يبدو الحاج محسن سلامة، وهو من طولكرم شمال الضفة الغربية، مرتاحاً وسعيداً، بعدما لم يعد مضطراً إلى غسيل الكلى مساءً وتحويل الجلسة إلى الفترة الصباحية، بعدما أمنت حملة تبرعات شعبية في طولكرم خمسة أجهزة غسيل للكلى، ما أتاح له الانتقال إلى الفترة الصباحية. يقول إن العلاج في الفترة المسائية كان مرهقاً له ولغيره من المرضى بشكل كبير.
وبسبب الاكتظاظ، كان دور الحاج سلامة يبدأ الساعة التاسعة ليلاً، ويستمر حتى منتصف الليل، فلا يصل إلى بيته إلا بعد الواحدة ليلاً. يقول لـ "العربي الجديد": "طلبت منهم كثيراً تحويلي إلى الفترة الصباحية، خصوصاً أنني أسكن في أطراف طولكرم. لكن الأمر كان صعباً نظراً إلى العدد الكبير من المرضى في مقابل عدد أقل من الأجهزة. وكان الأطباء يحاولون ترتيب جدول الغسيل للمرضى في أوقات مختلفة على مدار اليوم تقريباً".
وتمكّن ناشطون فلسطينيون من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية من جمع أكثر من نصف مليون شيكل (نحو 150 ألف دولار) خلال فترة قياسية، ذهب نصفها لشراء خمسة أجهزة غسيل كلى، والنصف الآخر لشراء سيارة إسعاف لمستشفى "الشهيد ثابت ثابت" الحكومي الذي يقدم خدماته لنحو 200 ألف فلسطيني في محافظة طولكرم، لكنه يعاني من نقص في المعدات والمستلزمات الطبية.
واستطاع ثلاثة شبان عملوا بشكل فردي وطوعي، بمساندة ناشطين وصحافيين، تحريك الشارع في طولكرم، وحثّه على مد يد العون للمستشفى الوحيد في محافظة طولكرم، بعدما وصلت إليهم، وعبر صفحاتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، العديد من النداءات والمناشدات من المرضى وذويهم لإثارة قضية نقص المعدات واللوازم الطبية الضرورية، في ظل عجز وزارة الصحة الفلسطينية عن توفيرها نظراً للأزمة المالية التي تمر بها الحكومة الفلسطينية.
اقــرأ أيضاً
ويقول الصحافي والناشط الاجتماعي سامي الساعي، وهو من طولكرم، لـ "العربي الجديد": "أطلقت مع الصديقين حسام عارف منسق حملة قوافل الخير، والناشط في الحملة الشعبية لجمع التبرعات علي الراغب ومنسق الحملة على فيسبوك، حملة لجمع ثمن جهاز غسيل للكلى، لكن المفاجأة أننا جمعنا خلال أيام قليلة نحو ربع مليون شيكل، أي ثمن خمسة أجهزة غسيل كلى للمستشفى الحكومي، الذي يعاني من نقص حاد في الأجهزة الطبية والاحتياجات الضرورية".
ويقول الراغب لـ "العربي الجديد": "الحملة شهدت مواقف مؤثرة تعكس الخير الذي ما زال موجوداً في نفوس الكثير من المواطنين، سواء كانوا أغنياء أو متوسطي الحال". ويؤكد أن "قوافل الخير التي انطلقت بشكل فعلي منذ خمس سنوات، لن تتوقف عن مواصلة عملها في تأمين كفلاء لليتامى وتأمين طرود غذائية ومبالغ مادية وأدوية وكل ما يحتاجه الفقراء من ملابس وأغطية وغير ذلك".
سيارة إسعاف
ولأن الحملة لاقت صدى كبيراً، ونتيجة قلة عدد سيارات الإسعاف في مستشفى طولكرم الحكومي، لتلبية خدمات أهالي المحافظة بشكل عام، بادرت المجموعة الشبابية إلى إطلاق حملة جديدة لشراء سيارة إسعاف، وجمع ما قيمته 260 ألف شيكل (نحو 94 ألفاً و990 دولاراً) ثمناً للسيارة. في هذا الإطار، يقول حسام عارف: "يضطر المواطنون إلى نقل مرضاهم إلى مستشفيات نابلس وجنين على نفقتهم الخاصة وفي سيارات إسعاف خاصة. لذلك، كان لا بد من وضع حد لهذه المعاناة من خلال توفير سيارة إسعاف حديثة".
يضيف عارف: "الإعلان عن جمع التبرعات لصالح شراء سيارة إسعاف دفع المؤسسات الكبيرة في طولكرم إلى التبرع لصالحها، فقدمت بلدية طولكرم 50 ألف شيكل (نحو 14 ألفاً و422 دولاراً)، والغرفة التجارية 30 ألف شيكل (نحو ثمانية آلاف و600 دولار). بعدها، استكملنا ثمن السيارة البالغ 315 ألف شيكل (نحو 90 ألفاً و860 دولاراً) من خلال تبرعات ساهم فيها محسنون من مدن أخرى مثل نابلس والخليل وسلفيت وقلقيلية وغيرها".
