ليندا صرصور..أميركية عربية تلاحقها الاتهامات في عهد ترامب

28 يناير 2017
ليندا صرصور في قلب هجوم اليمين الأميركي(العربي الجديد)
+ الخط -


أطلق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي وسم "أسير (أقف إلى جانب) مع ليندا" IMarchWithLinda#
للتضامن مع الناشطة الأميركية من أصل فلسطيني ليندا صرصور، رئيسة الجمعية العربية الأميركية في نيويورك. وغرد على تويتر مشاهير كالممثلة الأميركية سوزن ساراندون دعما لها وكتبت الأخيرة مستخدمة الوسم" "ليندا صرصور: صوت قوي يدافع عن حقوق المرأة ويفهم ما تواجهه النساء المسلمات. الكارهون لن يتمكنوا من تفريقنا". أما السيناتور برني ساندرز، الذي نافس هيلاري كلينتون على ترشيح الحزب الديمقراطي، فكتب داعماً لها مستخدما كذلك الوسم الداعم لها "شكراً ليندا صرصور لمساعدتك على تنظيم المسيرة وبناء حركة تقدمية. عندما نقف مع بعضنا ننجح".



مشاركة في المسيرة 



 

وكانت صرصور من الداعمين لحملته ضد كلينتون. كما استخدم الآلاف على وسائل التواصل الاجتماعي الوسم دعماً لها وضد الهجمة العنصرية ضدها.

وقد نشرت ليندا صرصور، على صفحتها في فيسبوك رداً على الحملة الشنيعة التي تقودها جهات يمينية أميركية، بما فيها وسائل إعلام، ضدها.
"أخواتي وإخواني، إنني أحتاج لصلواتكم معي. لا تستطيع المعارضة أن تتحمل رؤية امرأة فلسطينية ومسلمة أميركية تتفاعل معها الجماهير الغفيرة. شخص ماضيه نظيف ووقف دائماً إلى جانب شرائح المجتمع الأميركي الأكثر تهميشاً. لقد قاموا بتنسيق حملة شنيعة وعنيفة ضدي، وهذه ليست المرة الأولى، ولكنها هذه المرة مكثفة وعدائية أكثر من أي وقت مضى. وأكثر ما يزعجني في الأمر أن على أولادي رؤية ومعايشة ذلك".

جاء الهجوم، بعد مرور أقل من أربعة وعشرين ساعة على خطاب صرصور في واشنطن أمام الجماهير الغفيرة التي لبت نداء مُنظِمات "مسيرة النساء" للتظاهر في واشنطن (وحضرها أكثر من نصف مليون شخص بحسب تقديرات رسمية) ضد سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وما تمثله من عنصرية وذكورية وكراهية للأقليات عامة.


شاركت ليندا صرصور في تنظيم المسيرة التي نقلتها وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية في بث حي ومباشر، بما فيها "سي إن إن". كما نظمت مسيرات مشابهة تحت نفس الشعار في عشرات المدن الأميركية وحضرها مئات الآلاف، وبعض الأرقام تتحدث عن أكثر من مليوني شخص خرجوا في جميع أنحاء الولايات المتحدة. ناهيك عن تلبية عواصم ومدن عالمية للنداء وتنظيم مسيرات مشابهة. 




إذا كان هذا الحدث الأهم الذي انشغلت به وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ولقي شعبية كبيرة. هناك، أي على المنصة وأمام تلك الجماهير تحدثت ليندا صرصور ولخمس دقائق بكل ثقة ووضوح عن نضالها كامرأة ومسلمة وفلسطينية وأميركية واعية وداعمة كذلك لنضالات الآخرين دون خوف ورهبة أو اعتذارات، كما يحدث أحيانا مع بعض الأقليات من العرب والمسلمين وغيرهم.


ومن بين ما قالته صرصور "إنني أقف اليوم أمامكم بلا ترددّ مسلمة أميركية. إنني أقف أمامكم بلا تردد فلسطينية أميركية. إخوتي وأخواتي أنتم تمثلون الحال الذي يجب أن تكون عليه الديمقراطية. أنتم الأمل لجاليتي... لن أحترم إدارة رئاسية فازت بالانتخابات على حساب المسلمين والسود والمكسيكيين والمهاجرين من دون أوراق ثبوتية وذوي الاحتياجات الخاصة والنساء".


تغريدة مؤيدة 


 

ثم أضافت منتقدة إدارتي كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما وجورج بوش الابن وتعاملهما مع المسلمين والعرب، قائلة "الكثير من الجاليات، بمن فيهم أبناء الجالية المسلمة عانوا في السنوات الـ 15 الأخيرة تحت حكم أوباما وبوش. إن الأشياء التي أغضبتكم خلال هذه الانتخابات [وخرجتم من أجلها للتظاهر]، بما فيها نظام الأمن القومي لتسجيل المسلمين [والعرب من دول ذات أغلبية مسلمة] وتصويرهم بشكل لا إنساني. لقد كان هذا واقعنا في السنوات الـ 15 الأخيرة".


