بالترافق مع تهديدات وباء كورونا الجديد لروسيا، وجد كثير من العمال الوافدين إليها، من دول وسط آسيا، أنفسهم عالقين في المطارات التي أغلقت أمام الأجانب، فلا العودة إلى بلادهم أو الدخول إلى روسيا ممكنان حالياً
منذ 20 مارس/ آذار الجاري، ما زال الشاب الأوزبكي خورشيد (اسم مستعار، 26 عاماً)، عالقاً رفقة والده وأحد زملائه، شأنهم في ذلك شأن نحو 150 مغترباً أوزبكياً، في منطقة الترانزيت بمطار "فنوكوفو" على أطراف موسكو، بعدما تزامن سفره مع فرض حظر على دخول الأجانب إلى روسيا منعاً لتفشي فيروس كورونا الجديد في البلاد.
يروي خورشيد تفاصيل وضعه، قائلاً في اتصال مع "العربي الجديد": "أقمنا وعملنا بشكل قانوني في مدينة كالينينغراد الروسية (على بحر البلطيق، منفصلة جغرافياً عن الأراضي الروسية)، لمدة عامين، والتزاماً منا بقواعد إقامة الأجانب، توجهنا إلى جمهورية أرمينيا لاستيفاء شرط مغادرة الأراضي الروسية ثم العودة مرة أخرى. لكنّنا فوجئنا أثناء سفرنا بأنّه جرى إغلاق الحدود الأرمينية وباب العودة إلى روسيا على حد سواء".
اقــرأ أيضاً
وحول ظروف الإقامة في منطقة الترانزيت، يضيف: "منذ ترحيلنا من أرمينيا، ما زلنا عالقين في منطقة الترانزيت في مطار فنوكوفو، ويرفض أفراد الجوازات الروس الإجابة عن أسئلتنا حول موعد انتهاء هذا الوضع. نضطر للنوم على المقاعد في صالات الانتظار، لكن، لحسن الحظ، توفر شركة يوت آير للطيران ثلاث وجبات يومياً على نفقتها، لأنّ أسعار المأكولات في المطار مرتفعة جداً وليست في متناولنا".
وبعد تفاقم معاناته في مطار "فنوكوفو"، لم يعد أمام خورشيد من أمل سوى في قيام حكومة جمهورية أوزبكستان بعملية إجلاء رعاياها، مضيفاً: "نظمت شركة الخطوط الجوية الأوزبكية رحلة طيران عارض (تشارتر) لإعادة أبناء أوزبكستان إلى وطنهم، ولكن سعر التذكرة بلغ أكثر من 300 دولار للفرد ذهاباً فقط، وهذا ليس في متناولنا، وإلّا كنا حجزنا فوراً. نأمل أن تجلينا حكومتنا مجاناً في أسرع وقت".
وبحسب ما أوردته وكالة "سبوتنيك أوزبكستان" في بداية الأسبوع الجاري، فإن السفارة الأوزبكية لدى روسيا تمكنت من التوصل إلى اتفاق مع إدارة مطار "فنوكوفو" لتخصيص أحد مبانيه لإيواء الأوزبك العالقين مع توفير ما يحتاجون إليه من وجبات ساخنة وأفرشة ونقطة طبية.
كذلك، تكرر وضع مماثل في مطار "جوكوفسكي" في ضواحي موسكو، حيث ظل مئات المغتربين من قرغيزستان وطاجيكستان عالقين فيه بانتظار إجلائهم. وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى، لا يجد ملايين الشباب بديلاً عن التوجه إلى روسيا بحثاً عن مصدر رزق وحياة أفضل، مستفيدين من إمكانية السفر بلا تأشيرات دخول، لكنّهم وجدوا أنفسهم اليوم بين الفقر المدقع في بلدانهم وإغلاق الحدود الروسية.
