أظهرت تقارير صادرة عن جمعيات الإغاثة الخيرية في إسرائيل ارتفاعاً هائلاً في طلبات المساعدة والطرود الغذائية عشية عيد رأس السنة العبرية.
وكشف تقرير جديد للمنظمة الخيرية الإسرائيلية "لاتيت" أن أكثر من 2.5 مليون إسرائيلي يعيشون في دائرة الفقر، من بينهم أكثر من مليون طفل. وأفادت الجمعية بأن نحو مليون عائلة في إسرائيل تعاني ضائقة اقتصادية صعبة للغاية وتشكل نسبة 31.6% من مجمل الأسر في إسرائيل. وأن 233 ألف أسرة جديدة دخلت دائرة الفقر عام 2021 جراء التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا.
ويأتي الارتفاع الكبير في توجه الأسر الإسرائيلية المحتاجة إلى جمعيات الإغاثة للحصول على الطرود الغذائية ولتأمين أبسط الحاجيات في ظل غلاء المعيشة الحاد الذي تشهده إسرائيل في الفترة الأخيرة وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، كالزيت والقمح والسكر والخضر وغيرها، من جهة، وثبات قيمة مخصصات الشيخوخة الممنوحة من قبل مؤسسة الضمان الاجتماعي القومي الإسرائيلية من جهة ثانية.
وأظهر التقرير أن أكثر من 660 ألف أسرة تفتقر للأمن الغذائي، حيث تنقصها الحاجيات الضرورية الأساسية مثل السكن والتعليم والرعاية الصحية والغذاء، وأن دخلها الشهري لا يتعدى 1500 دولار، وأن أكثر من 60% منها عالقة في الديون. "77% من الأسر المحتاجة لم يعد لديها ما يكفي من المال لشراء طعام كاف، الوضع الذي يدفع نصف الأسر للتخلي عن شراء حليب للأطفال. وأن نحو 50% من العائلات اضطرت إلى التنازل عن وجبات طعام خلال اليوم أو تناول كميات أقل في كل وجبة، وقالت 70% من الأسر إنها لم تتمكن من شراء الأدوية أو طلب المساعدة الطبية بسبب عدم قدرتها على الدفع". وأظهر تقرير المنظمة أن نسبة الأسر الفقيرة التي تفتقر إلى المواد الغذائية الأساسية قد تضاعفت ثلاث مرات خلال أزمة كورونا.
وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، صباح اليوم، أن طوابير الأسر المحتاجة تجتاح المؤسسات الخيرية عشية عيد رأس السنة، جراء انعدام الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن المؤسسات الخيرية تؤمن طرودا غذائية لمئات آلاف العائلات الفقيرة في إسرائيل خلال فترة الأعياد اليهودية كل سنة، وأضافت أن الطلب على الطرود الغذائية سيزداد أكثر خلال فترة الأعياد اليهودية.
وأفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، نقلا عن المديرة العامة لصندوق جرحى المحرقة "الهولوكوست"، بأن المعطيات والأرقام تثبت أن عدد المحتاجين في ازدياد مستمر: "في النصف الأول من عام 2022 تلقى الصندوق أكثر من 400 توجه من الناجين من المحرقة، الذين طلبوا مساعدة في دفع الفواتير والحسابات الجارية – ارتفاع بنسبة 30% من مجمل التوجهات مقارنة بعام 2021. هذه المعطيات يجب أن تقض مضاجعنا كمجتمع وكأفراد".
وتتحمل جمعيات الإغاثة الخيرية الإسرائيلية عبء انعدام الأمن الغذائي في إسرائيل، في ظل عجز مؤسسة الضمان الاجتماعي القومي ومؤسسات الرعاية الحكومية عن توفير الأمن الغذائي ومحاربة الفقر، بسبب سياسة الحكومة الرأسمالية وتخصيصها الميزانيات الضخمة للأمن ولتمويل الاحتلال.