يُعَدّ الأمن في مدينة بنغازي وضواحيها في شرق ليبيا، من الأكثر تدهوراً في البلاد. ويستمرّ في هذا السياق مسلسل الخطف والتصفيات، فيما يأمل المواطنون معرفة مصائر المختطفين والمفقودين، مهما كانت قاتمة.
ما زال مجهولاً مصير عضو مجلس النواب الليبي سهام سرقيوة المختطفة منذ يوليو/ تموز 2019 من منزلها في بنغازي، شرقي ليبيا، كذلك الأمر بالنسبة إلى هويّة قتلة الناشطة الحقوقية سلوى بوقعيقيص التي اغتيلت في المدينة في يونيو/ حزيران 2014. ويبدو الوضع الأمني اليوم كما كان قبل عام وكذلك قبل أكثر من خمسة أعوام، فقد تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام خبر اختطاف المحامي الليبي عدنان العرفي على يد مجهولين اقتادوه إلى جهة غير معلومة، ومصيره مجهول حتى الساعة. يأتي ذلك في ظلّ انقسام في الآراء ما بين تفاؤل بإمكانية عودته، لا سيّما أنّ القضية حديثة العهد، وبين تشاؤم على خلفيّة تشبيه حاله بما طاول آخرين مصائرهم مجهولة. يُذكر أنّ العرفي لطالما صرّح علناً بضرورة تسليم جثمان العقيد الراحل معمر القذافي إلى ذويه ومحاسبة المتورّطين في مقتله في عام 2011، ومنهم قياديون بارزون في قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بحسب ما كشفه العرفي.
وتعرف بنغازي تقييداً لحرية التعبير، فقد اضطر الناشط السياسي عقيلة الأطرش على سبيل المثال لهجرها منذ أعوام، على خلفية معارضته مشروع حفتر العسكري في البلاد. ويعبّر الأطرش لـ"العربي الجديد" عن "عدم تفاؤل بشأن مصير العرفي. وما دام الأمر يتعلّق بمطالبته بمحاسبة قياديين مقرّبين من حفتر في قضية حساسة مثل قضية القذافي، فإنّ مصيره سوف يبقى محلّ شكّ". ويشير الأطرش إلى أنّه "مذ سيطر حفتر عسكرياً على بنغازي في يناير/ كانون الثاني من عام 2018، لا تتوفّر إحصائية متكاملة ودقيقة حول المختطفين والمفقودين المجهولة مصائرهم في المدينة. فمعظم أهاليهم يفضّلون عدم التعامل مع الجهات الحقوقية التي تسعى إلى إعداد الإحصاءات خوفا من بطش الأجهزة الأمنية". يُذكر أنّ منظمة التضامن لحقوق الإنسان في ليبيا أفادت في تقرير لها في بداية هذا العام بأنّها سجّلت 286 عملية خطف خلال عام 2019 في بنغازي.
اقــرأ أيضاً
وعن أسباب وخلفيات عمليات الخطف التي تنفّذها أجهزة الأمن في بنغازي، يقول الأطرش إنّها "تتعلق بمعظمها بكلّ ما من شأنه أن يزعزع سيطرة العسكر، ولو كان بسيطاً. فأوامر حفتر بتشديد القبضة الأمنية واضحة وحاسمة، ومن هنا يعمد إلى تعدّد الأجهزة الأمنية". ويوضح الأطرش أنّه "إلى جانب إطلاق يد مجموعات مسلحة تسيطر عليها أسر من أولياء الدم في بنغازي، فإنّ ثمّة عشرات المسمّيات التي تعمل تحتها مليشيات مسلّحة ذات بعد أيديولوجي. على سبيل المثال، السلفيون الذين يعملون على أساس أنّهم شرطة الآداب أو مكافحة الجريمة أو مكافحة الظواهر السلبية". كذلك يتحدّث الأطرش عن "جهاز أمني غريب يُطلق عليه اسم حماية صور المشير، وذلك بعدما اعتدى ناشطون على صور حفتر التي تنتشر في كلّ طرقات المدينة. بالتالي عُيّن حرّاس لصوره من ضمن دوريات ليبية".
في سياق متصل، وعلى الرغم من إصرار مديرية أمن المدينة على قناعتها باستتباب الأمن في ثاني أكبر مدن البلاد، فإنّ عصابات الخطف من أجل المال ما زالت نشطة. في منتصف فبراير/ شباط المنصرم، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صور طفلَين اختطفا من منطقة المساكن في المدينة على يد أربعة رجال ملثّمين ترافقهم امرأة، وقد تمكّن شهود عيان من تحديد نوع سيارات هؤلاء. وتشير تدوينات الناشطين إلى أنّ الطفلَين ويُدعيان حسن ومحمد اختطفا من أمام منزلهما، فيما نشرت أرقام هواتف أفراد أسرتهما التي طالبت أصحاب الخير بالوقوف إلى جانبها من أجل تحرير طفلَيها وسداد المقابل المالي المطلوب من قبل العصابة الخاطفة. يأتي ذلك في حين خلت الصفحة الرسمية لمديرية أمن المدينة من أيّ إشارة إلى حادثة الخطف. وبينما يغيب أيّ تناول رسمي لقضية الطفلَين، ما زال مجهولاً مصير الطالبة غزالة العرفي (مواليد 2002) المختطفة منذ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.
