كشف فريق "منسقو استجابة سورية"، عن ارتفاع عدد حالات الانتحار في شمال غربي سورية منذ بداية العام الحالي إلى 62 حالة، بينها 34 محاولة باءت بالفشل، وذلك بعد تسجيل حالتي انتحار جديدتين في الشمال السوري خلال الأسبوع الحالي.
وقالت المنظمة في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن الفريق أحصى 62 حالة انتحار منذ مطلع العام شمال غربي سورية، بينها 34 محاولة باءت بالفشل، مقارنة بـ88 حالة انتحار العام الماضي، 33 منها كانت فاشلة، في مقابل 25 محاولة انتحار فقط خلال عام 2021.
وأفاد الفريق بأنّ "النساء هنّ الفئة الأكبر في أعداد تلك الحالات لعدم وجود من يساعدهن على تخطي الصعوبات التي يعانين منها، إلى جانب اليافعين غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار في المنطقة نتيجة المتغيرات الكثيرة والدورية التي تشهدها كافة مناطق الشمال السوري".
وناشد الفريق في تقريره، المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة دعم ومساندة المدنيين والنازحين وتأمين المتطلبات الأساسية لهم، وحمايتهم من التهديدات المستمرة بقطع المساعدات الإنسانية وتخفيضها على الدوام، إضافة إلى العمل على تأمين فرص العمل للحد من انتشار البطالة في المنطقة.
ودعا إلى تفعيل العيادات النفسية في المراكز الطبية، إضافة إلى تخصيص أرقام للإبلاغ عن حالات محتملة للانتحار للتعامل معها بشكل عاجل، وذلك لمنع المجتمع المحلي من الانزلاق لمشاكل جديدة تضاف لقائمة طويلة من المشاكل التي يعانيها سكان المنطقة.
وأضاف التقرير: "نوصي بإنشاء مصحّات خاصة لعلاج مدمني المخدرات في المنطقة، وخاصةً بعد انتشار ترويج المخدرات والتعاون مع الجهات المسيطرة بالإبلاغ عن مروجيها وخاصةً أن المتعاطين يدخلون بحالة غياب الوعي الكامل وعدم القدرة على اتخاذ القرار أو منع أنفسهم من الانتحار".
ومن بين حالات الانتحار المسجلة في المنطقة، طفلة تبلغ من العمر 14 عاما، تناولت "حبوب الغاز" وهي الوسيلة الأكثر شيوعا للانتحار في المنطقة والأشد خطورة، وكانت تقيم في مخيم كفروما القريب من بلدة كللي شمال محافظة إدلب.
ويعزو الناشط الإعلامي عدنان الإمام تزايد أعداد حالات الانتحار في المنطقة بالدرجة الأولى إلى المشاكل التي يسببها الفقر، مضيفا: "سجلت حالات انتحار كثيرة ليافعين لا يدركون ظروف عوائلهم الصعبة، إضافة لأرباب أسر غير قادرين على تأمين متطلبات عوائلهم، لذلك فإن الفقر هو من الأسباب الرئيسية للانتحار، إضافة للمشاكل النفسيّة".
بدوره، قال الأخصائي في العلاج النفسي ماجد فهيم، لـ"العربي الجديد"، إن الخلل في العلاقات الأسرية والزوجية، وغياب الدعم الاجتماعي، والبطالة، وسوء الأوضاع الاقتصادية، وإدمان الكحول والمخدرات، والأزمات والضغوط النفسية المفاجئة، وكثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، كلها عوامل تشجع على الانتحار، فضلاً عن ظروف الحرب والنزوح ومشاهد القتل والتعذيب والدمار. وفي ظل غياب الرقابة على الأطفال، يسهل الحصول على المواد المخدرة وبالتالي الإدمان، الأمر الذي قد يقود أو يساعد على الانتحار.