وتوفي الثلاثاء، مدير المستشفى الرئيسي في مدينة ووهان الصينية مركز انتشار الفيروس، ليو تشي مينغ، وقال التلفزيون الرسمي الصيني إن مدير مستشفى ووهان ووتشانغ، توفي في الساعة العاشرة والنصف صباحا، ليصبح سابع حالة وفاة بين العاملين في قطاع الصحة.
وسعت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، إلى الطمأنة، مؤكدة أنه خارج مقاطعة هوباي في وسط الصين، لم يصب فيروس "كوفيد-19" سوى "نسبة صغيرة جداً من السكان، ويبلغ معدل وفياته حتى الساعة نحو 2 في المائة".
وخارج الصين، يسجل أكبر عدد إصابات داخل سفينة "دايموند برينسس" السياحية، الموضوعة قيد حجر صحي منذ مطلع فبراير/شباط في خليج يوكوهاما قرب طوكيو. وتلقى ركابها، البالغ عددهم أكثر من 3700 شخص، أوامر بالبقاء في حجراتهم لأسبوعين. لكن تلك التدابير لم تمنع الفيروس من التفشي، فقد أصاب 454 شخصاً على متنها.
وبدأت دول عدة بإجلاء مواطنيها من على متن السفينة. وأجلي أكثر من 300 أميركي جواً إلى الولايات المتحدة، حيث عليهم أن يقضوا 14 يوماً في الحجر، وهي المدة القصوى لحمل الفيروس. ووضع 13 أميركياً، يعتبر أنهم يشكلون "خطراً كبيراً"، في العزل بمستشفى في ولاية نبراسكا الأميركية بعد إجلائهم من السفينة.
إلى ذلك، حثت تايوان منظمة الصحة العالمية، اليوم، على عدم الانصياع للصين مع فرض مزيد من الدول قيودا على سفر مواطنيها إلى تايوان، بسبب اعتبار المنظمة أن حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد على الجزيرة من ضمن حالات الصين.
وأعلنت تايوان أن لديها 22 حالة إصابة مؤكدة فقط في مقابل وجود أكثر من 72400 حالة في البر الصيني الرئيسي، لكن الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي تقع تحت تصنيف منظمة الصحة العالمية للصين، وهي "منطقة شديدة الخطر"، لأن المنظمة تعتبر تايوان جزءا من الصين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التايوانية جوان أو، في مؤتمر صحافي: "تايوان لا تحكمها الصين، وبالتأكيد لا يجب أن يتم تصنيفها على أنها منطقة موبوءة". وتابعت قائلة "نحث منظمة الصحة العالمية على أن تكون احترافية ومحايدة. لا تسمحوا للصين باختطافكم".
في المقابل، قال وزير الصحة الفرنسي الجديد أوليفيه فيران، اليوم الثلاثاء، إن هناك "خطرا كبيرا" لأن يتحول انتشار فيروس كورونا الجديد إلى جائحة. وقال فيران لإذاعة "فرانس إنفو" ردا على سؤال بشأن إمكانية تحول فيروس كورونا إلى جائحة: "هذا افتراض عملي وخطر كبير". وأضاف أن فرنسا مستعدة للتعامل مع كل الاحتمالات ونظامها الصحي قوي ومجهز بما يكفي.
إجراءات ومخاوف
في الأثناء، اعتبر مدير عام منظمة الصحة العالمية أن من غير الضروري تعليق عمل كافة السفن في العالم أجمع، معرباً عن معارضته لأي "إجراء شامل" بمواجهة الفيروس. وأعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحافة "يجب أن تكون الإجراءات متناسبة مع الوضع، ومتخذة على أساس أدلة وعناصر مرتبطة بالصحة العامة".
تأتي هذه الدعوة فيما تتعقب الشركة المشغلة لسفينة "وستردام" السياحية الأميركية أثر 1200 شخص كانوا على متنها، سمح لهم الأسبوع الماضي بالنزول في كمبوديا رغم المخاوف من احتمال إصابتهم بالعدوى.
وشخصت، السبت، إصابة أميركية في الثالثة والثمانين من العمر بالمرض، كانت من ركاب السفينة ووصلت إلى ماليزيا. لكن عشرات الركاب الآخرين غادروا كمبوديا وعادوا إلى بيوتهم، ما يزيد من مخاوف أن يتسببوا بنشر الفيروس.
وأعلن مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين، أنه "إذا كنا مجبرين على وقف رحلات السفن حول العالم خشية من وجود إصابات محتملة على متنها، فأين سنتوقف؟". وأضاف في مؤتمر صحافي في جنيف: "هل يجب أن نوقف عمل الحافلات حول العالم؟". وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت من قبل معارضتها للقيود الصارمة على السفر مع منع الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا دخول أجانب زاروا الصين أخيراً إلى أراضيها. وألغيت كذلك أو أرجئت مؤتمرات تجارية ومباريات رياضية وتجمعات ثقافية، فيما علق عدد كبير من شركات الطيران الرحلات إلى الصين القارية.
