يتواصل ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في السودان، للعام الثالث على التوالي، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الإثنين، موضحة أنّ "نحو أربعة ملايين طفل دون سنّ الخامسة وامرأة حامل ومرضعة في حاجة إلى خدمات التغذية والإنقاذ الإنسانية في عام 2023".
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في أحدث نشراته، بأنّ "أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في السودان (53 في المائة)، يعيشون في الوسط والشرق والشمال". وقدّر مكتب "أوتشا" إجمالي عدد المتضرّرين من انعدام الأمن الغذائي في البلاد حتى هذا العام بنحو 15.8 مليون شخص.
وأشار المكتب الأممي في نشرته تلك إلى أنّه يتعيّن في الوقت الحالي على 30 في المائة من السودانيين "السير لأكثر من ساعة" ليتمكّنوا من الوصول إلى أقرب مؤسسة طبية، كما تستغرق مهمّة جلب المياه "أكثر من 50 دقيقة" لنحو 26 في المائة من سكان البلاد.
ويُعَدّ السودان من أكثر دول العالم فقراً، ويواجه ثلث سكانه البالغ عددهم نحو 45 مليون نسمة أزمة جوع متصاعدة، فيما يعيش نحو 65 في المائة من السودانيين تحت خط الفقر، بحسب تقرير للأمم المتحدة صدر في عام 2020.
كما أنه واحد من أكثر البلدان تضرّراً من تغيّر المناخ في العالم، وقد طاولت الخسائر فيه نحو 349 ألف شخص من جرّاء فيضانات العام الماضي، الأمر الذي تسبّب في ارتفاع عدد المشرّدين وانتشار الأمراض.
إلى جانب الكوارث الطبيعية، أفادت نشرة "أوتشا" بتسجيل 314 ألف نازح جديد في عام 2022 الماضي، نتيجة العنف العرقي الذي خلّف نحو ألف قتيل ودمّر مئات القرى.
وقد عانى السودان، خلال حكم الرئيس السابق عمر البشير الذي استمر ثلاثة عقود، من أزمات اقتصادية متلاحقة ناتجة عن سوء الإدارة من جهة وما شهدته البلاد من صراعات قبلية وتمرّد مسلح من جهة أخرى، إلى جانب العقوبات الدولية المفروضة عليه. وقد دفعت هذه الظروف القاسية السودانيين إلى الخروج في احتجاجات حاشدة ضد حكم البشير حتى أطاحه الجيش في إبريل/ نيسان من عام 2019، واتُّفق على حكم انتقالي مشترك بين المدنيين والعسكريين.
وبدأ انفراج اقتصادي يلوح حينها في الأفق، مع صدور تعهّدات بتقديم مساعدات دولية ورفع بعض العقوبات عن البلاد. لكن، في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2021، تبدّدت الآمال وتفاقمت الأزمة الاقتصادية بعد انقلاب عسكري نفّذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أطاح المدنيين من الحكم، الأمر الذي أدى إلى تراجع المساعدات الدولية للبلاد، فيما خرجت تظاهرات شبه يومية احتجاجاً على الحكم العسكري.
(فرانس برس)