صفوف آلاف التونسيين، بسبب انقطاع الكهرباء ثاني أيام عيد الأضحى، وتسبب في إتلاف الأضاحي وفساد كميات من اللحوم، وحوّل فرحة العديد من التونسيين إلى نغصة. ولجأ سكان معتمديات ومحافظات قفصة والقصرين وسيدي بوزيد وصفاقس وحي التضامن، إلى الشوارع تعبيراً عن استيائهم الشديد.
وسجل حيّ الطيب المهيري بولاية القصرين انقطاعاً مستمراً في الكهرباء أدى إلى تعفن لحوم الأضاحي لدى آلاف العائلات، كما شهدت مساء أمس منطقة حيّ التضامن وسط تونس حالة توتر واحتقان من جراء ذلك، يضاعفها ارتفاع درجات الحرارة.
وقال مواطن من المكناسي بسيدي بوزيد، يدعى زهير خصخوصي لـ"العربي الجديد": "إن الكهرباء مقطوعة اليوم في المكناسي وتحديداً في حيّ حمد التليلي، والمعاناة كبيرة فأغلب لحوم الأضاحي تعفنت"، مشيراً إلى أنه اضطر إلى توزيع بعض الكميات التي ظلت سليمة على الأصدقاء في مناطق مجاورة كي لا يفرط باللحوم بعد تعب اقتناء الأضحية، والمصاريف التي تكبدها، وخصوصاً أنهم لا يعرفون متى تعود الكهرباء.
وأوضح خصخوصي أنّ الغضب لدى الأهالي كبير جداً، وخاصة أن أكبر مولدات توليد الكهرباء تمرّ عبر المكناسي، معتبراً "أن قدم الأجهزة يبدو أنه وراء الأعطال المستمرة التي تطاول شبكة الكهرباء" في منطقته.
وأضاف: "إن الخسائر طاولت أيضاً الأجهزة الإلكترونية والكهربائية كالثلاجات وشاشات التلفزيون التي أتلفت تماماً"، مشيراً إلى أن "الأخطر من ذلك أن لديه صديقاً تعاني ابنته المريضة من ضيق التنفس ولديها أجهزة تعمل بالكهرباء، وأي تأخير في عودة التيار يعني فقدان حياتها، لذلك على الدولة أن تتدخل سريعاً لحل الأزمة إذ لا يمكن استمرار الوضع على ما هو عليه".
ولفت إلى أن شباب حيّ الطيب المهيري بالقصرين حاولوا غلق الطريق، وتدخلت القوات الأمنية لفضّ الاحتجاجات، مشيراً إلى أنه بالإضافة لانقطاع الكهرباء، تعاني العديد من المناطق غياباً أو نقصاً في المياه.
وأفادت لطيفة من حيّ التضامن بالعاصمة تونس، "العربي الجديد" بأن انقطاع التيار الكهربائي تزامن مع أول أيام العيد، واستعدّوا للمناسبة بتخزين اللحوم في الثلاجات لحفظها من ارتفاع درجات الحرارة. وقالت: "الانقطاع المفاجئ للكهرباء طرح أمامنا عدة إشكاليات، أبرزها أن لحوم الأضاحي تعفنت، إضافة إلى أن المواطن تكبد العديد من الخسائر والنفقات ليقتني الأضحية لأطفاله"، معتبرة أن ما حصل في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة نغّص على الناس فرحتهم بالعيد.
وحمّلت لطيفة الشركة التونسية للكهرباء والغاز مسؤولية ما حصل لهم، والأضرار التي لحقتهم، مشيرة إلى أنّ عودة التيار الكهربائي في ساعة متأخرة من ليلة أمس لن يعوضهم ما خسروه.
وأكد المكلف بالعلاقات مع المواطن في الشركة التونسية للكهرباء والغاز، منير الغابري، في تصريح إعلامي، أن انقطاع التيار الكهربائي تزامناً مع عيد الأضحى لا يعدّ استثناءً، إذ حصل انقطاع للتيار قبل العيد، وإن التزويد بالكهرباء سيعود إلى كل المناطق تدريجياً.
وتزامن انقطاع الكهرباء مع انقطاع في الماء في العديد من المناطق، ما أثار الكثير من الاحتجاجات وغلق بعض الطرق، حتى إن بعضهم هدد بمقاضاة الشركتين المسؤولتين عن ذلك، وطالب بعضهم الآخر بإقالة عدد من المسؤولين.