يعاني النازحون في مخيمات شماليّ سورية من موجات الحر الشديد، مع غياب التجهيزات اللازمة للتخفيف من آثارها عن خيامهم، ووجّه الدفاع المدني السوري نصائح وإرشادات للتخفيف من أثر موجات الحر على السكان في المنطقة.
توصيات الدفاع المدني السوري جاءت في منشور في صفحته على فيسبوك، حيث نصح الأهالي بتجنب التعرض لأشعة الشمس مباشرة، ولا سيما الأطفال وكبار السن بين الساعة العاشرة صباحاً والساعة الثالثة ظهراً، وتبريد الأطفال في المخيمات باستخدام المياه، والإكثار من شرب المياه والسوائل، وتجنب السفر بالسيارة فترات الظهيرة، والانتباه من العقارب والأفاعي في المخيمات والمناطق الزراعية.
وأشار إلى ضرورة عدم وضع أسطوانات الغاز في الشمس، والانتباه عند تناول الأطعمة غير الطازجة لأنها تصبح سريعة الفساد بسبب الحرارة، وإخلاء السيارات من أي شيء قابل للانفجار، ووضع علب الماء في الشبابيك وعلى الشرف وفي الأراضي الزراعية لتشرب منها الحيوانات.
ويلجأ النازحون إلى وسائل بسيطة للتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة، ومنها مراوح تعمل على البطارية، رغم محدودية أثرها. ويقول علي الحسين، من ريف حمص الشمالي، المقيم بمخيم في منطقة دير حسّان، لـ"العربي الجديد": "لدي مروحة تعمل على البطارية، اشتريتها العام الماضي، لكنها بالكاد تفي بالغرض مع اشتداد الحرارة عند ساعات الظهيرة".
ويتابع الحسين: "نستخدم أيضاً عبوات ماء لبخّ الماء على أنفسنا وعلى الأطفال، الذين يبللون ملابسهم في الماء، ويجلسون بالقرب من المروحة للتخفيف من الحر". وتبقى العقارب والأفاعي من الأخطار الكبيرة في الصيف، ويضيف الحسين: "نخشى خروج الأطفال إلى المنطقة القريبة من المخيم، وهي منطقة كثيرة الصخور، قد يكون فيها أفاعٍ وعقارب، وقد يتعرضون للدغ حينها".
وفي المخيمات القريبة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، يتجه معظم النازحين إلى ظل الأشجار هرباً من درجات الحرارة المرتفعة داخل الخيام، لكونها تتحول إلى دفيئة تصبح درجات الحرارة فيها مزعجة ولا تحتمل بالنسبة إليهم، والبعض يتجه إلى طلي الخيام بالطين، بهدف التخفيف من درجات الحرارة.
وفي الخصوص، أشار الناشط الإعلامي، أسعد الحمصي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أزمة حقيقية يعيشها النازحون المقيمون في الخيام على وجه الخصوص، والنازحون المقيمون في مساكن مؤقتة أسقفها من الصفيح أو الأغطية البلاستيكية، وتكون محاولاتهم عبثية وغير مجدية للتخفيف من درجات الحرارة، لكون المساحات ضيّقة والأسقف منخفضة.
ويستخدم النازحون ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات لتأمين الكهرباء، التي يكون التعامل معها خطيراً مع ارتفاع درجات الحرارة. وقال المهندس البيئي محمد إسماعيل لـ"العربي الجديد" إنه بحال ارتفاع درجات الحرارة، يجب على النازحين توخي الحذر الشديد عند إضافة السوائل إلى البطاريات، لكونه قد تنبعث منها غازات قابلة للاشتعال، ويجب وضعها في أماكن باردة، مضيفاً أنّ من الحلول لتخفيف درجات الحرارة داخل الخيام، وضع شادر فوق الخيم بمسافة تزيد على 50 سنتيمتراً، وهذا من شأنه أن يخفف من الحرارة داخلها ويقلل من وصول أشعة الشمس المباشرة، إضافة إلى الحفاظ على تيار هوائي داخلها.
ويقيم في مخيمات الشمال السوري نحو مليون ونصف مليون نازح، في مخيمات يزيد عددها على 1390 مخيماً، قسم منها مخيمات عشوائية موجودة في مناطق يصعب الوصول إليها.