وفي ما يتعلق بدور وزارة الصحة الفلسطينية، يؤكد عارف وجود "تقصير واضح" من قبل الوزارة بحق مستشفى ثابت الذي يعاني نقصاً حاداً في عدة جوانب، مشدداً على أن وزارة الصحة "لم تمد يد المساعدة ولم يكن لها أي دور في هذه الحملة، واكتفت بتقديم الشكر".
يتابع: "الهبة الجماهيرية في طولكرم يجب أن تحرج الحكومة وصناع القرار للوقوف عند مسؤولياتهم وتوفير احتياجات المرضى كافة في المستشفيات الحكومية، خصوصاً في طولكرم".
إلى ذلك، يشيد مدير مديرية وزارة الصحة في طولكرم عبد الفتاح الدرك، في حديث لـ "العربي الجديد"، بالحملة والمجتمع المحلي ودعمه للقطاع الصحي الحكومي لتوفير بعض المستلزمات الضرورية، وأسفرت الحملة عن نتائج إيجابية.
وحول عدم قدرة وزارة الصحة الفلسطينية على توفير تلك الأجهزة والمعدات، يوضح الدرك أن وزارة الصحة تمر بظروف مالية معروفة للجميع، "ونحن لسنا جهة ربحية بل مؤسسة خدماتية. وعندما يساند المجتمع المحلي الوزارة فالفائدة تعود عليه".
وكان مدير المستشفى الحكومي في طولكرم ربيع نور، قد أكد في تصريحات صحافية أن بعض أقسامها تحتاج إلى توسعة وتوفير أجهزة ومعدات طبية، على غرار أقسام الطوارئ وغسيل الكلى والعلاج الطبيعي، إضافة إلى عدم وفرة سيارات الإسعاف لتلبية الخدمات. ويوجد في محافظة طولكرم، التي يبلغ عدد سكانها، بحسب أحدث إحصائية لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، 189 ألف نسمة، نحو 31 مركزاً صحياً تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، من بينها مستشفى واحد فقط.
وتتنوع خدمات تلك المراكز، ويعد أكبرها مستشفى طولكرم الحكومي، إضافة إلى العديد من العيادات الصحية التي تقدم خدمات علاجية أولية، ومراكز الطفولة ورعاية الحوامل والأمومة التي تتركز في القرى الريفية، ويوجد مستشفى آخر فقط هو مستشفى تابع للجنة الزكاة الفلسطينية.
وبسبب الاكتظاظ، كان دور الحاج سلامة يبدأ الساعة التاسعة ليلاً، ويستمر حتى منتصف الليل، فلا يصل إلى بيته إلا بعد الواحدة ليلاً. يقول لـ "العربي الجديد": "طلبت منهم كثيراً تحويلي إلى الفترة الصباحية، خصوصاً أنني أسكن في أطراف طولكرم. لكن الأمر كان صعباً نظراً إلى العدد الكبير من المرضى في مقابل عدد أقل من الأجهزة. وكان الأطباء يحاولون ترتيب جدول الغسيل للمرضى في أوقات مختلفة على مدار اليوم تقريباً".
وتمكّن ناشطون فلسطينيون من مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية من جمع أكثر من نصف مليون شيكل (نحو 150 ألف دولار) خلال فترة قياسية، ذهب نصفها لشراء خمسة أجهزة غسيل كلى، والنصف الآخر لشراء سيارة إسعاف لمستشفى "الشهيد ثابت ثابت" الحكومي الذي يقدم خدماته لنحو 200 ألف فلسطيني في محافظة طولكرم، لكنه يعاني من نقص في المعدات والمستلزمات الطبية.
واستطاع ثلاثة شبان عملوا بشكل فردي وطوعي، بمساندة ناشطين وصحافيين، تحريك الشارع في طولكرم، وحثّه على مد يد العون للمستشفى الوحيد في محافظة طولكرم، بعدما وصلت إليهم، وعبر صفحاتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي، العديد من النداءات والمناشدات من المرضى وذويهم لإثارة قضية نقص المعدات واللوازم الطبية الضرورية، في ظل عجز وزارة الصحة الفلسطينية عن توفيرها نظراً للأزمة المالية التي تمر بها الحكومة الفلسطينية.
