إلى الشمال من القدس يقع مخيم شعفاط، على بعد كيلومترات قليلة من مركز المدينة المقدسة، يقطنه لاجئون نزحوا إليه من حي باب المغاربة عام 1966 باتفاق بين الاحتلال الإسرائيلي والأردن ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ليقام على أراض تقع بين قريتي شعفاط وعناتا.
مخيم شعفاط، بحسب مهند مسالمة، الناشط الاجتماعي والموظف في اللجنة الشعبية لخدمات المخيم، يسكنه نحو 30 ألف فلسطيني يتلقون خدماتهم الأساسية من "أونروا"، والتي لا تكفيهم. ومع تقليص الوكالة خدماتها الأساسية تردت الأوضاع المعيشية في المخيم. أما مخيم قلنديا، فيقع ضمن حدود محافظة القدس، ما يجعله المخيم الثاني بعد شعفاط، من حيث عدد السكان، إذ يقطنه نحو 15 ألف فلسطيني لجأوا إليه عام 1951 من الرملة واللد وعدد من القرى التابعة لمدينة القدس، والتي هجرت عام 1948، إبان نكبة فلسطين.
يحمل معظم قاطني مخيم شعفاط الهوية المقدسية "الزرقاء" بسبب تبعيته الإدارية لبلدية الاحتلال في القدس، وهي الجهة التي من المفترض أن تكون مسؤولة عن قطاع الخدمات في المخيم، لكنها اكتفت عوضا عن ذلك بمحاولات "اختراق"، كما يصفها الناشط مسالمة، من خلال بعض المراكز الجماهيرية التي أنشأتها لتقديم أنشطة ثقافية ترفيهية تستهدف الأطفال بالدرجة الأولى.
ووفق الناشط مسالمة، فإن ذلك الاختراق يوحي برسالة خطيرة تعكس محاولات الاحتلال اختراق العقل العربي في القدس ويعكس أيضاً عدم اهتمام حقيقي بالمخيم. وتتحجج بلدية الاحتلال بعدم تقديمها أية خدمات للسكان بوجود "أونروا" فيه.
انعدام الخدمات في المخيم لا ينعكس فقط على الجوانب الحياتية اليومية للاجئين، وإنما على جوانب أخرى؛ أهمها قطاع الشباب والذي وجد نفسه مضطراً إلى حصر اهتماماته في البحث عن العمل والحياة خارج المخيم المحاط بجدار فصل عنصري من جميع جهاته، مع وجود حاجز عسكري على مداخله يجعل من الصعوبة بمكان استمرار الحياة بشكلها اليومي الطبيعي لآلاف السكان.
شريكان في المعاناة
الصعوبات ذاتها، يعانيها سكان مخيم قلنديا شمالي القدس، رغم اختلاف الوضع الإداري في مخيم قلنديا قليلا عن مخيم شعفاط. فرغم وقوع المخيم ضمن حدود بلدية الاحتلال في القدس، إلا أن السلطة الفلسطينية هي المسؤول الإداري عنه وسكانه.
ويقول جمال لافي، رئيس اللجنة الشعبية في مخيم قلنديا، إن "السكان هنا يحصلون على مشاريع شبه سنوية من السلطة الفلسطينية تعنى بقطاع التنمية في المخيم وتحسين ظروف الحياة". ومعظم أبناء المخيم يعملون في قطاعات السلطة الفلسطينية المختلفة، وهو أمر يخفف حدة البطالة التي وصلت نسبتها إلى 30% بين سكانه.
مثل هذه الأوضاع تجعل الهجرة هاجس غالبية شبان المخيم، ومنهم محمد أبو إصبع الذي يعمل في بقالة داخل مخيم قلنديا. يؤكد محمد أن عدداً كبيراً من الشبان داخل مخيم قلنديا يتعرضون لضغوط حياتية كبيرة، فلا وجود لمستقبل واضح للشاب في ظل عدم وجود استقرار وظيفي وفرص عمل جيدة، وغياب حرية التنقل الذي يمنعهم من البحث عن أمل لمستقبل جديد.
اقــرأ أيضاً
لا يختلف الحال كثيراً بين المخيمات الفلسطينية، كما يرى جمال لافي، لكنه يؤكد على أهمية مخيمات القدس لما لها من رمزية وارتباط بالمدينة المقدسة وبسبب وجودها في موقع جغرافي يجعلها حدوداً للمدينة وجزءاً من المعركة المباشرة مع الاحتلال.
