أصدر فريق "منسقو استجابة سورية"، اليوم الأربعاء، تقريراً وثّق عدد المنشآت المدنية والخدمية التي تعرّضت للقصف من قبل النظام السوري والقوات الروسية وقوات سورية الديمقراطية (قسد)، في مناطق شمال غربي سورية، منذ بداية العام الحالي وحتى التاسع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وقال رئيس فريق "منسقو الاستجابة" محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام وروسيا استهدفت 74 منشأة حيوية وخدمية منذ بداية العام الحالي، منها 32 منشأة مشمولة ضمن الآلية المحايدة لمنع الاستهداف، قسمت في محافظة إدلب إلى31 وفي ريف حلب إلى 43 مركزا".
وعرّف حلاج الآلية المحايدة لمنع الاستهداف بأنها "آلية اقترحتها الأمم المتحدة عام 2016، بحيث إن كل منشأة تقدم الدعم لها يتم تزويد أطراف الصراع ببياناتها وإحداثياتها لمنع استهدافها".
وبحسب حلاج، فإن الغارات الجوية والقصف المدفعي للنظام وروسيا و"قسد" استهدفت 46 مخيماً ومركز إيواء، يبلغ عدد المستفيدين منها 32.784 نسمة، وسبع منشآت تعليمية تقدم الخدمات لـ5893 شخصاً، وخمسة مراكز طبية تخدم 135.748 نسمة، و16 مركزاً ومنشأة خدمية منوعة، ويقدر عدد المستفيدين منها 745.843 نسمة.
وبين حلاج أن "عدد المنشآت التي استهدفتها قوات النظام السوري بلغ 19 نقطة، فيما وثق 10 استهدافات للقوات الروسية، و30 لقوات سورية الديمقراطية، و15 نقطة لجهات أخرى".
وأوضح أن "عدد القتلى المدنيين نتيجة تلك الهجمات بلغ 14 قتيلاً، بينهم خمسة أطفال وأربع نساء، و92 مصاباً، منهم 18 طفلاً و14 امرأة".
وبين المتحدث أن الاستهداف طاول المنشآت والبنى التحتية التي تقدم الخدمات للسكان في المنطقة، ومجرد استهدافها يؤدي إلى حرمان المدنيين من خدمات بدورها ضعيفة نتيجة نقص الاستجابة الإنسانية من المنظمات الدولية.
من جهته، قال حسن الأحمد، العامل في المجال الإنساني بمحافظة إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن "الأوضاع الإنسانية في محافظة إدلب باتت صعبة جدا، وخاصة في المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة بسبب الافتقار الشديد للخدمات الأولية، وخاصة التعليم والصحة"، معتبرا أن المنطقة تمر بأزمة صحية تزامناً مع انتشار مرض الكوليرا.
وأشار إلى أنه "بعد القصف الذي تعرض له مخيم مرام قرب مدينة إدلب، أصبح سكان المخيمات لا يشعرون بالأمان".
وسبق أن أصدر "منسقو استجابة سورية" بيانا يوضح حجم الانتهاكات التي لحقت بمخيمات النازحين نتيجة الاقتتال الذي دار بين "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا)، و"الفيلق الثالث" المنضوي تحت مظلة "الجيش الوطني" المدعوم من أنقرة، في ريف حلب الشمالي.
وأشار البيان إلى أن 11 مخيماً تضررت في المنطقة نتيجة الاشتباكات والاستهدافات العشوائية، وتسببت بتضرر أكثر من 58 خيمة بين أضرار جزئية وأضرار كاملة.كما تسببت الاستهدافات للمخيمات بنزوح أكثر 1600 شخص، وأكثر من 1200 عائلة أخرى داخل المدن والبلدات نتيجة الاشتباكات. كما سجل مقتل 5 مدنيين وإصابة 38 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال.