وتسبب نشر مقطع فيديو على منصات التواصل لمعتصمين من خريجي كليات العلوم وهندسة النفط خلال محاولتهم إيقاف موكب وزير النفط العراقي ثامر الغضبان لإيصال مطالبهم، إذ بادر أفراد حماية الموكب بإطلاق النار في الهواء وفوق رؤوس المعتصمين وأغلبهم من الفتيات.
ووقعت الحادثة، أمس الخميس، وسط بغداد بالقرب من مبنى وزارة النفط العراقية، حيث يعتصم المئات من خريجي تخصصات النفط وعلوم الحياة والكيمياء أمام مبنى الوزارة مطالبين بما يسمونه حقهم في التوظيف، متهمين الوزارة بأنها خاضعة لسلطة الأحزاب التي تستأثر بحصصها من الوظائف مع كل سنة مالية جديدة في العراق.
وقال مسؤول عراقي بمكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قيادة عمليات بغداد، تقوم حاليا بالتحقق من الفيديو والواقعة، وفي حال صحتها ستحيل كل من أطلق النار إلى التحقيق والعقاب المشدد كونها مخالفة لتوجيهات سابقة تتعلق بمواكب المسؤولين"، مضيفا أن الوزير لا يتحمل مسؤولية مباشرة عن الحادث".
وقالت علا عباس، وهي إحدى المعتصمات أمام وزارة النفط ببغداد وكانت متواجدة خلال إطلاق النار من موكب حماية الوزير، إنها تحمل ماجستير في هندسة النفط إلا أنها لم تحصل على فرصة تعيين، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن المعتصمين كانوا وما زالوا سلميين.
وتساءلت "لماذا يتم تحقيرنا وإهانتنا بهذه الطريقة على الرغم من هدوئنا ومطالبتنا بحقوقنا بشكل حضاري؟"، مبينة أن وزارة النفط حالها حال بقية الوزارات تعتمد على المحسوبية والمنسوبية في التعيينات.
وأضافت "عند خروج الموظفين من الوزارة نسألهم عن تحصيلهم الدراسي فيجيب عدد غير قليل منهم بأنه حاصل على شهادة في اللغة العربية أو العلوم السياسية أو الشريعة الإسلامية أو الاجتماع".
وتابعت "لا أعلم بأي منطق يتم تعيين جميع هذه الاختصاصات في وزارة النفط وفي الوقت ذاته يتم استبعاد المهندسين"، مؤكدة أن سبب تواجد فتيات فقط أمام الموكب هو لأننا أردنا أن يخجل الوزير، ويتوقف عندما يشاهدنا فتيات ولو كان الموقف للشبان لفتحوا النار مباشرة ضدهم والحمد لله على كل حال".
Facebook Post |
إلى ذلك، قال عضو جمعية المهندسين العراقيين حيدر سامي، إنّ تعامل حماية وزير النفط مع المعتصمين كان غير حضاري، مبينا لـ"العربي الجديد" أن خريجي كليات الهندسة لهم الحق بالتعيين حالهم حال بقية الاختصاصات.
ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالاختصاصات المهمة مثل هندسة النفط والهندسة الكيمياوية، لا سيما وأن خريجيها لا يمتلكون فرصة إلا في المؤسسات الحكومية لأن الشركات النفطية غالبا ما تميل للاستعانة بمهندسين عرب وأجانب واستبعاد العراقيين.
يشار إلى أن حالات الاعتداء على الخريجين المطالبين بالتعيينات تكررت في العراق خلال الآونة الأخيرة.
ونهاية الشهر الماضي تعرض العشرات من المعتصمين أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بغداد لحادثة دهس تسببت في حدوث إصابات في صفوف حملة الشهادات العليا المطالبين بالتوظيف. وقال مسؤول تنسيقيات اعتصامات حملة الشهادات العليا، حيدر خشان، إن وزارة التعليم العالي منزعجة من مطالبنا، موضحا أن الاجتماعات مع مسؤولي الوزارة لم تأت بنتيجة.