عاد الانقسام ليفرض نفسه بقوة على أروقة النادي الأهلي المصري، حول مستقبل البرتغالي ريكاردو سواريش المدير الفني الجديد، الذي تولّى المسؤولية قبل نحو شهر، ويرتبط بعقد ساري المفعول لموسمين مقبلين في قيادة الفريق، على خلفية سوء النتائج الكبيرة التي يمر بها النادي، وآخرها الخسارة من الزمالك بهدفين لهدف في نهائي بطولة كأس مصر.
ورغم الدعم الذي حاز عليه سواريش في الأهلي من جانب رئيس النادي محمود الخطيب، إلا أنّ قطاعاً كبيراً داخل مجلس الإدارة يرفض بقاء المدرب البرتغالي، بداعي ضعف قدراته وسيرته الذاتية، ويخشى من الانهيار التام.
وتسببت خسارة كأس مصر الأخيرة في إشعال أزمات كبرى في الأهلي، تصدرها خصم نسبة مالية تصل إلى 10% قابلة للزيادة من العقود السنوية للاعبين، وإيقاف كل المستحقات المالية لحين الفوز ببطولة الدوري الممتاز، رغم تراجع فرص الأهلي خلالها في الفترة الأخيرة.
ويتعرض محمود الخطيب لضغوط كبيرة من جبهة داخل المجلس، للبدء في البحث عن مدرب أجنبي عالمي يقود الأهلي بديلاً لسواريش، وفتح باب الرحيل أمام المدرب البرتغالي في نهاية الموسم. وبدأ يظهر تمرد داخل أروقة الأهلي من جانب أعضاء في مجلس الإدارة، مثل محمد الدماطي العضو الذي كتب تغريدة عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، ألمح فيها إلى وجود خلافات حادة، وعدم رضا داخل المجلس منذ فترة طويلة عن أوضاع فريق الكرة.
ويعيش الأهلي حالياً مرحلة انعدام وزن، أعادت للذاكرة وقائع مماثلة عاش فيها الفريق حالة من الانهيار، وتغييرات المدربين مثل موسم 1990-1991، الذي بدأه الفريق برفقة المدرب الوطني محمود السايس، ولكنه خسر نقاطاً سهلة في رحلته بالمنافسة، لتجري إقالته، واستقدام شوقي عبد الشافي الذي حاول إنقاذ الموسم، ولكنه خسر نهائي الدوري في لقاء فاصل أمام الإسماعيلي (0-2)، وكانت الخسارة وقتها سبباً في إجراء الأهلي تغييرات موسعة.
وفي موسم 2000-2001 عاش الأهلي الأجواء نفسها أيضاً، حيث كان مقرراً أن يقوده خلاله الألماني راينر تسوبيل بعد تجديد عقده، ولكن جاء رحيل حسام وإبراهيم حسن عن صفوفه للزمالك، وخسارة كأس مصر أمام الإسماعيلي، وجرى تنصيب مختار مختار مدرباً مؤقتاً، ثم استقدام الألماني هانز يورجن دورنر "ديكسي"، الذي كان مثار جدل مثل سواريش لضعف السيرة الذاتية له، وبالفعل دفع الأهلي ثمناً لهذه الصفقة، وخسر لقب بطل الدوري المصري وقتها لصالح الزمالك، ورحل ديكسي في نهاية الموسم.
وتكرر السيناريو الذي يعيشه الأهلي حالياً قبل 20 عاماً في ولاية الهولندي جو بونفرير الذي قاد الأهلي في موسم 2002-2003، وخسر الدوري في آخر جولة، وتم فسخ العقد معه قبل نهاية كأس مصر، ووقعت إدارة النادي خصومات مالية ضخمة على اللاعبين، مع فتح الباب أمام استغناءات عديدة لهذا الجيل، واستقدام مدرب وطني لتحمل المسؤولية، هو فتحي مبروك الذي حقق لقب بطل الكأس وقتها.
وبدأت أزمة الأهلي، بسبب تعرض محمود الخطيب حالياً لانتقادات كبيرة تتمثل في رضوخه لضغوط إعلامية في الأسابيع الماضية تسببت في إقالته للجنوب أفريقي بيتسو موسيماني المدير الفني من منصبه، والتراجع عن قرار تجديد عقده لموسمين مقبلين، على خلفية خسارة الأهلي لبطولة دوري أبطال أفريقيا، عقب الخسارة الشهيرة من الوداد المغربي بهدفين مقابل لا شيء في نهائي البطولة القارية، وذلك قبل نصف موسم على نهاية مشوار الأهلي في نسخة بطولاته المحلية الدوري والكأس 2021-2022 وقدوم ريكاردو سواريش المدير الفني السابق لنادي جيل فيسنتي البرتغالي وصاحب المركز الخامس في دوري بلاده، الموسم الماضي.