وتخلو مخيمات النازحين المنتشرة شمال وغرب ووسط العراق، من مستلزمات الوقاية والتعقيم، إضافة إلى عدم وصول أي فرق طبية ولا توعوية، كما لم يتم تزويدهم بمعقمات أو أي وسائل حماية، وفق ما أفاد نازحون.
وقالت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في بيان لها، اليوم، إنه "تم اكتشاف إصابة بفيروس كورونا في مخيم آشتي للنازحين بمحافظة السليمانية لامرأة نازحة من محافظة صلاح الدين - يثرب تبلغ من العمر 49 سنة مصابة بداء السكري". مبينة أن "عدد أفراد عائلتها 6 والمخالطين لها 17 بحسب التقرير الصادر من الجهات المختصة في المحافظة".
وأكدت "أنه تم اتخاذ التدابير والإجراءات الفورية والمنع من الدخول والخروج من وإلى المخيم للحدّ من انتشار الفيروس، كما سيتم تزويد النازحين في المخيم جميعا والبالغ عددهم 9328 فردا بالكمامات الإضافية من مخازن قسم محافظات إقليم كردستان التابع للوزارة في محافظة أربيل".
وطالبت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، "باتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع دائرة صحة السليمانية لأخذ مسحات ونقل المريضة وعزل المخالطين، بالإضافة إلى إغلاق المخيم وتقليل الحركة داخله حسب الخطة الوطنية المتبعة وبالتنسيق بين وزارة صحة الإقليم والداخلية وجميع الجهات المعنية".
فيما قال عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق، علي البياتي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "مخيمات النزوح في العراق، تعتبر مصدر خطورة لتفشي فيروس كورونا فيها، ونحن من بداية الأزمة حذرنا، وأكدنا ضرورة أن تهتم الجهات الحكومية، في مخيمات النزوح وحتى السجون، لوجود مؤشرات لدينا بضعف الجانب والخدمات الصحية وأيضا صعوبة تطبيق التباعد الاجتماعي في هذه الأماكن، مع عدم وجود مستلزمات الوقاية وضعف إجراءات التعقيم فيها".
محذرا من أنّ "الوباء بدأ يتفشى بشكل سريع، وبمؤشر انفجاري في العراق، ومن المحتمل أن تكون مخيمات النزوح ضمن المناطق التي سينتشر بها، وهذه كارثة إذا وقعت فعلا".
وأضاف البياتي أنه "كان على الجهات الحكومية المختصة، إذا كانت فعلا تفكر في مصلحة المواطنين وسلامتهم في مخيمات النزوح، إعادتهم إلى منازلهم ومناطقهم في بداية هذه الأزمة، خصوصاً أن مدنهم تحررت منذ سنوات ومناطقهم بلا معارك وهي مستقرة".
وشدد عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق أنه "على الجهات الحكومية المختصة، الاهتمام الكبير بمخيمات النزوح واستمرار عملية التعقيم لمنع تفشي فيروس كورونا فيها وإجراء عملية فحص لكل النازحين بالمخيمات، وحجر من تثبت إصابته مؤسساتيا وليس في الخيم، فالمخيم لا توجد فيه أي إمكانيات للحجر الصحي".
وما زال عشرات آلاف النازحين ممنوعين من العودة إلى مناطقهم في عدد من محافظات البلاد، في ديالى وصلاح الدين وكركوك، والموصل، ومنطقة جرف الصخر بمحافظة بابل، إذ تسيطر فصائل مسلحة، موالية ومدعومة من قبل طهران، على تلك المناطق.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت، أخيرا، تحذيرات من تفشي فيروس كورونا في مخيمات النزوح في العراق وبلدان أخرى، داعية السلطات إلى مراعاة ظروف الأزمة الراهنة.