يعتمد سكان محافظة إدلب شمال غربي سورية على حلول بديلة للحصول على الكهرباء خاصة في الوقت الحالي، ما دفع الشركة العامة للكهرباء إلى البحث عن حل لإمداد المدن والقرى في المناطق المحررة بالكهرباء، عن طريق التعاقد مع إحدى الشركات التركية الخاصة، ما يضع الأهالي أمام خيارات صعبة، خاصة ذوي الدخل المحدود والعائلات الفقيرة والنازحين والمُهجرين.
وفي السياق، يوضح الناشط الإعلامي خضر العبيد، أن الكثير من السوريين ممن لا يتوفرون على مصدر دخل كاف لن يكونوا قادرين على الاشتراك في خدمة الكهرباء التي يجري الحديث عنها، متابعاً لـ"العربي الجديد": "هناك إقبال شديد في الوقت الحالي على شراء ألواح الطاقة الشمسية المستعملة لكونها رخيصة الثمن وفي متناول الجميع".
ويتابع العبيد: "الكهرباء بحاجة إلى ثلاثة أشهر كي تصل إلى إدلب، ولن تقل الفاتورة عن 50 دولارا للبيت الواحد، وهذا الحد الأدنى من الصرف بالنسبة لأي منزل، وليس في استطاعة الجميع أداءها، لذلك فإن البديل في الوقت الحالي هو ألواح الطاقة الشمسية التي لا يزيد سعر المستعمل منها عن 35 دولاراً والأهالي تأقلموا معها، وأعتقد أن فئة كبيرة منهم ستستمر على هذا الخيار".
في المقابل، فإن فئة أخرى ترى أن وصول الكهرباء يشكل خياراً أفضل وحلاً مناسباً للخلاص من مولدات الكهرباء، خاصة بالنسبة لأصحاب المهن، ومن لا توفر لهم كهرباء المولدات وألواح الطاقة الشمسية الخيار الأنسب، كما يؤكد علاء رجب من مدينة بنش.
ويقول لـ"العربي الجديد": "أبيع في بقالتي الألبان والأجبان، وفي فصل الصيف لا يمكنني إطفاء البرادات، ومع حالة الهدوء حالياً عاودت العمل في المدينة. بالتأكيد سيكون هناك فارق بالنسبة لي مع وصول الكهرباء، فأستطيع حفظ كمية أكبر، خاصة في درجات الحرارة المرتفعة، من دون الخوف من فسادها بسبب الحرارة، لكن حتى الآن هذا سابق لأوانه، فمنذ مطلع عام 2019 نسمع عن أحاديث حول إمداد المنطقة بالكهرباء من دون أن يتحقق ذلك".
بدوره يتفائل عامر علي، المقيم في مدينة إدلب، بوصول الكهرباء إلى المنطقة، إذ يشير، لـ"العربي الجديد"، إلى أنها ستسهل الحياة لدرجة كبيرة، ويضيف: "ألواح الطاقة لا تخدمنا بشكل دائم وعانينا كثيراً من قضية رفع أسعار الأمبيرات، لذلك نترقب أن يكون الحل بوصول الكهرباء".
وكانت المؤسسة العامة للكهرباء في إدلب قد أوضحت، في بيان سابق، أن إحدى الشركات السورية الخاصة وقعت اتفاقاً مع إحدى الشركات التركية الخاصة لجلب الكهرباء لمنطقة إدلب وريفها، إذ بدأ العمل بالتجهيز لإيصال خط للكهرباء إلى أقرب محطات التحويل في المنطقة، وسيتم العمل على توصيل الكهرباء خلال ثلاثة أشهر.