تدرس وزارة التربية اللبنانية مقترحات لاستكمال العام الدراسي الحالي، وإقرار أسلوب ومواعيد لإجراء الامتحانات في ظل إغلاق المدارس حاليا بسبب انتشار فيروس كورونا، في حين اعتبر أهالي الطلاب أن المقترحات لا تراعي ظروف الطلاب الذين عاشوا عاما دراسيا شديد الاضطراب.
وطلب وزير التربية في لبنان، طارق المجذوب، من مدير عام الوزارة، إعداد مقترحات لاستكمال العام الدراسي لكافة المراحل التعليمية، وإجراء الامتحانات وفقاً لسيناريوهات حالة التعبئة العامة التي تعيشها البلاد لمواجهة وباء كورونا، انطلاقاً من منتصف مايو/أيار المقبل وحتى منتصف يناير/ كانون الثاني المقبل.
وأكد مدير عام وزارة التربية، فادي يرق، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الطلب من المراسلات الداخلية التي تحصل يومياً داخل الوزارة مع الوحدات المعنية، وهدفه عرض السيناريوهات المتاحة بشأن العام الدراسي والامتحانات الرسمية، في حال تمديد حالة التعبئة العامة بسبب فيروس كورونا".
وشدد يرق على أنّه "لم يتخذ أي قرار بعد، والأمور لا تزال في سياق الاقتراحات التي تلجأ إليها الوزارة قبل إصدار أي تعميم رسمي، والوزير سبق أن أعلن تأجيل الامتحانات الرسمية إلى موعد يحدد تبعاً لتطوّرات الوضع الصحي، وقال إن لكل وضع سيناريو، ولا يمكن بالتالي الالتزام بتاريخ محدد للامتحان".
في السياق، قالت رئيس اتحاد لجان أولياء الأمور بالمدارس الخاصة في لبنان، لما الطويل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاتحاد سيعقد صباح غد الأربعاء، اجتماعاً مع وزير التربية لمناقشة وضع العام الدراسي. نحن محكومون بظروفٍ عدة تتعلق جميعها بالوضع العام بعد انتشار فيروس كورونا، واحتمالات تمديد حالة التعبئة العامة".
وأوضحت أن "العام الدراسي مؤلف من 170 يوماً، والتلاميذ أمضوا منه فصلاً واحداً، بالإضافة الى أول قسم من الفصل الثاني، وهم بحاجة إلى شهرين لاستكمال العام الدراسي، ولا نعرف إن كان هناك إمكانية لدى الوزارة لمتابعة الدراسة في حال انتهاء التعبئة العامة من دون أن ننسى الظروف المناخية، ودرجات الحرارة العالية، وغياب وسائل التبريد في غالبية المدارس".
وقوبلت المراسلة الداخلية التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة من قبل أهالي الطلاب، والذين أكدوا أنّه من الصعب أن يعود التلاميذ إلى الصفوف، أو يؤدوا الامتحانات خلال فترة قد تمتد حتى منتصف يناير المقبل.
وقالت ميرفت الشوفي، وهي أم لتلميذ في الشهادة المتوسطة، لـ"العربي الجديد"، إنّ أي قرار قد تتخذه وزارة التربية لاستكمال العام الدراسي لن يلقى ترحيبا من غالبية الأهالي لأنه يعرّض التلاميذ لضغوط كبيرة، خصوصاً وأنّهم حاليا لا يستمتعون بعطلة مدرسية، بل على العكس هم يدرسون يومياً في إطار التعلم عن بعد، ويتواصلون مع أساتذتهم بشكل يوميّ لمتابعة الدروس.
وأضافت الشوفي: "يدرس ابني يومياً ما بين أربع إلى خمس ساعات من المنزل، ومن الظلم تمديد العام الدراسي لأشهرٍ إضافية، حتى أن الإصرار على إجراء الامتحانات الرسمية غير مبرّر لأنه يمكن الاستعاضة عنها بإفادات تمنح للطلاب كما حصل سابقاً، وعلى وزارة التربية أن تأخذ بعين الاعتبار أن الطالب ليس مهيّئاً للامتحان لأن العام الدراسي لم يكن مستقراً، بسبب الإقفال الذي عرفته المدارس عقب انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول، ثم تداعيات فيروس كورونا".