وفي هذا السياق، يحذر رئيس منظّمة "وطندوش" التي تجمع أبناء الجالية الأوزبكية في روسيا، عثمان باراتوف، من أنّ إطالة أمد الوضع الراهن تنذر بانفجار اجتماعي في أوزبكستان وغيرها من جمهوريات آسيا الوسطى التي اعتاد أبناؤها الاغتراب والعمل في روسيا. يقول باراتوف لـ"العربي الجديد": "أصبح الطريق إلى روسيا مغلقاً بعدما كان يقصدها الشباب من آسيا الوسطى، بمن فيهم العمالة الموسمية في الفترة الصيفية. صحيح أنّ سكان أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان يستطيعون التقشف والتحمل لمدة شهر، لكنّ إطالة أمد مثل هذا الوضع تنذر بانفجار الوضع الداخلي، لا سيما في جمهورية طاجيكستان ذات النسبة الأعلى من تحويلات المغتربين في ناتجها المحلي الإجمالي".
وحول الإجراءات المتخذة داخل أوزبكستان نفسها لمنع انتشار كورونا، يضيف: "يجري إخضاع المسافرين الآتين للحجر الصحي، كما ألغيت فعاليات احتفالية بعيد النوروز، ومنعت التجمعات العامة، بما فيها مراسم التأبين والزفاف مع التوصيات بألّا يزيد عدد الحاضرين عن 15 فرداً". ويتوقع باراتوف ألا تقتصر أضرار الوضع الراهن على جمهوريات آسيا الوسطى فحسب، إنّما ستطاول روسيا التي بدأت بالفعل تعاني من نقص العمالة في بعض القطاعات الحيوية المعتمدة على العمالة الوافدة مثل قطاع البناء.
اقــرأ أيضاً
وكانت صحيفة "إر بي كا" الروسية قد ذكرت أنّ قرار الحكومة الروسية بمنع دخول الأجانب قد يؤثر سلباً على القطاع العقاري ويؤدي إلى نقص العمال بمواقع البناء، مقدرة نسبة العمالة الوافدة بشركات البناء الروسية بما يصل إلى 80 في المائة. ودفع تمدد فيروس كورونا الجديد بالحكومة الروسية إلى فرض حظر على دخول الأجانب والأشخاص بلا دولة إلى روسيا اعتباراً من 18 مارس/ آذار الجاري حتى 1 مايو/ أيار المقبل، كما تم تعليق قبول طلبات استخراج تراخيص العمل في روسيا، ما ينذر بتفاقم النقص في الأيدي العاملة.
يروي خورشيد تفاصيل وضعه، قائلاً في اتصال مع "العربي الجديد": "أقمنا وعملنا بشكل قانوني في مدينة كالينينغراد الروسية (على بحر البلطيق، منفصلة جغرافياً عن الأراضي الروسية)، لمدة عامين، والتزاماً منا بقواعد إقامة الأجانب، توجهنا إلى جمهورية أرمينيا لاستيفاء شرط مغادرة الأراضي الروسية ثم العودة مرة أخرى. لكنّنا فوجئنا أثناء سفرنا بأنّه جرى إغلاق الحدود الأرمينية وباب العودة إلى روسيا على حد سواء".
وحول ظروف الإقامة في منطقة الترانزيت، يضيف: "منذ ترحيلنا من أرمينيا، ما زلنا عالقين في منطقة الترانزيت في مطار فنوكوفو، ويرفض أفراد الجوازات الروس الإجابة عن أسئلتنا حول موعد انتهاء هذا الوضع. نضطر للنوم على المقاعد في صالات الانتظار، لكن، لحسن الحظ، توفر شركة يوت آير للطيران ثلاث وجبات يومياً على نفقتها، لأنّ أسعار المأكولات في المطار مرتفعة جداً وليست في متناولنا".