ثم طلبت ليندا صرصور من الحضور أن يستمر في دعم المهمشين بمن فيهم "النساء السود والسكان الأصليون وذوو الاحتياجات الخاصة والمثليون والمهاجرون بدون أوراق ثبوتية. الخوف خيار، ونحن الأغلبية وضمير هذا البلد وبوصلته الأخلاقية". ثم ختمت بالحديث عن جدتها الفلسطينية قائلة "أنا فخورة أن أكون بينكم مع عائلتي. لقد سرت [في مسيرة النساء] اليوم من أجل أمي وبناتي. وأنا جدتي الفلسطينية التي تعيش في فلسطين المحتلة وفخورة بأن أكون معكم".
           شاهد هنا فيديو مشاركة ليندا بالقاء كلمتها



حملة تشويه بحق الناشطة وتشبيهها بداعش 

 

أما بعض الاتهامات التي وجهت إلى صرصور فكانت "داعمة للإرهاب" وداعمة لحركة "حماس" وأنها تريد تطبيق قوانين "الشريعة" الإسلامية في الولايات المتحدة. في واحد من تلك المقالات تعرض الصفحة اليمينية صورة ليندا صرصور وهي رافعة سبابتها أثناء الحديث. لا يعطي المقال سياق الصورة، والتي قد تكون مجرد حركة أثناء حديث تلفزيوني أو حديث على سكايب. تعرض الصورة بجانب صورتين لأشخاص يرتدون ملابس كتبت عليها شعارات لـ "داعش"، يرفع فيها هؤلاء سبابتهم، في إشارة لإعلانهم الولاء للتنظيم كما يدعي المقال.
سياق الصور الثلاث غير واضح أو حتى مصدرها، لكن ما ذكره المقال هو أنها صور تتردد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ورافق الصورة عنوان كتب فيه "منظمة من منظمات "مسيرة النساء" ترفع إشارة الولاء لداعش".


طبعاً يستمر المقال بالكذب وبتحريف ما تقوله صرصور في مقابلات تلفزيونية عن أوضاع العرب والمسلمين في الولايات المتحدة ومن ثم إخراجه من سياقه وتركه مبهماً. ولا تكتفي كاتبة المقال بإخراج الاقتباسات من سياقها أو عدم رصد السياق أصلا، بل تقوم بكل سهولة بكتابة فقرة بعد ذكر الاقتباسات "توضح ما تقصده ليندا صرصور بالفعل" وتضيف الكاتبة "حيث تعاليم الدين الإسلامي تسمح للمسلمين بالكذب على غير المسلمين اسمحوا لي أن أدحض ما قالته"! ويستمر المقال بالافتراء والكذب وتشويه صورتها دون هوادة. وليست هذه حالة استثنائية فقد ظهرت مقالات عديدة على أكثر من خمسة مواقع تستخدم أساليب مشابهة والتي تستخدم عادة في مواقع معادية للإسلام.


وذهب بعض المهاجمين كذلك بوصف ليندا صرصور بأنها "الفلسطينية كارهة اليهود" لمجرد حديثها عن الاحتلال أو لمجرد أن أصولها فلسطينية. كل تلك الأكاذيب يمكن إثبات فسادها من دون أي مشكلة لكن الحقائق تضيع، في الكثير من الأحيان، بجانب بحر من الأكاذيب، فاليمين واليمين المتطرف لا يعتمد على الحقائق بل على نشر الافتراءات وإخراج الحقائق من سياقها، وهذا ما قام به مؤيدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخاصة وسائل الإعلام الداعمة له في مهاجمتها أو مهاجمة أي من النساء والرجال المعارضين لسياسات ترامب والمناصرين لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات، وخاصة المهمشين منهم.

حزمة ترامبية...
من غير المتوقع أن تهدأ أو تختفي تلك الهجمات على الأقليات، بمن فيهم العرب والمسلمون في الولايات المتحدة. بل على العكس تماماً لن تبقى على مستوى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بل كذلك على مستوى الدولة والتشريعات. حيث وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في اليوم الخامس لتوليه منصبه كرئيس للولايات المتحدة، أمراً تنفيذياً يمنع دخول مواطنين من ست دول إلى الولايات المتحدة، أغلبها مسلمة وعربية، ويوقف العمل بالتأشيرات التي حصلوا عليها. ومن المفترض أن يوقع أمراً تنفيذياً آخر يمنع تمويل أي منظمات تابعة للأمم المتحدة، كاليونيسكو، سمحت بانضمام فلسطين إليها، وهذا على الرغم من أن منعاً من هذا القبيل كان موجوداً في ظل إدارة أوباما! وكانت الولايات المتحدة قد سحبت تمويلها من تلك المنظمات للسبب المذكور، لكن يبدو أن ترامب يريد محاصرة الشعب الفلسطيني.