جريحات الثورة التونسية ضحين وكن في الصفوف الأمامية لمواجهة النظام، بعضهن سجن وأخريات أصبن بالرصاص، وظل الجرح مفتوحاً والمعاناة مستمرة رغم مضي 9 أعوام على الثورة، ولا تزال جريحات الثورة التونسية مهمشات بل منسيات حتى في عيدهن، أي في اليوم العالمي للمرأة.
وتؤكد جريحة الثورة عواطف الزمالي، 37 عاماً من محافظة تالة وسط غرب تونس، في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه تم إيقافها وسجنها بعد خروجها إلى الشارع للاحتجاج مع شباب منطقتها بحكم البطالة وانتشار الفقر والتهميش، مضيفة أنها تعرضت إلى الضرب المبرح من قبل بوليس بن علي وتم وضعها في سجن انفرادي.
وتضيف الزمالي أنها كانت في تلك الفترة تدرس في الجامعة في سنتها الختامية وتم الإفراج عنها يوم 14 يناير/ كانون الثاني، ولكن المعاناة استمرت، إذ ظلت تعالج عند طبيب نفسي بحكم ما تعرضت له، وخضعت للعلاج من الإصابات في ساقها، مشيرة إلى أن الآثار السلبية والمعاناة مستمرة، ورغم المكافحات التي حصلت، وجبر الضرر في هيئة الحقيقة والكرامة إلا أنه تم حذف اسمها من القائمة التي صدرت لشهداء وجرحى الثورة وهذا ما يؤلمها، وتلفت إلى أن جريحات الثورة التونسية منسيات ومقصيات من عديد من المناسبات وحتى في عيدهن.
وأفادت جريحة الثورة ماجدة ذهبي، 1981، بأنها شاركت شباب منطقتها، بالقصرين، الاحتجاجات إبان أحداث الثورة التونسية، ولا تزال إلى غاية اليوم تعاني من مخلفات الغازات السامة التي تم إطلاقها على المحتجين، مبينة أن آلاماً تنتابها برأسها والصداع لا يحتمل.
وتؤكد ماجدة لـ"العربي الجديد" أنها لا تملك دفتر علاج رغم أن اسمها ورد ضمن قائمة جريحات الثورة التونسية، مبينة أنها لا تزال تعاني من البطالة ولا عمل لها، وأنها منسية في عيدها وفي تونس عموماً.
ويرى رئيس جمعية شهداء وجرحى الثورة "لن ننساكم"، علي المكي، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن معاناة جريحات الثورة أضعاف ما يعانيه الجرحى الرجال والشباب، فالإيقافات التي طاولتهن والتعذيب النفسي الذي تعرضن إليه كبير، مؤكداً أن كثيراً من الإصابات والمخلفات النفسية حصلت في حادثة الحمام في القصرين، في أحداث الثورة التونسية، حيث داهمت عناصر أمنية المكان وسقطت شهيدة عمرها 6 أشهر وتدعى يقين القرمازي.
وبين المكي أن التونسيات كن دائماً في الصفوف الأمامية في أحداث الثورة، وفي جل الأحداث، واليوم هناك شهيدات وجريحات وأمهات شهداء وأرامل ومعاناة هؤلاء النسوة كبيرة لأن لا أحد يشعر بما يعانينه.