اقــرأ أيضاً
وفي محاولة للكشف عن مصير المختطفين والمفقودين ولتوصيل صوتهم إلى الرأي العام الدولي، لجأ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى خطوات عدّة. ففي منتصف فبراير/ شباط المنصرم، بدأت صفحة إلكترونية بعنوان "أخبار حوادث بنغازي - ليبيا" بنشر أسماء المفقودين في عام 2015، فيما أنشأ آخرون صفحة لمفقودي مدينة بنغازي وضواحيها، جمعت حتى اليوم 86 بلاغاً حول مفقودين. كذلك ثمّة صفحات أخرى تتابع مصائر المختطفين، ففي إحداها متابعة لعملية خطف فرج صالح بوخرة العقوري الذي حاول ابن عمّته أنور المشيطي الدفاع عنه عندما كانت مجموعة أمنيّة مسلحة تختطفه في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي. لكنّ المجموعة أطلقت النار على المشيطي وأردته قتيلاً.
وتعرف بنغازي تقييداً لحرية التعبير، فقد اضطر الناشط السياسي عقيلة الأطرش على سبيل المثال لهجرها منذ أعوام، على خلفية معارضته مشروع حفتر العسكري في البلاد. ويعبّر الأطرش لـ"العربي الجديد" عن "عدم تفاؤل بشأن مصير العرفي. وما دام الأمر يتعلّق بمطالبته بمحاسبة قياديين مقرّبين من حفتر في قضية حساسة مثل قضية القذافي، فإنّ مصيره سوف يبقى محلّ شكّ". ويشير الأطرش إلى أنّه "مذ سيطر حفتر عسكرياً على بنغازي في يناير/ كانون الثاني من عام 2018، لا تتوفّر إحصائية متكاملة ودقيقة حول المختطفين والمفقودين المجهولة مصائرهم في المدينة. فمعظم أهاليهم يفضّلون عدم التعامل مع الجهات الحقوقية التي تسعى إلى إعداد الإحصاءات خوفا من بطش الأجهزة الأمنية". يُذكر أنّ منظمة التضامن لحقوق الإنسان في ليبيا أفادت في تقرير لها في بداية هذا العام بأنّها سجّلت 286 عملية خطف خلال عام 2019 في بنغازي.
وعن أسباب وخلفيات عمليات الخطف التي تنفّذها أجهزة الأمن في بنغازي، يقول الأطرش إنّها "تتعلق بمعظمها بكلّ ما من شأنه أن يزعزع سيطرة العسكر، ولو كان بسيطاً. فأوامر حفتر بتشديد القبضة الأمنية واضحة وحاسمة، ومن هنا يعمد إلى تعدّد الأجهزة الأمنية". ويوضح الأطرش أنّه "إلى جانب إطلاق يد مجموعات مسلحة تسيطر عليها أسر من أولياء الدم في بنغازي، فإنّ ثمّة عشرات المسمّيات التي تعمل تحتها مليشيات مسلّحة ذات بعد أيديولوجي. على سبيل المثال، السلفيون الذين يعملون على أساس أنّهم شرطة الآداب أو مكافحة الجريمة أو مكافحة الظواهر السلبية". كذلك يتحدّث الأطرش عن "جهاز أمني غريب يُطلق عليه اسم حماية صور المشير، وذلك بعدما اعتدى ناشطون على صور حفتر التي تنتشر في كلّ طرقات المدينة. بالتالي عُيّن حرّاس لصوره من ضمن دوريات ليبية".
في سياق متصل، وعلى الرغم من إصرار مديرية أمن المدينة على قناعتها باستتباب الأمن في ثاني أكبر مدن البلاد، فإنّ عصابات الخطف من أجل المال ما زالت نشطة. في منتصف فبراير/ شباط المنصرم، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صور طفلَين اختطفا من منطقة المساكن في المدينة على يد أربعة رجال ملثّمين ترافقهم امرأة، وقد تمكّن شهود عيان من تحديد نوع سيارات هؤلاء. وتشير تدوينات الناشطين إلى أنّ الطفلَين ويُدعيان حسن ومحمد اختطفا من أمام منزلهما، فيما نشرت أرقام هواتف أفراد أسرتهما التي طالبت أصحاب الخير بالوقوف إلى جانبها من أجل تحرير طفلَيها وسداد المقابل المالي المطلوب من قبل العصابة الخاطفة. يأتي ذلك في حين خلت الصفحة الرسمية لمديرية أمن المدينة من أيّ إشارة إلى حادثة الخطف. وبينما يغيب أيّ تناول رسمي لقضية الطفلَين، ما زال مجهولاً مصير الطالبة غزالة العرفي (مواليد 2002) المختطفة منذ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.
وفي محاولة للكشف عن مصير المختطفين والمفقودين ولتوصيل صوتهم إلى الرأي العام الدولي، لجأ ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى خطوات عدّة. ففي منتصف فبراير/ شباط المنصرم، بدأت صفحة إلكترونية بعنوان "أخبار حوادث بنغازي - ليبيا" بنشر أسماء المفقودين في عام 2015، فيما أنشأ آخرون صفحة لمفقودي مدينة بنغازي وضواحيها، جمعت حتى اليوم 86 بلاغاً حول مفقودين. كذلك ثمّة صفحات أخرى تتابع مصائر المختطفين، ففي إحداها متابعة لعملية خطف فرج صالح بوخرة العقوري الذي حاول ابن عمّته أنور المشيطي الدفاع عنه عندما كانت مجموعة أمنيّة مسلحة تختطفه في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي. لكنّ المجموعة أطلقت النار على المشيطي وأردته قتيلاً.