تأهل المنتخب الألماني الى الدور الثاني من بطولة كأس العالم لكرة القدم عقب فوزه على الولايات المتحدة (1-0) في المباراة، التي جرت اليوم الخميس في ختام الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السابعة، في حين رافقت الولايات المتحدة نظيرتها ألمانيا للدور ذاته رغم الخسارة مستغلاً فارق الأهداف الذي فصله عن منتخب البرتغال الفائز على غانا (2-1) في المباراة التي جرت بذات المجموعة.
ورفعت ألمانيا رصيدها الى (7) نقاط في حين احتلت أميركا المركز الثاني (4) نقاط وجاءت البرتغال ثالثة بنفس الرصيد وتذيلت غانا ترتيب الفرق برصيد نقطة وحيدة، فيما ينتظر المنتخب الألماني خصمه الذي اقتصر على المتأهل من مباراة منتخبي الجزائر وروسيا بينما ستلاقي الولايات المتحدة نظيرتها بلجيكا في الدور الثاني.
ولم تنفع النتيجة التي سجلتها البرتغال في مرمى غانا فودعا معاً، وخرج منتخب "كريستيانو رونالدو" مطأطأ الرأس، وسجل رونالدو هدفا واحدا فقظ في المونديال كان في شباك غانا.
ضغط الماني وحذر اميركي
باشرت الماكينات الألمانية بالدوران مبكراً من أجل التسجيل في الوقت الذي بدا فيه الحذر واضحا على أداء لاعبي الولايات المتحدة الذين كانوا يهاجمون بخجولة خوفاً من الاندفاع المبالغ فيه، وكأن اللاعبين كانوا يشعرون بقرارة أنفسهم ان التسجيل في شباك ألمانيا قد يدفعها للبحث بجدية عن التسجيل.
نجح الالمان في القبض على وسط الملعب الذي تواجد به شفاينشتايجر وفيلب لام ومسعود وأوزيل وبودولسكي من أجل تهيئة الكرات المثالية لكروس ومولر في المقدمة في الوقت الذي شيد في هويديس وهوميلز وميرتيساكر وبواتينغ جداراً دفاعياً متيناً وقف بالمرصاد لأطماع الأميركي جيمسي ووجونسون وحمى شباك الحارس نوير في كثير من المشاهد.
من جهتهم، حاول الاميركان البحث عن ثغرة من خلال العمق والأطراف لكن المحاولات جلّها افتقدت للجدية وخضعت لسيطرة الالمان الدفاعية عبر الثلاثي بيكيرمان زوسي وجونسون، ولم يشكل الهجوم الخاطف لمنتخب الولايات المتحدة والذي مارسه في البداية أي تهديد على شباك نوير، وتعرضت دفاعات أميركا بقيادة جونزاليس وبرادلي وبيسلير وبيسلي للضغط وتراجع ديمبسي وجونز وديفيدز للإسناد، حيث تبادل مولر وشفاينشتايغر الكرة لتصل لمولر الذي سددها لكن حضور الحارس الأميركي تيم هاورد كان لافتاً في ابعاد الكرة وغيرها من التسديدات التي نفذها تونس كروس وميرتيساكر.
عزف مسعود أوزيل على وتر منطقة العمليات وحاول توزيع الكرات كعادته لكن الكثافة العددية الامريكية في الخلف ساهمت في تحييد الاخطار عن شباك هاورد التي بقيت نظيفة مع انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي.
هدير الماكينات يعلو
عاد الالمان للضغط مجددا في الشوط الثاني، ودفع المدرب يواكيم لوف بورقة كلوزة بديلا لبودولسكي من أجل تعزيز الهجوم فعكس بواتينج كرة مثالية صلت لرأس مولر لكن الدفاع ابعدها قبل استفحال خطورتها قبل ان يأتي الفرج حين عكس أوزيل ركنية وصلت للحارس الأميركي هاورد، فأبعدها لتتهادى الكرة امام مولر الذي أعادها للشباك بتسديدة قوية في الدقيقة 55 معلناً افتتاح التسجيل للألمان.
الهدف دفع لاعبي الولايات المتحدة بقيادة ديمسي وجونز وديفيدز للتقدم بجرأة أكثر صوب المناطق الهجومية وصولاً لمرمى الحارس نوير، لكنهم اصطدموا بتنظيم دفاعي متين لألمانيا التي لم تغفل الهجوم وبتأني، ثم دفع لوف بلاعبه جوتزه بديلاً لبودولسكي، لينجح الألمان في التعاطي مع الحيوية الامريكية بالخبرة واخماد نيران الهجوم لديها فكان من الطبيعي ان تهدأ وتيرة وايقاع اللعب في ظل غياب الخطورة عن كلا المرميين فمضى الوقت بلا جديد باستثناء الأوراق البديلة فدفع كلينسمان بالبديل يردين، لكن الهجوم الألماني حاول التسجيل بالتسديد من بعيد دون جدوى، وكادت أميركا ان تعادل النتيجة لكن رأسية ديمسي ذهبت خارج المرمى في الوقت الاخير لينتهي اللقاء بفوز ألماني بهدف وصدارة مريحة.