ويقول الصحافي والناشط الاجتماعي سامي الساعي، وهو من طولكرم، لـ "العربي الجديد": "أطلقت مع الصديقين حسام عارف منسق حملة قوافل الخير، والناشط في الحملة الشعبية لجمع التبرعات علي الراغب ومنسق الحملة على فيسبوك، حملة لجمع ثمن جهاز غسيل للكلى، لكن المفاجأة أننا جمعنا خلال أيام قليلة نحو ربع مليون شيكل، أي ثمن خمسة أجهزة غسيل كلى للمستشفى الحكومي، الذي يعاني من نقص حاد في الأجهزة الطبية والاحتياجات الضرورية".
ويقول الراغب لـ "العربي الجديد": "الحملة شهدت مواقف مؤثرة تعكس الخير الذي ما زال موجوداً في نفوس الكثير من المواطنين، سواء كانوا أغنياء أو متوسطي الحال". ويؤكد أن "قوافل الخير التي انطلقت بشكل فعلي منذ خمس سنوات، لن تتوقف عن مواصلة عملها في تأمين كفلاء لليتامى وتأمين طرود غذائية ومبالغ مادية وأدوية وكل ما يحتاجه الفقراء من ملابس وأغطية وغير ذلك".
سيارة إسعاف
ولأن الحملة لاقت صدى كبيراً، ونتيجة قلة عدد سيارات الإسعاف في مستشفى طولكرم الحكومي، لتلبية خدمات أهالي المحافظة بشكل عام، بادرت المجموعة الشبابية إلى إطلاق حملة جديدة لشراء سيارة إسعاف، وجمع ما قيمته 260 ألف شيكل (نحو 94 ألفاً و990 دولاراً) ثمناً للسيارة. في هذا الإطار، يقول حسام عارف: "يضطر المواطنون إلى نقل مرضاهم إلى مستشفيات نابلس وجنين على نفقتهم الخاصة وفي سيارات إسعاف خاصة. لذلك، كان لا بد من وضع حد لهذه المعاناة من خلال توفير سيارة إسعاف حديثة".
يضيف عارف: "الإعلان عن جمع التبرعات لصالح شراء سيارة إسعاف دفع المؤسسات الكبيرة في طولكرم إلى التبرع لصالحها، فقدمت بلدية طولكرم 50 ألف شيكل (نحو 14 ألفاً و422 دولاراً)، والغرفة التجارية 30 ألف شيكل (نحو ثمانية آلاف و600 دولار). بعدها، استكملنا ثمن السيارة البالغ 315 ألف شيكل (نحو 90 ألفاً و860 دولاراً) من خلال تبرعات ساهم فيها محسنون من مدن أخرى مثل نابلس والخليل وسلفيت وقلقيلية وغيرها".
وفي ما يتعلق بدور وزارة الصحة الفلسطينية، يؤكد عارف وجود "تقصير واضح" من قبل الوزارة بحق مستشفى ثابت الذي يعاني نقصاً حاداً في عدة جوانب، مشدداً على أن وزارة الصحة "لم تمد يد المساعدة ولم يكن لها أي دور في هذه الحملة، واكتفت بتقديم الشكر".
يتابع: "الهبة الجماهيرية في طولكرم يجب أن تحرج الحكومة وصناع القرار للوقوف عند مسؤولياتهم وتوفير احتياجات المرضى كافة في المستشفيات الحكومية، خصوصاً في طولكرم".
إلى ذلك، يشيد مدير مديرية وزارة الصحة في طولكرم عبد الفتاح الدرك، في حديث لـ "العربي الجديد"، بالحملة والمجتمع المحلي ودعمه للقطاع الصحي الحكومي لتوفير بعض المستلزمات الضرورية، وأسفرت الحملة عن نتائج إيجابية.
وحول عدم قدرة وزارة الصحة الفلسطينية على توفير تلك الأجهزة والمعدات، يوضح الدرك أن وزارة الصحة تمر بظروف مالية معروفة للجميع، "ونحن لسنا جهة ربحية بل مؤسسة خدماتية. وعندما يساند المجتمع المحلي الوزارة فالفائدة تعود عليه".
وكان مدير المستشفى الحكومي في طولكرم ربيع نور، قد أكد في تصريحات صحافية أن بعض أقسامها تحتاج إلى توسعة وتوفير أجهزة ومعدات طبية، على غرار أقسام الطوارئ وغسيل الكلى والعلاج الطبيعي، إضافة إلى عدم وفرة سيارات الإسعاف لتلبية الخدمات. ويوجد في محافظة طولكرم، التي يبلغ عدد سكانها، بحسب أحدث إحصائية لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، 189 ألف نسمة، نحو 31 مركزاً صحياً تابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، من بينها مستشفى واحد فقط.
وتتنوع خدمات تلك المراكز، ويعد أكبرها مستشفى طولكرم الحكومي، إضافة إلى العديد من العيادات الصحية التي تقدم خدمات علاجية أولية، ومراكز الطفولة ورعاية الحوامل والأمومة التي تتركز في القرى الريفية، ويوجد مستشفى آخر فقط هو مستشفى تابع للجنة الزكاة الفلسطينية.