بلفور والصهيونية وفلسطين

01 نوفمبر 2017
+ الخط -
ولد آرثر جيمس بلفور في 25 يوليو/ تموز 1848 في ويتنغهام، التي أصبحت تعرف اليوم باسم لوثيان وتقع في اسكتلندا. وبعد أن أنهى دراسته الأولية التي درس فيها تعاليم العهد القديم، أكمل دراساته العليا في كلية إيتون وجامعة كامبريدج بإنكلترا. بداية حياته السياسية كانت عام 1874 حين انتخب لأوّل مرة في البرلمان، وعمل وزيراً أوّل لاسكتلندا عام 1887، ثم وزيراً رئيساً لشؤون أيرلندا بين عامي 1887 - 1891، ثم أول رئيس للخزانة بين عامي 1895 - 1902، ورئيساً لوزراء بريطانيا بين عامي 1902 - 1905.

كان يعارض الهجرة اليهودية إلى شرق أوروبا خوفاً من انتقالها إلى بريطانيا، وكان يؤمن بأن الأفضل لبريطانيا أن تستغل هؤلاء اليهود في دعم بريطانيا من خارج أوروبا. نقطة التحوّل كانت حين أعجب بلفور بشخصية الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان الذي التقاه عام 1906، فتعامل مع الصهيونية باعتبارها قوة تستطيع التأثير في السياسة الخارجية الدولية وبالأخص قدرتها على إقناع الرئيس الأميركي وودرو ويلسون بالمشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا. وحين تولّى منصب وزارة الخارجية في حكومة لويد جورج في الفترة من 1916 إلى 1919 أصدر وعده المعروف بـ"وعد بلفور" عام 1917 انطلاقاً من تلك الرؤية.

كانت أول زيارة لبلفور إلى فلسطين عام 1925 حينما شارك في افتتاح الجامعة العبرية. وفي تلك الأثناء، أعلنت المدارس في غزة وطولكرم وكلية المعلمين في القدس ومعاهد فلسطينية أخرى الإضراب احتجاجاً على الزيارة. وحينها كانت حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين مستعدة للاضطرابات المحتملة، فقد أوردت الأهرام أن وزير الحربية البريطاني أعلن في مجلس العموم أن فوج فرسان مدرعاً أُرسل من مصر إلى فلسطين لإخماد أي اضطرابات.

وفي ذلك الحين ذهب بلفور إلى مستوطنة يهودية، وبدا مصرّاً على أن يكون مستفزّاً قدر الإمكان. كذلك قال إنه تعهّد بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وإنها ليست خطة شخص واحد أو أمه بل هو تجسيد لرأي هيئة أكبر الدول التي وقعت على معاهدة فرساي.

قضى بلفور أسبوعين في فلسطين وسط إضرابات عامة واحتجاجات من قبل الفلسطينيين وابتهاج من الصهاينة الذين شرعوا في تسمية الشارع الدي مرّت منه سيارته باسمه، وكانت المحطة الأخيرة له في حيفا قبل أن يغادر. وقد أضربت المدينة بأكملها في ذلك الحين.

(العربي الجديد)


المساهمون