وقام مجهولون بإلقاء قارورة مولوتف على المقبرة التاريخية التي تقع في البلدة القديمة من حيفا، إلى جانب مسجد الاستقلال، والتي سمح بالدفن فيها حتى بداية ستينيات القرن الماضي، ويعتبر مكانها استراتيجيا، حيث تقع وسط مكاتب الدوائر الحكومية في قلب المدينة، واستهدفت عدة مرات سابقا، وتمت سرقة شواهد الأضرحة وتدنيسها.
وقال عضو متولي وقف استقلال حيفا، الشيخ فؤاد أبو قمير: "بعد صلاة الفجر مباشرة هاتفني أحد الإخوة، وأخبرني أن هناك حريقا داخل المقبرة أحدثه شخص مجهول، فقمنا بإبلاغ هيئة متولي وقف الاستقلال، وأسرعنا إلى المقبرة لنعاين طبيعة الحادث، فوجدنا أن النيران تم إطفاؤها، ووجدت الشرطة خارج المقبرة، فسألتهم عما حدث، فقالوا اذهب إلى قسم التحقيقات بشرطة حيفا. هناك علمت أن شخصين كانا متواجدين بالقرب من المقبرة عند الحريق، واحتجزتهما الشرطة، وعلمنا لاحقا أنهما يهوديان".
وأضاف أبو قمير: "المتهم الذي ظهر في جلسة المحكمة يعاني من مشاكل نفسية، وقد جاء من القدس، وهو يعرف مكان المقبرة، وجهز قارورة مليئة بالنفط وألقاها داخل المقبرة ليحرقها. هذا الشخص قام قبل سنة بالاعتداء على الشرطة، وتم تقديم لائحة اتهام ضده".
وقال المحامي خالد دغش، عضو متولي وقف استقلال حيفا: "قررت محكمة الصلح في حيفا تمديد توقيف المتهم (35 سنة) حتى يوم الأربعاء، وهو من سكان القدس. المحكمة أخرجتنا جميعا من القاعة، وأعلنت أن الجلسة مغلقة، ولم نحصل على نسخة من قرار المحكمة، ونحن بصدد دراسة تقديم استئناف للمحكمة المركزية ضد قرار محكمة الصلح".
وأضاف دغش: "الاتهام الموجه لهذا الشخص هو إضرام حريق في مقبرة الاستقلال. المقبرة تشهد كل فترة اعتداءات متكررة، وتم في السابق تكسير شواهد كثيرة فيها، وتم تدنيسها بطرق وأشكال مختلفة".
وأوضح أنه "لحسن الحظ تم تدارك الحريق، وإخماده، ولكن هناك أضرار في المكان، ويسود الغضب الشديد أهالي وسكان حيفا جميعا، والمسلمين خاصة على انتهاك حرمة المقبرة. محامي المتهم يدعي أنه مختل عقليا، ونحن نستهجن هذا الادعاء".
وشدد دغش: "ليس لدينا معلومات، فهذه وظيفة الشرطة، لكن كيف يأتي شخص مختل من القدس إلى حيفا؟ وإن كان مختلا فعلا، فكيف يميز مقابر المسلمين من غيرها؟ هناك مقابر كثيرة في حيفا، لكن الاعتداءات تتم فقط على مقابر المسلمين، وعلى الشرطة الاستمرار بالتحقيق وأخذ خطوات جدية لعدم تكرار الاعتداءات".