منعت السلطات الإسرائيلية دخول كتب من دور نشر لبنانية للمشاركة في معرض "فتوش" الثالث للكتاب في مدينة حيفا، مستندة إلى قانون سن عام 1939 خلال فترة الانتداب البريطاني، ويعتبر لبنان دولة عدوة، وممنوع دخول أو استيراد إصداراتها أو منتوجاتها.
وانطلق معرض "فتوش" للكتاب اليوم الجمعة، ويستمر لمدة أسبوع بمشاركة 25 دار نشر عربية من تونس ومصر وفلسطين والعراق والسعودية والمغرب وغيرها.
وقالت المديرة الفنية بالمعرض، أسماء عزايزة: "منعت 80 في المائة تقريبا من الكتب القادمة من لبنان من الوصول. الكتب مرت من معبر الملك حسين، ومنعت من قبل السلطات الإسرائيلية، ورجعت إلى بيروت. رغم المنع أطلقنا المعرض بكتب متنوعة، وبينها إصدرات جديدة، وبعضها من إصدار دور النشر التي منعت كتبها من المرور".
وأوضحت أن "المعرض مستمر بنفس القوة والتنوع، وأضيفت إليه صبغة احتجاجية تتمثل في إطلاق حملة (رجعوا لنا الكتب)، وهدفها أن ترفع الوعي لدى الناس ضد القانون الإسرائيلي الذي يمنع التجارة مع دول تعرفها إسرائيل كعدو مثل لبنان. نحن ضد هذا القانون، ونريد أن تدخل الكتب بحرية بدلا من التهريب، فالكتب اللبنانية موجودة في المكتبات الفلسطينية".
وقالت نائبة مديرة مركز عدالة، سوسن زهر، عن الجانب القانوني: "إسرائيل تمنع إدخال أي منتج في الدول المعرفة حسب القانون كعدو، ومنها سورية ولبنان والعراق وإيران وليبيا، ودول أخرى عددها الإجمالي 12 دولة، وأي منتج لهذه الدول ممنوع أن يدخل، وهذا يسري على الكتب أيضا".
وتطرق الكاتب والناقد أنطوان شلحت إلى الحرب على الثقافة العربية الفلسطينية من السلطات الإسرائيلية قائلا: "الهدف هو القضاء على استثناءات حدثت فيما يرتبط بالموقف من الثقافة العربيّة، من هذه الاستثناءات ملف مسرح الميدان بحيفا".
ويتكشف باستمرار المزيد من وثائق الأرشيف الإسرائيلي التي تؤكد أن ديفيد بن غوريون، وهو القائد الأقوى نفوذاً في الحركة الصهيونية منذ أربعينيات القرن العشرين، وأول رئيس للحكومة الإسرائيلية في 1948، عمل بصورة ممنهجة على محو كل ما كان قائماً في فلسطين من شواهد عربية، ومحو الماضي الإسلامي الفلسطيني.
وأوضح شلحت: "بعد نكبة 1948 ظل الفلسطيني المقيم داخل حدود الدولة اليهودية في الأغلب ريفياً، في الوقت نفسه أخضع المجتمع الفلسطيني لحصار سياسي واجتماعي وثقافي من الحركة الصهيونية، وكانت لهذين الأمرين تبعات ثقافية كثيرة. حملت حرب يونيو/حزيران 1967 مدلولات جدلية متناقضة، فمن جهة، هناك احتلال إسرائيلي أخضع قطاعات كبيرة من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن جهة أخرى أعيد التحام هذه القطاعات مع الفلسطينيين داخل الدولة اليهودية".