يشكو الأهالي بسبب إدمان أبنائهم على الإنترنت، ما يؤدي إلى تصادم بين الجيلين، إلى أن تعرف الأهل إلى حملة "كن معي" التي ساعدتهم كثيراً
في ظلّ ملاحظة بعض المتخصّصين التربويين الفلسطينيين في قطاع غزة انتشار إدمان الأطفال على استخدام الهواتف والأجهزة الذكية، وانعكاسها بشكل سلبي على سلوكيّاتهم، أسّست مجموعة من التربويين والأكاديميين في غزة حملة "كن معي" لمعالجة المشكلة ومساعدة الأهل على متابعة أبنائهم.
كان الطفل بهاء (تسعة أعوام) يقضي معظم عطلة الصيف على هاتفه المحمول الذي أهداه إياه والده بعد تفوقه في الصف الثالث ابتدائي هذا العام، ما أدى إلى تغيّر في سلوكه انعكس على أشقائه. بدأ يخبرهم كيف يدمّر المدفعيّات وأنواع الأسلحة، وأصبح يغضب بسرعة من أشقائه، ولاحظ والده سمير قشطة مدى تغيره قبل أن يتعرّف إلى الحملة. شعر الوالد بتغيّر في سلوك ابنه في المنزل، وعمد إلى حرمانه الجهاز مدة أربعة أيام، لكن بهاء قابله برفض الإصغاء إليه ولأوامره.
خلال تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي بالصدفة، وجد سمير صفحة الحملة، وقرأ بعض نصائحها، وتحدث مع المتخصّصين. يقول: "واجهت مشكلة مع طفلي بسبب الهاتف الذكي، فقد صار يشاهد عبر يوتيوب أفلاماً فيها الكثير من العنف والدمار. لم أعلم بداية بحجم المشكلة، لكن مع تغير سلوكه أدركت مدى خطورة الأمر، وبدأت أتعرف إلى أساليب تربوية، منها تنظيم وقت الاستخدام والمتابعة".
أما أيمن أبو الروس، فاستفاد من خلال تواصله مع الصفحة عبر "فيسبوك" لتنظيم وقت استخدام الجهاز الذكي لطفلتيه دينا (8 أعوام) وآية (7 أعوام)، هو الذي كان قد واجه مشاكل تتعلق بإدمانهما على الهاتف الذكي، ما خلق مشاكل بينهما أيضاً.
اقــرأ أيضاً
بدأ الأكاديمي الفلسطيني المتخصص في التعليم العالي في كلية العلوم والتكنولوجيا محمد غزال ومجموعة من المتخصصين التربويين والأكاديميين الآخرين، التفكير في إطلاق الحملة بعد دراسة أبعادها العلمية والشرعية والتربوية، وبدأ في جمع الآراء لإطلاق تطبيق ومنظومة تحت إشراف منظمة "أمان" التي يعمل فيها استشارياً. وتشرف "أمان" على الحملة وتديرها، وقد انطلقت قبل عام ونصف العام لمساعدة الآباء والأمهات على التعامل مع الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية من قبل أبنائهم، والانعكاسات السلبية للأمر، وتقدّم حلولاً تقنية في ظل عدم وجود وعي داخل المجتمع الفلسطيني، وهكذا بدأت حملة "كن معي". انطلقت الحملة في منتصف أغسطس/ آب الماضي، ثمّ نُظّمت جلسة عبر منصات التواصل الاجتماعي داخل قطاع غزة، بمشاركة واسعة من تربويّين وصنّاع قرار وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من دول مختلفة، منها مصر والسودان والعراق والمغرب والجزائر، واعتُمد وسم #كن_معي.
تضمنت الحملة منشورات ومقاطع فيديو مسجلة من قبل متطوعين وتربويين عرب، من شأنها تقديم نصائح حول مدى تأثير استخدام الأجهزة الذكية على سلوك الأطفال. في هذا السياق، يقول غزال لـ "العربي الجديد": "قبل إطلاق الحملة، توسّعنا في دراسة الموضوع وحصلنا على ملاحظات علمية وتربوية حتى نتمكن من إطلاق تطبيق ومنظومة بشكل شامل يتجاوز فلسطين. ووجدنا استجابة كبيرة جداً مع الحملة، وإن كانت بعض العائلات فرحة باستخدام أبنائها التكنولوجيا في سن صغيرة". يضيف: "نسبة الآباء الذين يتابعون أبناءهم بشكل صحيح قليلة. لذلك، قمنا بإضافة الجانب التربوي للمنظومة والتطبيق الذكي، وهناك أطراف يجب أن تشارك في متابعة سلوك الطفل من المدرسة عبر المرشد التربوي والأب".
