أعلنت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية عن توقف العمل مؤقتاً في قسم الطوارئ في مستشفى المقاصد التابع لها، كما بادر عددٌ من أساتذة مدارسها في محافظتي الشمال والبقاع إلى الاعتصام اليوم الثلاثاء، بعد أن قطعوا الطريق في منطقة مار إلياس، احتجاجاً على عدم تقاضي رواتبهم عن شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وحمل المشاركون في الاعتصام لافتاتٍ كُتب عليها: "لا لتسكير مدارسنا"، و"قطع الأرزاق من قطع الأعناق"، و"يا أميناً على المقاصد. ضيّعت الأمانة". وأعلنت نقابة المعلمين في بيانٍ "دعمها وتضامنها" مع معلّمي مدارس المقاصد.
وتشكل الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية في لبنان تهديداً جديداً لنشاط الجمعية التي تأسست في عام 1875، والتي شهدت خلال السنوات الماضية تهديداً بإقفال عدد من مؤسّساتها التربوية، وخصوصاً مدرسة خديجة الكبرى، وكلية الدراسات الإسلامية، ومكتبتها التي تُعدّ أهمّ مكتبة إسلامية في لبنان.
وأوضحت مستشار الأمين العام لمدارس الجمعية، غنى البدوي، أنّ "المدارس في القرى مجانية، وتعتمد على مساهمات الحكومة، لكنّنا لم نحصل على هذه المساهمات منذ أربعة أعوام، وبات لنا في ذمّة الحكومة ما قيمته 20 ملياراً و700 مليون ليرة لبنانية (نحو 13.7 مليون دولار أميركي)، ما تسبّب في عدم قدرتنا على تسديد رواتب الأساتذة كما حال العديد من المدارس والمؤسّسات في لبنان".
ولفتت البدوي، في اتصال مع "العربي الجديد"، إلى أنّ "وضع مدارس المقاصد في بيروت أفضل، كون العاصمة تضمّ مدارس مجانية وأخرى غير مجانية، ما يمكّننا من دفع الرواتب المتدنية بشكلٍ كاملٍ، في حين ندفع جزءاً من الرواتب الأعلى"، مشيرةً إلى "احتمال دفع رواتب أساتذة خمس مدارس في القرى، في حال تمّ تحصيل الأقساط الدراسية المستحقة من الأهالي".
وقال أحد الأساتذة، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مدارس المقاصد تعاني مثل غيرها من أزمة مالية تنعكس على رواتبنا، وبالتالي على ظروفنا المعيشية، وعلى عائلاتنا، والوضع لم يعد يُحتمل".
ويشكو العاملون في معظم المدارس اللبنانية الخاصة منذ أشهرٍ من تعثّرٍ دفع الرواتب، أو دفع أجزاء منها فقط، في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد، وعجز غالبية الأهالي عن تسديد أقساط أبنائهم، في حين لوّح عددٌ من المدارس بالإقفال إذا ما استمرّ الوضع الحالي.
وأعلنت جمعية المقاصد في بيان سابق أنّها "مضطرة تحت ظروف استثنائية ضاغطة إلى توقيف العمل في قسم الطوارئ بمستشفى المقاصد، واستقبال الحالات الصحية الحرجة فقط، لأسباب في مقدمتها ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية، وصعوبة الحصول عليها إلا بكميات محدودة، إضافة إلى عدم تسديد وزارة المالية للمستحقات الواجبة عليها لمستشفى ومدارس الجمعية، وتوقف معظم المساعدات الخارجية التي كانت تحصل عليها لمواصلة تقديم خدماتها".