وبحسب آخر حصيلة، أودى المرض بـ98 شخصاً خلال الساعات الـ24 الماضية، في تراجع لرابع يوم على التوالي لعدد الوفيات اليومية. وبلغ عدد الإصابات الجديدة، الثلاثاء، 1886، وهو أدنى عدد إصابات يومية منذ مطلع الشهر.
وفي مناطق أخرى من العالم، توفي خمسة أشخاص حتى الآن، في الفيليبين وهونغ كونغ واليابان وفرنسا وتايوان. وخارج هوباي المغلقة بهدف احتواء الفيروس، سجلت 79 حالة إضافية في الصين القارية، علماً أن عدد الإصابات الإضافية اليومية خارج هوباي بلغ في 4 فبراير/ شباط 890 إصابة.
طلبات للتبرع بالدم
رغم أن التوصل للقاح ضد المرض لا يزال بعيد المنال، لكن السلطات الصينية طلبت، الاثنين، من المتعافين من الفيروس التبرع بدمائهم لاستخراج البلازما منها ونقلها إلى المرضى لعلاجهم. وتحتوي البلازما على أجسام مضادة قد تساعد على تخفيض عدد الفيروسات لمن هم في حال خطيرة. وبهدف مكافحة المرض بشكل أفضل، أعلنت الحكومة الصينية، الثلاثاء، إعفاء بعض المعدات الطبية الأميركية من الرسوم الجمركية المفروضة في إطار الحرب التجارية مع واشنطن.
وكشفت لائحة، نشرتها لجنة الرسوم الجمركية في الحكومة، أن معدات تستخدم لنقل الدم أو لقياس الضغط الشرياني ستعفى من رسوم جمركية اعتبارا من الثاني من مارس/ آذار المقبل. وتتخوف الشركات العالمية الكبرى من انخفاض على الطلب. وأعلنت "آبل"، الاثنين، أنها لا تنتظر تحقيق الإيرادات التي توقعتها للفصل الذي ينتهي في الشهر المقبل، بسبب انتشار الفيروس في الصين، وهو بلد أساسي للشركة الأميركية.
في السياق نفسه، حذر رئيس غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين، اليوم الثلاثاء، من أن الصيدليات في أنحاء العالم قد تواجه نقصا في المضادات الحيوية والأدوية الأخرى، إذا لم يتم قريبا حل مشاكل الإمدادات بعد تفشي فيروس كورونا في الصين. وأضاف يورج فوتكه، رئيس الغرفة، أن بكين ساهمت في زيادة مشاكل سلسلة الإمدادات بسبب الحجر الصحي الإلزامي الذي تفرضه على القادمين من الخارج بينما تكافح الفيروس.
اختبار عقار للإيدز في علاج كورونا
قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تهدف للبدء قريبا في اختبار عقار خاص بفيروس إتش. آي. في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) لعلاج فيروس كورونا الجديد.
وقال سوجا، وهو المتحدث باسم الحكومة، في إفادة صحافية يومية: "نحن نحضر الآن لبدء تجارب إكلينيكية باستخدام عقار خاص (بفيروس) (إتش. آي. في) لعلاج فيروس كورونا الجديد". لكن المتحدث لم يوضح المدة التي قد يستغرقها العقار الجديد للموافقة عليه. وسجلت اليابان ما يزيد على 500 حالة إصابة بفيروس كورونا، أكثر من 450 منها في سفينة سياحية راسية بمدينة يوكوهاما.
أعلن مسؤول هندي، الثلاثاء، أن المصارعين الصينيين لن يتمكنوا من المشاركة في بطولة آسيوية تستضيفها البلاد هذا الأسبوع، لامتناع السلطات عن منحهم تأشيرات دخول بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد. وعلقت السلطات الهندية منح التأشيرات الإلكترونية للمواطنين الصينيين على خلفية تفشي الفيروس، الذي أدى إلى وفاة نحو 1900 شخص منذ بدء ظهوره في مدينة ووهان، وسط الصين.
وقال مساعد الأمين العام للاتحاد الهندي للمصارعة فينود تومار لوكالة فرانس برس: "لن يأتوا"، في إشارة إلى الصينيين، مضيفا "بالطبع الهواجس الصحية تبقى سببا رئيسيا، وانتشار فيروس كورونا المستجد قاتل".
وأشار وزير الرياضة الهندي كيرن ريجيجو إلى أن عدم منح التأشيرات ليس ممارسة معهودة، لكن الأزمة الطارئة التي تسبب بها الفيروس اقتضت اتخاذ هذا الإجراء. وأوضح أنه "لا يمكننا رفض منح التأشيرات لمواطني أي بلد لأن ذلك (يخالف) الشرعة الأولمبية. نحاول إبقاء الرياضة بعيدة عن السياسة".
(فرانس برس، رويترز)