اقــرأ أيضاً
توسّعت الحملة كما يشير غزال لتشمل دولاً عربية، من خلال التواصل مع عدد من المتخصصين التربويين في إحدى دول المغرب العربي والسودان ودول الخليج. قريباً، سيتم إطلاق التطبيق ليشمل دولاً عربية أكثر. ويشير إلى أن التطبيق هو للمتابعة الأبوية، بعد تحميله على جهازي الأب والابن، والمواءمة بين الجهازين، حتى يستطيع الأب تتبع سلوك ابنه وعدد الساعات التي يمضيها، وأكثر التطبيقات المستخدمة، ومن يتواصل معه في كلّ الأوقات. وبعد الساعات المحددة، يغلق الهاتف أو الجهاز الذكي تلقائياً.
تواصل المئات من الآباء مع الحملة عبر الهواتف وآخرون عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كما تشير المرشدة التربوية في الحملة رضا الغولة. واستطاعوا تطبيق بعض إرشادات الحملة من خلال تحديد الوقت. وتقول الغولة لـ"العربي الجديد": "عند اتباع إرشادات الآباء للأبناء، يصبح الابن مقدراً لقيمة الوقت، وهذه أهم ميزة. وقد لاحظنا الأمر لدى عدد من الآباء. يدرك الابن أن الأب يساعده لإدارة وقته بما يفيد". وتتحدث عن مخاطر استخدام الأطفال بعض الألعاب مثل لعبة الببجي وألعاب قتالية عنيفة أخرى، كونها خطيرة وتؤثر بشكل سلبي على سلوك الطفل وتجعله أكثر عنفاً ضد الآخرين. تضيف: "لاحظنا من خلال من نستهدفهم في الحملة بعد استخدام التطبيق، أن أبناءهم صاروا يطلبون استخدام الهاتف لمدة ساعة إضافية أو غيرها، لكن قبل ذلك كانوا يمضون 8 ساعات من دون تقدير قيمتها".
كان الطفل بهاء (تسعة أعوام) يقضي معظم عطلة الصيف على هاتفه المحمول الذي أهداه إياه والده بعد تفوقه في الصف الثالث ابتدائي هذا العام، ما أدى إلى تغيّر في سلوكه انعكس على أشقائه. بدأ يخبرهم كيف يدمّر المدفعيّات وأنواع الأسلحة، وأصبح يغضب بسرعة من أشقائه، ولاحظ والده سمير قشطة مدى تغيره قبل أن يتعرّف إلى الحملة. شعر الوالد بتغيّر في سلوك ابنه في المنزل، وعمد إلى حرمانه الجهاز مدة أربعة أيام، لكن بهاء قابله برفض الإصغاء إليه ولأوامره.
خلال تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي بالصدفة، وجد سمير صفحة الحملة، وقرأ بعض نصائحها، وتحدث مع المتخصّصين. يقول: "واجهت مشكلة مع طفلي بسبب الهاتف الذكي، فقد صار يشاهد عبر يوتيوب أفلاماً فيها الكثير من العنف والدمار. لم أعلم بداية بحجم المشكلة، لكن مع تغير سلوكه أدركت مدى خطورة الأمر، وبدأت أتعرف إلى أساليب تربوية، منها تنظيم وقت الاستخدام والمتابعة".
أما أيمن أبو الروس، فاستفاد من خلال تواصله مع الصفحة عبر "فيسبوك" لتنظيم وقت استخدام الجهاز الذكي لطفلتيه دينا (8 أعوام) وآية (7 أعوام)، هو الذي كان قد واجه مشاكل تتعلق بإدمانهما على الهاتف الذكي، ما خلق مشاكل بينهما أيضاً.
