وقالت الحكومة الألمانيّة في بيان، نقلته عنها وكالة "فرانس برس"، إنّ هناك "على المستوى الأوروبي مفاوضات تجري هذه الأيام بشأن حلّ إنساني بهدف تنظيم رعاية هؤلاء القصّر في إطار تحالف من المتطوعين"، من دون أن تُحدّد البلدان التي ستشارك في هذا التحالف.
وأضافت الحكومة إثر اجتماع عقد مساء الأحد واستمرّ ساعات عدّة "نريد دعم اليونان في مواجهة الوضع الإنسانيّ الصعب لِما بين 1000 و1500 قاصر موجودين في جزر اليونان" . وتابعت أنّ "الأمر يتعلّق بأطفال هم بحاجة ماسّة، بسبب مرضٍ ما، إلى عناية، أو بأطفال غير مصحوبين ويبلغون من العمر أقلّ من 14 عامًا وغالبيّتهم بنات". وأشارت الحكومة إلى أنّ ألمانيا مستعدّة لأخذ العدد المناسب من مجموع هؤلاء القاصرين، وذلك في إطار "التحالف التطوّعي" الذي يتمّ التفاوض بشأنه.
وتضغط الأحزاب اليساريّة في ألمانيا منذ أيام عدة بهدف دفع أوروبا، وألمانيا على وجه الخصوص، إلى تقديم الرعاية للأطفال الموجودين في اليونان أو الذين يصلون إلى الحدود التركية اليونانية، بعد أن تمّ بثّ صوَر تظهر الوضع الهشّ لعدد كبير من القصّر.
وترغب ألمانيا في دعم اليونان في الوضع الإنساني الصعب الذي تعاني منه، مع تدفق الآلاف من اللاجئين إلى أراضيها، مؤكدة على تضامنها في حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، قالت الزعيمة المشاركة للحزب الاشتراكي الديمقراطي سيسكيا إسكن في حديث مع القناة الثانية الألمانية، صباح اليوم الإثنين، إن الائتلاف الكبير لم يأخذ بداية على محمل الجد قبول القصّر المعرضين للخطر في الجزر اليونانية، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى توافقنا، وأنا سعيدة للغاية بالتوصل إلى اتفاق في نهاية المطاف، وعلى المستوى الأوروبي أصبح الآن بالإمكان التصرف، ولن نضطر إلى انتظار مشاركة عدد معين من الدول" ، كما دعت إلى دعم توفير المزيد من الأموال لتركيا التي تستوعب الملايين من اللاجئين.
أما زعيمة حزب ميركل المسيحي الديمقراطي، وزيرة الدفاع أنغريت كارمب كارنبور، فوصفت في حديث، مع موقع دويتشلاند فونك، الاتفاق بأنه مزيج بين التنظيم والإنسانية، وتوقعت أن تحذو دول أوروبية أخرى حذو ألمانيا وتقدم المساهمة اللازمة، فيما قال وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر إنه سيعمل بسرعة على إيجاد حل قابل للحياة مع باقي الدول الأوروبية.
ويأتي هذا التوجه بعد مطالبات عدد كبير من الولايات والمدن الألمانية للسلطات الاتحادية في برلين بالسماح لها باستقبال اللاجئين القصّر من اليونان، على أن تتوزع الحصص فيما بينها وحسب قدرة كل منها الاستيعابية، وبعدما باتت العديد من مراكز استقبال اللاجئين شبه فارغة، وفي خطابات مناشدتها للمسؤولين، تعهدت المدن والبلدات بتأمين المستلزمات اللازمة والرعاية الصحية والتعليمية لهؤلاء.
من جهة ثانية، تستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الاثنين، في برلين، رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، وتتركز المحادثات الثنائية بشكل أساسي على أزمة اللاجئين، هذا في وقت تستعد أثينا لتوسيع سياجها الحدودي مع تركيا لمنع وصول اللاجئين من عدة نقاط حدودية، وسيبلغ طول السياج 36 كيلومتراً، علما أن السطات أرسلت خلال الأيام الماضية إلى الحدود مع تركيا العديد من عناصر مكافحة الشغب والطائرات المسيرة والكلاب البوليسية لصد المهاجرين إلى أوروبا.
ويحاول عشرات الآلاف من طالبي اللجوء اختراق الحدود البرية من الجانب التركي منذ أسبوع، بعد أن أعلنت أنقرة إنها لن تمنع اللاجئين من مغادرة أراضيها إلى الاتحاد الأوروبي. وتركيا التي تستقبل قرابة أربعة ملايين لاجئ، غالبيتهم سوريون، كثيراً ما تنتقد ما تعتبره تقاسماً غير عادل للعبء. ودعا إردوغان اليونان إلى "فتح الأبواب" أمام المهاجرين، بعد أن استخدمت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه خلال مناوشات مع مهاجرين يحتشدون على الحدود.