خط المواجهة هذا دفع مخيمي شعفاط وقلنديا لأن يؤديا دوراً قوياً وفاعلاً خلال الهبة الشعبية الحالية، وخاصة في ظل انعدام السيطرة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء في المخيمين، من خلال حالة التضامن الشعبي مع أصحاب المنازل المهددة بالهدم من قبل الاحتلال، ما شكل بداية لحملة شعبية وطنية شكلت تحديا واضحا للاحتلال، دفع بالأمر إلى أن يصل مرحلة "كسر العظام" بين الاحتلال والمخيم وصلت ذروته في محاولات الاحتلال المتكررة هدم منزل الشهيد إبراهيم العكاري من مخيم شعفاط، وهو منفذ عملية دهس في مدينة القدس قبل عام.
ويؤكد جمال لافي أن أبناء المخيم شكلوا حائطا في وجه الاحتلال وصمدوا بشكل جماعي أمام هجماته، دون أن يكون لهم نصير وتغلبوا على حالة الفقر والعوز وبذلوا كل ما في استطاعتهم للصمود أمام آلة الاحتلال.
تأتي قصص البطولة في مخيمات القدس في ظل التساؤل حول السيادة الأمنية في تلك المخيمات، حيث تغيب السيطرة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء عنها. وهو غياب ينعكس فساداً نوعياً ممنهجاً داخل هذه المخيمات من خلال انتشار المخدرات، الذي تقوم به مخابرات الاحتلال في محاولة مقصودة لإسقاط المخيم.
اقــرأ أيضاً
يحمل معظم قاطني مخيم شعفاط الهوية المقدسية "الزرقاء" بسبب تبعيته الإدارية لبلدية الاحتلال في القدس، وهي الجهة التي من المفترض أن تكون مسؤولة عن قطاع الخدمات في المخيم، لكنها اكتفت عوضا عن ذلك بمحاولات "اختراق"، كما يصفها الناشط مسالمة، من خلال بعض المراكز الجماهيرية التي أنشأتها لتقديم أنشطة ثقافية ترفيهية تستهدف الأطفال بالدرجة الأولى.
ووفق الناشط مسالمة، فإن ذلك الاختراق يوحي برسالة خطيرة تعكس محاولات الاحتلال اختراق العقل العربي في القدس ويعكس أيضاً عدم اهتمام حقيقي بالمخيم. وتتحجج بلدية الاحتلال بعدم تقديمها أية خدمات للسكان بوجود "أونروا" فيه.
انعدام الخدمات في المخيم لا ينعكس فقط على الجوانب الحياتية اليومية للاجئين، وإنما على جوانب أخرى؛ أهمها قطاع الشباب والذي وجد نفسه مضطراً إلى حصر اهتماماته في البحث عن العمل والحياة خارج المخيم المحاط بجدار فصل عنصري من جميع جهاته، مع وجود حاجز عسكري على مداخله يجعل من الصعوبة بمكان استمرار الحياة بشكلها اليومي الطبيعي لآلاف السكان.
شريكان في المعاناة
ويقول جمال لافي، رئيس اللجنة الشعبية في مخيم قلنديا، إن "السكان هنا يحصلون على مشاريع شبه سنوية من السلطة الفلسطينية تعنى بقطاع التنمية في المخيم وتحسين ظروف الحياة". ومعظم أبناء المخيم يعملون في قطاعات السلطة الفلسطينية المختلفة، وهو أمر يخفف حدة البطالة التي وصلت نسبتها إلى 30% بين سكانه.
مثل هذه الأوضاع تجعل الهجرة هاجس غالبية شبان المخيم، ومنهم محمد أبو إصبع الذي يعمل في بقالة داخل مخيم قلنديا. يؤكد محمد أن عدداً كبيراً من الشبان داخل مخيم قلنديا يتعرضون لضغوط حياتية كبيرة، فلا وجود لمستقبل واضح للشاب في ظل عدم وجود استقرار وظيفي وفرص عمل جيدة، وغياب حرية التنقل الذي يمنعهم من البحث عن أمل لمستقبل جديد.
لا يختلف الحال كثيراً بين المخيمات الفلسطينية، كما يرى جمال لافي، لكنه يؤكد على أهمية مخيمات القدس لما لها من رمزية وارتباط بالمدينة المقدسة وبسبب وجودها في موقع جغرافي يجعلها حدوداً للمدينة وجزءاً من المعركة المباشرة مع الاحتلال.
ويؤكد جمال لافي أن أبناء المخيم شكلوا حائطا في وجه الاحتلال وصمدوا بشكل جماعي أمام هجماته، دون أن يكون لهم نصير وتغلبوا على حالة الفقر والعوز وبذلوا كل ما في استطاعتهم للصمود أمام آلة الاحتلال.
تأتي قصص البطولة في مخيمات القدس في ظل التساؤل حول السيادة الأمنية في تلك المخيمات، حيث تغيب السيطرة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء عنها. وهو غياب ينعكس فساداً نوعياً ممنهجاً داخل هذه المخيمات من خلال انتشار المخدرات، الذي تقوم به مخابرات الاحتلال في محاولة مقصودة لإسقاط المخيم.