يبدو أن شعور القلق يسود بين أهالي محافظة السويداء، في ظل التوتر الأمني السائد بينهم وبين أهالي محافظة درعا المجاورة، على خلفية أحداث أمنية وقعت في ريف المحافظة الغربية، راح ضحيتها العديد من القتلى والجرحى، بحسب أبو إسماعيل مهنا، من سكان ريف السويداء الغربي، الذي قال لـ"العربي الجديد" إن "الحدود الإدارية المشتركة بين المحافظتين تشهد تحشيداً عسكرياً، عقب الاشتباك الذي وقع بين أهالي بلدة القريا ومجموعة من الفيلق الخامس بقيادة أحمد العودة، الموجود في بلدة بصرى الشام المجاورة لها".
ولفت مهنا إلى أن "الأهالي يخشون من أن تتجدّد الاشتباكات بين المحافظتين، في ظل عدم تدخل القوات الروسية والنظامية لإخراج قوات الفيلق الخامس من أراضي السويداء، ومحاسبة المسؤولين عن قتل مجموعة من الشباب من أبناء القريا".
ولم يعد سكان الريف الغربي للسويداء، المحاذي لمحافظة درعا، يشعرون بالأمان، بحسب محمود مراد، الذي تحدث إلى "العربي الجديد"، قائلاً إن "الناس اليوم لم يعودوا يترددون إلى أراضيهم القريبة من المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في درعا ضمن ما يُسمّى "الفيلق الخامس"، ما يهدّد بخسارة الناس لمواسمهم إذا طالت الأزمة"، مؤكداً أنّ "الأهالي هنا فقراء، ويعيشون على ما تنتجه لهم أراضيهم".
وتابع: "الناس يخشون من أن يقوم أحد ما بحرق الأراضي الزراعية، ما قد يشعل فتنة جديدة، فيما الدولة تتفرج علينا، وترسل لنا الروس ليسألوننا عن المشكلة، حتى بتنا لا نعلم إذا كنا تابعين للروس أم لسورية".
ويرى العديد من أبناء المحافظة أن هناك طرفا ثالثا يدفع باتجاه وقوع فتنة بين أهالي المحافظتين، من أمثال أبو جبران، الذي تحفظ على ذكر اسم عائلته لأسباب أمنية، قائلاً: "طوال السنوات العشر الأخيرة، سُجّل العديد من المحاولات لإثارة الفتنة بين المحافظتين، وكان العقلاء يبذلون دائماً كلّ جهد ممكن لوأد الفتنة، إلا أننا نشعر هذه المرة بأنّ الوضع أخطر من كل تلك المحاولات، فهناك من يدفع باتجاه الاقتتال، ولهذا الأمر مخاطر كبرى جراء الخصوصية الدينية والمناطقية". وأضاف: "الحديث الشاغل للأهالي اليوم، على الرغم من الوضع المعيشي السيئ، هو تطورات الأوضاع بين الجبل والسهل، وخصوصاً أن في السويداء الكثير من عائلات حوران الذين يعيشون بيننا منذ سنوات بأمان، أمّا اليوم، فهناك عائلات منهم بدأت تغادر إلى مناطق أخرى، لأن لا أحد يعلم ماذا ستحمل الأيام المقبلة للمحافظة".
اقــرأ أيضاً
بدورها، حمّلت مجموعة من الناشطين، في أحاديث مع "العربي الجديد"، الذين تحفظوا فيها على ذكر أسمائهم لأسباب اجتماعية وأمنية، المسؤولية للأجهزة الأمنية التي ترعى مجموعات خارجة عن القانون في المحافظتين، كانت أدوات بأيديها طوال سنوات لتنفيذ أعمال تهريب الوقود والمخدرات والأسلحة وغيرها، و"كلما كانت تضيق دائرة الأعمال غير المشروعة كانت تزيد أعمال الخطف بقصد الفدية والسلب"، بحسب قولهم.
ولفتوا إلى أن "مشايخ العقل والوجهاء ومختلف القوى السياسية والمدنية في السويداء طالبوا النظام بضبط الأمن في المحافظة ووقف أعمال الخطف والسلب، متهمين الأجهزة الأمنية بتزويد من يقوم بأعمال غير شرعية ببطاقات أمنية"، مشيرين إلى أن "تفاقم الوضع يهدد اليوم السلم الأهلي ليس بين أهالي السويداء ودرعا فقط، بل أيضا بين أهالي السويداء أنفسهم، إن كان على أساس مناطقي أو عائلي".
وتابع: "الناس يخشون من أن يقوم أحد ما بحرق الأراضي الزراعية، ما قد يشعل فتنة جديدة، فيما الدولة تتفرج علينا، وترسل لنا الروس ليسألوننا عن المشكلة، حتى بتنا لا نعلم إذا كنا تابعين للروس أم لسورية".
ويرى العديد من أبناء المحافظة أن هناك طرفا ثالثا يدفع باتجاه وقوع فتنة بين أهالي المحافظتين، من أمثال أبو جبران، الذي تحفظ على ذكر اسم عائلته لأسباب أمنية، قائلاً: "طوال السنوات العشر الأخيرة، سُجّل العديد من المحاولات لإثارة الفتنة بين المحافظتين، وكان العقلاء يبذلون دائماً كلّ جهد ممكن لوأد الفتنة، إلا أننا نشعر هذه المرة بأنّ الوضع أخطر من كل تلك المحاولات، فهناك من يدفع باتجاه الاقتتال، ولهذا الأمر مخاطر كبرى جراء الخصوصية الدينية والمناطقية". وأضاف: "الحديث الشاغل للأهالي اليوم، على الرغم من الوضع المعيشي السيئ، هو تطورات الأوضاع بين الجبل والسهل، وخصوصاً أن في السويداء الكثير من عائلات حوران الذين يعيشون بيننا منذ سنوات بأمان، أمّا اليوم، فهناك عائلات منهم بدأت تغادر إلى مناطق أخرى، لأن لا أحد يعلم ماذا ستحمل الأيام المقبلة للمحافظة".
ولفتوا إلى أن "مشايخ العقل والوجهاء ومختلف القوى السياسية والمدنية في السويداء طالبوا النظام بضبط الأمن في المحافظة ووقف أعمال الخطف والسلب، متهمين الأجهزة الأمنية بتزويد من يقوم بأعمال غير شرعية ببطاقات أمنية"، مشيرين إلى أن "تفاقم الوضع يهدد اليوم السلم الأهلي ليس بين أهالي السويداء ودرعا فقط، بل أيضا بين أهالي السويداء أنفسهم، إن كان على أساس مناطقي أو عائلي".