بدأ الأكاديمي الفلسطيني المتخصص في التعليم العالي في كلية العلوم والتكنولوجيا محمد غزال ومجموعة من المتخصصين التربويين والأكاديميين الآخرين، التفكير في إطلاق الحملة بعد دراسة أبعادها العلمية والشرعية والتربوية، وبدأ في جمع الآراء لإطلاق تطبيق ومنظومة تحت إشراف منظمة "أمان" التي يعمل فيها استشارياً. وتشرف "أمان" على الحملة وتديرها، وقد انطلقت قبل عام ونصف العام لمساعدة الآباء والأمهات على التعامل مع الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية من قبل أبنائهم، والانعكاسات السلبية للأمر، وتقدّم حلولاً تقنية في ظل عدم وجود وعي داخل المجتمع الفلسطيني، وهكذا بدأت حملة "كن معي". انطلقت الحملة في منتصف أغسطس/ آب الماضي، ثمّ نُظّمت جلسة عبر منصات التواصل الاجتماعي داخل قطاع غزة، بمشاركة واسعة من تربويّين وصنّاع قرار وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من دول مختلفة، منها مصر والسودان والعراق والمغرب والجزائر، واعتُمد وسم #كن_معي.
تضمنت الحملة منشورات ومقاطع فيديو مسجلة من قبل متطوعين وتربويين عرب، من شأنها تقديم نصائح حول مدى تأثير استخدام الأجهزة الذكية على سلوك الأطفال. في هذا السياق، يقول غزال لـ "العربي الجديد": "قبل إطلاق الحملة، توسّعنا في دراسة الموضوع وحصلنا على ملاحظات علمية وتربوية حتى نتمكن من إطلاق تطبيق ومنظومة بشكل شامل يتجاوز فلسطين. ووجدنا استجابة كبيرة جداً مع الحملة، وإن كانت بعض العائلات فرحة باستخدام أبنائها التكنولوجيا في سن صغيرة". يضيف: "نسبة الآباء الذين يتابعون أبناءهم بشكل صحيح قليلة. لذلك، قمنا بإضافة الجانب التربوي للمنظومة والتطبيق الذكي، وهناك أطراف يجب أن تشارك في متابعة سلوك الطفل من المدرسة عبر المرشد التربوي والأب".
توسّعت الحملة كما يشير غزال لتشمل دولاً عربية، من خلال التواصل مع عدد من المتخصصين التربويين في إحدى دول المغرب العربي والسودان ودول الخليج. قريباً، سيتم إطلاق التطبيق ليشمل دولاً عربية أكثر. ويشير إلى أن التطبيق هو للمتابعة الأبوية، بعد تحميله على جهازي الأب والابن، والمواءمة بين الجهازين، حتى يستطيع الأب تتبع سلوك ابنه وعدد الساعات التي يمضيها، وأكثر التطبيقات المستخدمة، ومن يتواصل معه في كلّ الأوقات. وبعد الساعات المحددة، يغلق الهاتف أو الجهاز الذكي تلقائياً.
تواصل المئات من الآباء مع الحملة عبر الهواتف وآخرون عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كما تشير المرشدة التربوية في الحملة رضا الغولة. واستطاعوا تطبيق بعض إرشادات الحملة من خلال تحديد الوقت. وتقول الغولة لـ"العربي الجديد": "عند اتباع إرشادات الآباء للأبناء، يصبح الابن مقدراً لقيمة الوقت، وهذه أهم ميزة. وقد لاحظنا الأمر لدى عدد من الآباء. يدرك الابن أن الأب يساعده لإدارة وقته بما يفيد". وتتحدث عن مخاطر استخدام الأطفال بعض الألعاب مثل لعبة الببجي وألعاب قتالية عنيفة أخرى، كونها خطيرة وتؤثر بشكل سلبي على سلوك الطفل وتجعله أكثر عنفاً ضد الآخرين. تضيف: "لاحظنا من خلال من نستهدفهم في الحملة بعد استخدام التطبيق، أن أبناءهم صاروا يطلبون استخدام الهاتف لمدة ساعة إضافية أو غيرها، لكن قبل ذلك كانوا يمضون 8 ساعات من دون تقدير قيمتها".