البرتغال تحقق فوزاً معنوياً
حققت البرتغال فوزاً معنوياً على غانا (2 – 1)، في المباراة الأخيرة ضمن المجموعة السابعة وكانت بحاجة إلى ثلاثة أهداف إضافية من أجل بلوغ الدور الثاني، في حين كانت غانا بحاجة إلى فوز من أجل التأهل إلى الدور الـ 16، الأمر الذي وضع المنتخبين خارج المونديال البرازيلي.
دخلت البرتغال المباراة الأخيرة في المجموعة السابعة، بحظوظ ضئيلة جداً من أجل التأهل إلى الدور الثاني إذ أنها تملك نقطة وحيدة، وحتى لو فازت عليها انتظار هدية من ألمانيا لكي تنتقل مع "المانشافات" إلى الدور الـ 16، في حين أن غانا بحاجة إلى فوز أيضاً، وستلعب الأهداف دوراً بارزاً في منح البطاقتين الرسميتين عن هذه المجموعة.
وجاء التهديد الأور من البرتغال عبر تسديدة غدارة رائعة من كريستيانو رونالدو خدعت الحارس الغاني وارتدت من العارضة (د.5)، لتعود البرتغال وتسيطر على مجريات المباراة بدون تشكيل خطورة كبيرة، في حين أن غانا كانت خارج نطاق التغطية ولم تقدم أي لمحة كروية على البساط الأخضر.
هدف برتغالي وضياع غاني
لتشتعل المباراة بعد ذلك وتشهد فصتين من المنتخبين، الأولى عبر رأسية رونالدو الذي لم يكن مراقباً، ليتصدى لها الحارس الغاني (د.19)، ليرد أسمواه جيان بسرعة ويدخل منطقة الجزاء ويسدد كرة ينقذها بينتو قبل دخولها الشباك (د.20)، لكن غانا كانت تفرض ضغط عالي على لاعبي البرتغال من أجل افتكاك الكرة، في وقت كان رونالدو محور هجمات المنتخب البرتغالي.
لكن البرتغال هي من سجلت الهدف الأول إثر عرضية من فيلوسو، أخطأ المدافع جون بويي بتشتيت الكرة ليحولها إلى الشباك ويُسجل هدفاً في مرماه (د.31)، بعد الهدف استعادات البرتغال الثقة المفقودة في المباريات السابقة، وضغطت على المرمى الغاني بحثاً عن الغزارة التهديفية التي تمنحها البطاقة التأهيلية، في حين أن لاعبي غانا كانوا تائهين بدون فعالية هجومية.
مستوى كروي لا يؤهل المنتخبين
بداية الشوط الثاني لم تتغير عن الأول ضغط برتغالي على المرمى، في حين كانت غانا تنتظر خصمها في الوراء من أجل مباغته في هجمة مرتدة سريعة، ونجحت بهذه الخطة بتسجيل هدف التعادل عبر كرة عرضية تابعها أسمواه جيان برأسه في الشباك (د.57)، ليعود أيوه ويهدر فرصة ذهبية للتسجيل عبر رأسية سهلة مرت بجوار القائم (د.61).
ولم يرتقِ الأداء البرتغالي إلى المستوى المطلوب الذي يخوله التأهل إلى الدور الثاني بسبب سوء الحالة الهجومية وعدم الاستغلال الجيد للمحاولات الخجولة على المرمى، وفي المقلب الأخر شاطرت غانا البرتغال نفس الأداء الذي لا يسمح لأي من المنتخبين خطف بطاقة التأهل من المنتخب الأميركي، مع أفضلية نسبية من حيثُ بناء الهجمات.
لكن رونالدو أبى أن يغادر المونديال بدون تسجيل هدف وحيد، إثر خطأ فادح من الحارس داوودا الذي شتت الكرة بشكل غريب، لتصل الكرة إلى رونالدو الذي يتابعها بتسديدة صاروخية في الشباك (د.80)، لكن الأمور بدت في غاية الصعوبة لأن البرتغال كانت بحاجة إلى هدفين للعبور إلى الدور الثاني لتنتهي المباراة بفوز برتغالي على المنتخب الغاني (2 – 1)، في لقاء لم يظهر المنتخبين بأنهما يستحقان التأهل إلى الدور الـ 16 من كأس العالم.