وبعد تفاقم معاناته في مطار "فنوكوفو"، لم يعد أمام خورشيد من أمل سوى في قيام حكومة جمهورية أوزبكستان بعملية إجلاء رعاياها، مضيفاً: "نظمت شركة الخطوط الجوية الأوزبكية رحلة طيران عارض (تشارتر) لإعادة أبناء أوزبكستان إلى وطنهم، ولكن سعر التذكرة بلغ أكثر من 300 دولار للفرد ذهاباً فقط، وهذا ليس في متناولنا، وإلّا كنا حجزنا فوراً. نأمل أن تجلينا حكومتنا مجاناً في أسرع وقت".
وبحسب ما أوردته وكالة "سبوتنيك أوزبكستان" في بداية الأسبوع الجاري، فإن السفارة الأوزبكية لدى روسيا تمكنت من التوصل إلى اتفاق مع إدارة مطار "فنوكوفو" لتخصيص أحد مبانيه لإيواء الأوزبك العالقين مع توفير ما يحتاجون إليه من وجبات ساخنة وأفرشة ونقطة طبية.
كذلك، تكرر وضع مماثل في مطار "جوكوفسكي" في ضواحي موسكو، حيث ظل مئات المغتربين من قرغيزستان وطاجيكستان عالقين فيه بانتظار إجلائهم. وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى، لا يجد ملايين الشباب بديلاً عن التوجه إلى روسيا بحثاً عن مصدر رزق وحياة أفضل، مستفيدين من إمكانية السفر بلا تأشيرات دخول، لكنّهم وجدوا أنفسهم اليوم بين الفقر المدقع في بلدانهم وإغلاق الحدود الروسية.
وفي هذا السياق، يحذر رئيس منظّمة "وطندوش" التي تجمع أبناء الجالية الأوزبكية في روسيا، عثمان باراتوف، من أنّ إطالة أمد الوضع الراهن تنذر بانفجار اجتماعي في أوزبكستان وغيرها من جمهوريات آسيا الوسطى التي اعتاد أبناؤها الاغتراب والعمل في روسيا. يقول باراتوف لـ"العربي الجديد": "أصبح الطريق إلى روسيا مغلقاً بعدما كان يقصدها الشباب من آسيا الوسطى، بمن فيهم العمالة الموسمية في الفترة الصيفية. صحيح أنّ سكان أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان يستطيعون التقشف والتحمل لمدة شهر، لكنّ إطالة أمد مثل هذا الوضع تنذر بانفجار الوضع الداخلي، لا سيما في جمهورية طاجيكستان ذات النسبة الأعلى من تحويلات المغتربين في ناتجها المحلي الإجمالي".
وحول الإجراءات المتخذة داخل أوزبكستان نفسها لمنع انتشار كورونا، يضيف: "يجري إخضاع المسافرين الآتين للحجر الصحي، كما ألغيت فعاليات احتفالية بعيد النوروز، ومنعت التجمعات العامة، بما فيها مراسم التأبين والزفاف مع التوصيات بألّا يزيد عدد الحاضرين عن 15 فرداً". ويتوقع باراتوف ألا تقتصر أضرار الوضع الراهن على جمهوريات آسيا الوسطى فحسب، إنّما ستطاول روسيا التي بدأت بالفعل تعاني من نقص العمالة في بعض القطاعات الحيوية المعتمدة على العمالة الوافدة مثل قطاع البناء.
وكانت صحيفة "إر بي كا" الروسية قد ذكرت أنّ قرار الحكومة الروسية بمنع دخول الأجانب قد يؤثر سلباً على القطاع العقاري ويؤدي إلى نقص العمال بمواقع البناء، مقدرة نسبة العمالة الوافدة بشركات البناء الروسية بما يصل إلى 80 في المائة. ودفع تمدد فيروس كورونا الجديد بالحكومة الروسية إلى فرض حظر على دخول الأجانب والأشخاص بلا دولة إلى روسيا اعتباراً من 18 مارس/ آذار الجاري حتى 1 مايو/ أيار المقبل، كما تم تعليق قبول طلبات استخراج تراخيص العمل في روسيا، ما ينذر بتفاقم النقص في الأيدي العاملة.